براعم في فوهة بركان – خاطرة: عائشة صبري

عائشة صبري24 أبريل 2021آخر تحديث :
عائشة صبري

سوادُ وجهكَ يا ولدي .. هوَ تاجُ الفخرِ عندي ..
وأناملُكَ الثَّكلى غطَّتْ أرتالاً من السؤدُدِ ..
أنقى مِنْ كلِّ مناصبِهم، ومراكبِهم .. فدفاترُهُم ملآى بالقذارة والوحلِِ ..
خروجُكَ من فُوهةِ البُركانِ يَحرقُني ..
والآهُ بصوتكِ تُوجِعُني .. تُفجِّرُ ينابيعَ دموعٍ تُغرقُني ..
أهذا حالُكَ يا ولدي؟ .. ونحنُ سُكارى لا نَدري!

***

لماذا تركوكَ وحيداً تُقارعُ في زمنٍ منسي؟
لماذا أسروكَ بقيدِ العَوَزِ، وكبَّلوكَ بثوبِ البُؤسِ؟
لماذا غفلوا عن زهرةٍ مزروعةٍ بترابِ الصَّمتِ؟
وتركوها تذبلُ وحيدةً لا تفوحُ بالعطرِ! ..
وهم دفنوا رؤوسَهُم في قاعِ الجُبنِ والوَهنِ!

***

واللحنُ يَعزفُ ترانيمَ وطنٍ يعيشُ بذلٍ ونكدِ ..
تُغنِّي الفِكرَ تُبدعُهُ كريشةِ فنانٍ محتْ كلَّ القُبحِ ..
مكبَّلٌ أنتَ أم أنا مكبلةٌ! قيودُ كلانا أمثلةٌ تُروى عن أسيرٍ في الظُّلمِ ..
صُراخُهُ غيرَ مَسمُوعٍ، سوى لجلادٍ مُسجَّى بالغَشَمِ ..
هاتِ يدكَ فلنَمضِ .. للنهوضِ من قاعِ الحُفرِ ..
أريدُكَ موهبةً كُبرى تُصارع العُربَ والعجم ..
أتظنُّ الليلَ إذا طالَ .. لم تُشرقْ لهُ شمسُ ..
أراكَ براعمَ في نظري ستُورقُ بعدَ طولِ عِجافٍ وقحطِ ..

***

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل