الثورةُ السوريَّة.. كلمةٌ للتاريخِ ومَعْقِلٌ للأحرار

حازم أحمد بعيج12 أبريل 2021آخر تحديث :
الثورةُ السوريَّة.. كلمةٌ للتاريخِ ومَعْقِلٌ للأحرار

بعد أن أتمت الثورة السورية العظيمة عقدها الأول، وهدأت عاصفة النقاد والكتاب والمتكلمين من كل حدب وصوب، وأصحاب المراجعات والتحليلات الفلسفية، يبقى لنا -نحن الأنصار الكرماء الطاهرون المتعبون- أن نراجع ما أثمرته جهود أولئك وتحليلاتهم، وأن ننقد تعاملهم المؤسف واستجابتهم الغبية كما في بداية كل عام من أعوام الثورة العظيمة.

لم يقل أحدهم: إن أبناء شعبنا الأحرار أتموا عقدهم الأول وهو ينازلون دون شرف الأمة وأحرار العالم قاطبة، أعداء لا أخلاق ولا ضمير ولا دين لهم، يواجهون ترسانة هائلة من الميليشيات الإرهابية المختلفة القادمة من أفغانستان ولبنان والعراق وأرمينيا وجبال قنديل وسنجار وروسيا وآلاف المتطوعين العالميين تحت راية حزب العمال الكردستاني وعشرات المجاميع التي أكلت وشربت من خير سوريا وأبنائها الكرام، بالإضافة إلى ترسانة وآلة القتل الروسية والإيرانية، وتنكر العالم أجمع لهذه القضية العادلة المحقة، وتخاذل الحكومات العربية إزاء ما يتعرض له أحرار سوريا!.

إنما قالوا: يجب مراجعة سياسات الثورة وسياسات الثوار وفتح قنوات تواصل دبلوماسي وسياسي مع كل الأطراف، وكأن الشعب البطل الصابر هو من اختار سبيل الحرب والعدوان، وكأننا نملك كل شيء ولا نعمل بشيء! هذه المغالطات لن تتوقف ما دامت عقول النقاد والمتكلمين متحجرة إلى هذا الحد، بعيدة عن الواقع تماما بحجم بعد المتكلمين عن سوريا جغرافيا، مشوشة تفتقر إلى رؤية استراتيجية.

يجب أن يدرس ويحلل نموذج الصبر والاستمرارية والثبات الذي أخرجته الثورة السورية في كل بلدان العالم، يجب أن ندفع باتجاه نقد أنفسنا على تخاذلنا في متابعة أوجاع إخوتنا وأبنائنا في سوريا، فماذا سيبقى لنا في هذا الشرق لو هزم الشعب السوري؟! أي شعب من شعوبنا سيطرد المحتلين؟! أي مجتمع من مجتمعاتنا سيطالب بالحرية والكرامة والعدالة في مواجهة الاستبداد والإجرام والتجويع المنقطع النظير؟!

الثورات تحتاج إلى الشجعان الذين لا يميلون مع الريح حيث تميل، بل يثبتون على قيمهم وأخلاقهم ومبادئهم ثبات النخيل وشموخ المآذن، العدالة لن يقيمها في بلادنا الجبناء والمتلونون والمنتفعون وسماسرة القلم والصحافة والأبحاث، الكرامة المنشودة بيد أولئك الذين لم يجلدوا الضحية ولم يبيعوا أقلامهم ولم يهادنوا على حساب شعبهم ومصلحة مجتمعهم، هذا اللواء الذي يحمله أبناء سوريا الشرفاء منذ عشرة أعوام لم ولن يسقط، تحية إجلال وإكبار لكل من ضحى ويضحي لأجلنا، ولأجل سلامتنا ومطالبنا ومستقبل أبنائنا ووحدة نسيجنا وهويتنا وحضارتنا، ولا عزاء للجبناء وممارسي الطائفية والعنصرية على أصولها بحق الشعب السوري الحر.

تنتظرنا أيام جميلة ومستقبل مشرق وحرية حمراء وأمن وأمان يسود ديارنا.

يا من تعيشون تحت حمم الطائرات والمدافع ومطرقة التجويع وفي أقبية المعتقلات الغنية عن التعريف، لا تهنوا ولا تحزنوا، إن الثورات تتطهر من الشوائب والطاعنين، فالحرية والكرامة والعدالة والأخوة والمساواة قضايا لا يفهمها عبيد القرن الواحد والعشرين؛ حتى ولو تعلموها في أرقى معاهد وجامعات العالم، وفي الختام يبقى السؤال مطروحا: لماذا نستحيي أن نقول إن إرادة دولية جامعة شاملة راضية عن مجازر الإبادة الجماعية في سوريا؟! ولم نداهن ونتملق لهذه الإرادة الشيطانية؟! ألهذا الحد سيكون بناة سوريا المستقبل جبناء؟!

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل