مجزرة كيماوي خان شيخون.. 4 سنوات والعدالة غائبة

نحو 100 شخص جلهم من الأطفال قتلهم نظام الأسد بالكيماوي في خان شيخون

فريق التحرير5 أبريل 2021آخر تحديث :
أطفال بعمر الورود استشهدوا خنقا باستنشاقهم لغاز السارين السام إثر استهداف طائرات الأسد مدينة خان شيخون بالغازات السامة والتي أسفرت عن مجزرة راح ضحيتها العشرات وأصيب المئات من المدنيين يوم 4/4/2017 – عدسة: علاء الدين فطراوي – حرية برس©

رغم مرور 4 سنوات على مجزرة خان شيخون بمحافظة إدلب التي ارتكبها نظام بشار الأسد بالأسلحة الكيميائية، في 4 أبريل/نيسان 2017، ما أدى لمقتل نحو 100 جلهم من الأطفال، يشدد سوريون شهدوا المجزرة على التمسك بتحقيق العدالة.

ويعرب من شهد الكارثة أنهم عانوا شخصيًا من تبعاتها، وأن معاناتهم لا تزال مستمرة، في ظل استمرار إفلات المسؤولين عن ارتكاب المجزرة من العقاب.

وقال المسؤول الإعلامي للدفاع المدني في خان شيخون، حميد قطيني، لمراسل الأناضول، إنه لا يستطيع نسيان اللحظات التي عاشتها خان شيخون أثناء وقوع المجزرة، “ولا يمكن لأي شخص طبيعي تحمل مشاهد الموت التي نتجت عن استخدام الأسلحة الكيميائية”.

وأضاف قطيني أن المدنيين في خان شيخون “أصيبوا بحالات صدمة وهلع واختناق جراء الغازات السامة”، مشددًا أن “السوريين ما زالوا يريدون تحقيق العدالة للضحايا رغم مرور 4 سنوات على الهجوم الكيميائي”.

وأشار إلى أن نظام الأسد “يواصل تهجير آلاف المدنيين، فضلا عن استمراره في شن الهجمات ضد المدنيين، لاسيما سكان بلدة خان شيخون الذين عانوا جراء مجزرة الكيماوي”.

ولفت إلى أن الهجمات التي شنها نظام بشار الأسد على مناطق مختلفة في إدلب، “أدت إلى مقتل عدد من متطوعي الدفاع المدني وأبرزهم بشار ددو، وعمر كيل، والإعلامي أنس دياب”.

** فقد 25 من أقاربه

وذكر عبد العزيز يوسف، أحد سكان بلدة خان شيخون، أنه فقد 25 من أقاربه في المجزرة التي ارتكبتها قوات الأسد بالأسلحة الكيميائية.

وتابع في حديثه للأناضول: “كان يوما صعبا للغاية. ما زلت أشعر بألمه حتى الآن. نتيجة لهجمات نظام الأسد وروسيا، اضطررنا إلى مغادرة منازلنا وأراضينا”.

وحول الأحداث التي شهدها يوم مجزرة الكيماوي، قال: “رأيت خروج زبد من أفواه المصابين جراء الهجوم. كانوا يعيشون حالة صدمة. كل من جاء للإنقاذ تضرر بسبب الغازات وأصيب بالإغماء. كان الناس يقعون قتلى دون وجود علامات إصابة على أجسادهم”.

** لم يبق أحد من العائلة

وأضاف أحمد يوسف، أنه فقد في المجزرة والديه وشقيقين وعمه واثنين من أبناء عمومته، فيما خضع هو شخصيًا للعلاج فترة طويلة من أجل التعافي من الآثار التي تركتها الغازات السامة في جسده.

وأشار يوسف، خلال كلامه لمراسل الأناضول، إلى حقيقة أن “القتلة ما زالوا أحرارًا فالتين من العقاب، وأن النظام لايزال يواصل ارتكاب أعمال القتل ضد المدنيين”.

وتابع: “عندما وقعت المجزرة، ذهبت من الحقل حيث كنت أعمل إلى مكان الهجوم. كان عمي ملقى على الأرض في متجره وكان الزبد يخرج من فمه”.

واستطرد: “أما في منزلنا، فشاهدت أخي ملقى في غرفة المعيشة وقد فقد الوعي والقدرة على التنفس مع خروج للزبد من فمه، لم أجد وقتها سيارة لإسعافهما إلى أن جاء ابن عمي وقام بمساعدتي قبل أن يتضرر هو أيضًا بسبب المواد الكيميائية”.

وذكر يوسف أنه فتح عينيه في المستشفى بعد 6 ساعات من الهجوم وعلم أنه لم يتبق أحد من أفراد عائلته، وأنه “غير قادر على زيارة قبور أفراد عائلته لأن قوات النظام سيطرت فيما بعد على بلدة خان شيخون وأجبرت سكانها على النزوح عنها”.

وأكد أنه “يأمل في العودة إلى خان شيخون حيث تم تهجيره قسراً، وأن تتم معاقبة الذين ارتكبوا جريمة الهجوم بالأسلحة الكيميائية”.

** الوضع في خان شيخون

خضعت بلدة خان شيخون جنوبي محافظة إدلب السورية لسيطرة المعارضة والجماعات المسلحة المناهضة للنظام عام 2014.

وفي 4 أبريل/ نيسان 2017، استهدفت قوات نظام الأسد البلدة بالأسلحة الكيميائية ما أدى لمقتل نحو 100 شخص جلهم من الأطفال.

وإثر الهجوم، استهدفت الولايات المتحدة في الشهر نفسه، قاعدة الشعيرات الجوية التابعة لنظام الأسد، مظهرة بذلك ردة فعل محدودة ضد انتهاكات النظام.

وأعلنت تركيا وروسيا وإيران، في اجتماع عقد بالعاصمة الكازاخية أستانا (نور سلطان حاليا) في 4-5 مايو/ أيار 2017، محافظة إدلب بما في ذلك بلدة خان شيخون كمنطقة خفض تصعيد شمال غربي سوريا.

لكن كل هذا لم ينقذ خان شيخون من أن تكون هدفا لهجمات مكثفة من قبل نظام الأسد والمليشيات التابعة له.

وفي 29 حزيران/ يونيو، أكدت المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية أن غاز السارين استخدم في الهجوم على خان شيخون من دون تحديد مسؤولية أي طرف.

لكن خبراء في اللجنة المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أكدوا في 26 تشرين الأول/ أكتوبر من سنة 2018، أن نظام الأسد مسؤول بالفعل عن تنفيذ الهجوم الكيميائي في بلدة خان شيخون.

وتعتبر مجزرة خان شيخون جريمة حرب بموجب القانون الدولي، لكنه لا يمكن محاكمة المسؤولين عن المذبحة في المحكمة الجنائية الدولية بسبب المعوقات التي تفرضها روسيا.

وبمساعدة روسية، تمكنت قوات نظام الأسد من السيطرة على المنطقة في أغسطس/ آب 2019، وإخلائها من سكانها المدنيين.

المصدر الأناضول
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل