رسائل الخوف والجوع

معاذ عبد الرحمن الدرويش22 مارس 2021آخر تحديث :
رسائل الخوف والجوع

مع تفاقم الأوضاع المعيشية في مناطق سيطرة النظام وجد النظام السوري وحليفه الروسي نفسيهما في حرج شديد، خاصة وأن وعود الحياة المخملية انقلبت إلى جحيم بعد الإنتصار على الحرب الكونية المزعومة.

فالجميع بات يعلم أن الحياة المعيشية في الشمال المحرر أفضل حالا وبكثير من مناطق سيطرة الإحتلال الروسي الإيراني الأسدي، وبفضل وسائل التواصل الاجتماعي لم يعد هناك شيء يخفى على أحد. والأهم من ذلك أن مناطق الشمال المحرر تعتبر من أفقر المناطق في سوريا من حيث الموارد الطبيعية قياسا مع أي منطقة أخرى في سوريا، بدءاً من الخامات المعدنية وانتهاء بالزراعة، ومع ذلك يعتبر ساكنو المخيمات اليوم أفضل حالاً ممن يعيشون المدن وكل المناطق تحت سيطرة المحتلين.

و لو قارنا الحال نفسه مع مناطق سيطرة “قسد” سنجد أن الحالة المعيشية لدى حاضنة النظام هي الأسوأ.

في ظل هذه المعادلة الخاسرة المحرجة يترتب على “المخلص” الروسي أن يوجد حلا لهذا الحرج وخاصة مع تعالي أصوات البطون الفارغة. فالروس لا يستطيعون تقديم الخبز لحاضنة النظام، وهم بالأساس من سرق الخبز ونهب خيرات البلاد.

لكن الرصيد لديهم كما عرفهم التاريخ وافر بأدوات الموت والخراب. فما كان منهم إلا أن يعيدوا الموت والخوف لمناطق الحرية والكرامة من أجل إسكات البطون الجائعة لديهم و”تسبح بحمد” بوتين و الأسد على نعمة الأمان المزيف.

ولو أضفنا إلى ذلك الزخم الثوري الذي عاشه الشمال المحرر و الجنوب المحتل خلال الأيام القريبة الفائتة في إحياء الذكرى العاشرة للثورة السورية المباركة، وقد احتفى معظم الإعلام العالمي بتلك المناسبة وتحت عنوان “عشر سنوات على الثورة السورية”. وعادت صورة الثورة النقية تتصدر المشهد الإعلامي ممزقة كل إدعاءاتهم “بالإرهاب” الكاذب طيلة السنوات الفائتة، وهذا ما زاد حنقهم وإجرامهم.

وقد قاموا بالأمس بهجمتهم الهمجية على مشفى الأتارب وقتل وجرح العديد من الأبرياء وضرب عدة مناطق في الشمال من خلال غارات طيران وصواريخ وقذائف مدفعية.

نعم إنهم يملكون كل فنون وأصناف وأدوات القتل والترهيب والموت، فهذه هي “آيات” ورسائل الطغاة والمجرمين عبر تاريخ البشرية، كما قال الطاغية النمرود لسيدنا إبراهيم عليه السلام (أنا أحيي و أميت..) من خلال جريمة قتل ارتكبها بحق إنسان بريء.

نعم إنهم قادرون على تحقيق نصف المعادلة بالقتل و الموت، أما شق الثاني الذي يخص معادلة الحياة فهم أعجز عن تأمين رغيف خبز يسد رمق بطن جائعة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل