أصدرت القاضية ناتاليا ريبنيكوفا قرارا بتطبيق حكم قضائي سابق على المعارض الروسي أليكسي نافالني. وقالت القاضية إن على المعارض أن يمضي في السجن ثلاثة أعوام ونصف بموجب الحكم السابق الصادر عام 2014، تُحذَف منها الأشهر التي أمضاها في الإقامة الجبرية في ذلك العام.
واعتبرت المحكمة اليوم الثلاثاء أن المعارض انتهك شروط المراقبة القضائية التي أرفقت بعقوبته، الأمر الذي تمت الإشارة إليه أيضا في طلبي مصلحة السجون والنيابة. وعليه بالتالي أن يمضي عامين ونصف في السجن، وفق منظمته “صندوق مكافحة الفساد”، التي دعت إلى تظاهرة فورية في موسكو.
وكتبت المنظمة على تويتر “أرسل أليكسي نافالني إلى السجن لعامين ونصف عام. سنتجمع في وسط موسكو فورا، نحن في انتظاركم”. وعقوبة السجن هذه هي الأطول بحق نافالني، الخصم الأبرز للرئيس فلاديمير بوتين، فالعقوبات السابقة ضده لم تتجاوز أياما أو أسابيع.
ويؤكد المعارض أن السلطات الروسية تسعى إلى اسكاته وإلى قمع حركة معارضة ناشئة أيدها عشرات آلاف الروس الذين تظاهروا في الأسبوعين الأخيرين. وقال محامي نافالني إن موكله سيستأنف الحكم.
وكان زعيم المعارضة نافالني (44 عاما) قيد الإفراج المشروط بعد إدانته بتهمة الاحتيال عندما تسمم بغاز الأعصاب نوفيتشوك في أيلول/ سبتمبر. وكان في غيبوبة عندما تم نقله بعد ذلك إلى ألمانيا لتلقي العلاج الطبي. إلا أن السلطات الروسية تقول إن عدم تقديم نفسه للسلطات خلال تلك الفترة يشكل انتهاكا لقيود الإفراج المشروط عنه، ورد نافالني في قاعة المحكمة على الاتهامات بقوله:” كنت أُعَالَج في ألمانيا”
وسرعان ما دعت برلين إلى ضرورة الإفراج عن نافلني. حيث طالب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بـ”الإفراج فورا” عن المعارض الروسي.
وانتقد الوزير المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي، بشدة سلوك القضاء الروسي، وكتب على تويتر أن ” الحكم الصادر ضد الكسي نافالني هو ضربة قاصمة لحقوق الحرية المكفولة سيادة القانون في روسيا”.
كما طالبت واشنطن ولندن بالإفراج عن نافالني “فورا ومن دون شروط”، وقال وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن في بيان: “في موازاة العمل مع روسيا للدفاع عن مصالح الولايات المتحدة، سننسق في شكل وثيق مع حلفائنا وشركائنا بهدف محاسبة روسيا على عدم احترامها لحقوق مواطنيها”.
ورفض الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الحكم الذي صدر بحق نافالني وطالب ب”الإفراج عنه فورا”. وكتب ماكرون على تويتر أن “إدانة أليكسي نافالني مرفوضة. الخلاف السياسي لم يكن يوما جريمة. ندعو إلى الإفراج عنه فورا. إن احترام الحقوق الإنسانية على غرار الحرية الديموقراطية غير قابل للتفاوض”.
ومن جانبها اتهمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية العواصم الغربية بأنها “منفصلة عن الواقع”، وقالت ماريا زاخاروفا في تصريحات لقناة “آر بي كاي” نقلتها وكالات الانباء الروسية “ليس هناك أي سبب للتدخل في شؤون دولة تتمتع بالسيادة. ننصح بأن يهتم كل طرف بمشاكله”.
Sorry Comments are closed