“الحالوش” نوع من أنواع الديدان يشبه العلقة، يكون وهو صغير رفيعاً جداً وطويلاً مثل الخيط الناعم، لكنه سرعان ما يصبح ثخيناً جداً عندما يكبر.
يقوم الحالوش الصغير بثقب ثمرة القرع الصغيرة وتكون غضة القشرة ويتسلل الى داخلها.
يعيش الحالوش في نعيم منقطع النظير، حيث تكبر ثمرة حبة القرع مع كبر كرشه وهو لا عمل له داخل حبة القرع سوى الأكل والنوم، وتمضي الأيام والحالوش منغمس في نعمته وقد تحول حجمه من خيط رفيع يكاد لا يرى إلى أن أصبح عرضه بعرض حبل ثخين.
و فجأة بين يوم وليلة يجد الحالوش نفسه داخل حبة القرع وقد أصبحت جوفاء فارغة من أي طعام يؤكل، تحوطها قشرة قاسية جدا، ولا يوجد في جدارها سوى ثقب صغير، ذلك المكان الذي ولج من خلاله إلى داخلها عندما كان صغيرا.
يحاول الحالوش الخروج من سجنه من خلال الثقب الذي دخل منه لكن فرق كبير بين مساحة الثقب وعرض كرشه الآن.
يحاول الحالوش أن يوسع مساحة الثقب لكن دون جدوى فقد أصبحت قشرة القرع صماء مثل الحجر، بعد محاولات عديدة يفشل الحالوش في اختراق جدار القرعة، الطعام نفد أيضا من داخلها.
لم يبق أمام الحالوش سوى احتمالين، إما أن يموت من قهره، أو عليه أن يجلس داخل القرعة حتى يعود حجمه إلى الحجم الذي دخل منه لعله يستطيع الخروج من زنزانته.
قصق الحالوش هذه تذكرني “بحواليش الوطن” الذين “كانوا عايشين” كما يدعون والتجؤوا إلى حضن قرعة النظام.
اليوم أمامهم حلان: إما أن يموتوا قهرا وكمدا، أو ينتظروا لكي يموتوا جوعا.
مع الفارق الكبير بين حياتهم و حياة الحالوش، حيث أن الحالوش أمضى أياما رغيدة داخل قرعته، بينما “حواليش الوطن” متخمون بالمقاومة والصمود والتصدي، بينما رغيف الخبز كان ولا يزال حلما بعيد المنال.
عذراً التعليقات مغلقة