بدأ الاتحاد الأوروبي السبت تسلم أولى جرعات لقاح كوفيد-19 عشية بدء حملات التطعيم، في وقت أُجبرت دول عدة في التكتل على فرض تدابير إغلاق جراء ظهور سلالة جديدة من كورونا تواصل تفشيها من بريطانيا ويعتقد أنها معدية أكثر.
وأودى الوباء بحياة أكثر من 1,7 مليون شخص ولا يزال يتفشى في معظم أنحاء العالم، لكن إطلاق حملات التطعيم مؤخرا عزز الآمال بأن تخف وطأة كوفيد في العام 2021.
وفي حين وصلت أولى جرعات لقاح “فايزر-بايونتيك” إلى باريس السبت، أكدت وزارة الصحة الفرنسية في وقت متأخر الجمعة اكتشاف أول إصابة في البلاد بسلالة الفيروس الجديدة لدى مواطن عاد من بريطانيا.
وسجلت عدة دول إصابات بالسلالة الجديدة، ما يثير قلق الهيئات الصحية التي تعاني أساسا من الضغط، بينما تترقب بعض الدول الأوروبية العودة إلى تطبيق القيود الصارمة بعد عيد الميلاد.
السلالة جديدة سجلت في فرنسا
واكتُشفت أول إصابة في فرنسا بسلالة فيروس كورونا المستجد المتحوّرة لدى مواطن مقيم في بريطانيا وصل من لندن في 19 كانون الأول/ديسمبر، بحسب وزارة الصحة الفرنسية.
ولم تظهر عليه أي أعراض بينما عزل نفسه في منزله في تور (وسط فرنسا)، في حين تمت عملية تعقب للموظفين الصحيين الذين خالطوه.
ودفعت السلالة الجديدة من الفيروس، التي يخشى الخبراء من أنها تنتقل بشكل أسرع، أكثر من 50 بلدا إلى فرض قيود على السفر من المملكة المتحدة حيث ظهرت لأول مرة.
لكن لا تزال تسجل إصابات بالسلالة الجديدة في أنحاء العالم. وأكدت اليابان الجمعة تسجيل خمس إصابات بها لدى ركاب قدموا من المملكة المتحدة بينما سجلت حالات كذلك في الدانمارك ولبنان وألمانيا وأستراليا وهولندا وإسبانيا.
كما اكتشفت جنوب أفريقيا طفرة مماثلة لدى بعض المصابين، لكنها نفت الجمعة التصريحات الصادرة من بريطانيا التي أفادت بأن سلالتها أخطر ومعدية أكثر من تلك المكتشفة في المملكة المتحدة.
قيود مشددة مع انتهاء الميلاد
وأعادت دول خففت القيود بعض الشيء خلال عيد الميلاد، فرضها من جديد. فعلى سبيل المثال، ستفرض النمسا حظرا للتجول اعتبارا من السبت وحتى 24 كانون الثاني/يناير.
وتأثر الملايين في المملكة المتحدة بتشديد القيود، بحسب “بي بي سي” إذ إن التدابير الأشد المفروضة في إنكلترا تشمل 40 في المئة من سكانها. وتشمل الإجراءات إغلاق جميع الأعمال التجارية غير الأساسية والحد من العلاقات الاجتماعية.
كما تدخل تدابير إغلاق جديدة حيز التنفيذ في إسكتلندا وإيرلندا الشمالية السبت، بينما أعادت ويلز كذلك فرض القيود بعدما خففتها خلال عيد الميلاد.
وتم تسجيل أكثر من 25 مليون إصابة في أوروبا، بحسب حصيلة أعدتها وكالة الأنباء الفرنسية الجمعة.
حملات اللقاح تنطلق الأحد في جميع دول الاتحاد
إلى ذلك، من المقرر أن تبدأ حملات التطعيم في جميع دول الاتحاد الأوروبي الـ27 الأحد، بعدما أقرت الجهات المنظمة لقاح “فايزر-بايونتيك” في 21 كانون الأول/ديسمبر.
وفي وقت يبدأ إطلاق اللقاحات في أنحاء العالم، حذر مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس الجمعة من أن “اللقاحات توفر مخرجا للعالم من هذه المأساة. لكن تطعيم العالم بأسره سيستغرق وقتا”.
كما تطرق البابا فرنسيس في رسالته بمناسبة عيد الميلاد إلى الأمر داعيا إلى تأمين “لقاحات للجميع، وخاصة للفئات الأكثر ضعفا واحتياجا في جميع مناطق الأرض” مشيرا إلى أن “قوانين السوق وبراءات الاختراع” يجب ألا تكون “فوق قوانين الحب والصحة والبشرية”.
عذراً التعليقات مغلقة