منظمة حقوقية تطالب بحماية اللاجئين السوريين من عمليات انتقامية في لبنان

فريق التحرير30 نوفمبر 2020آخر تحديث :
أعمال انتقامية في بلدة بشري بلبنان بعد مقتل أحد أبناء البلدة على يد لاجئ سوري

حرية برس:

دعت منظمة حقوقية أوروبية السلطات اللبنانية إلى توفير الحماية للاجئين السوريين من عمليات انتقامية عقب شاب لبناني على يد لاجئ سوري في بلدة بشري الأسبوع الماضي.

وأدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بشدة الاعتداءات التي تعرض لها عدد كبير من اللاجئين السوريين في بلدة بشرّي شمالي لبنان، عقب مقتل الشاب اللبناني “جوزيف طوق” على يد أحد اللاجئين السوريين المقيمين في البلدة.

وقال المرصد الحقوقي الدولي ومقره جنيف في بيانٍ صحفيٍ اليوم، إنّ “طوق” (28 عامًا) قُتل يوم الإثنين الماضي 23 نوفمبر/تشرين الثاني عند حوالي الساعة 16:45 أثناء وقوع خلاف بينه وبين “م.ح” لاجئ سوري (27 عامًا)، حيث أطلق الأخير عدة عيارات نارية على “طوق” أدت إلى مقتله على الفور، ثم سلّم نفسه إلى قوى الأمن الداخلي بعد شيوع الخبر.

ووفق المرصد، تجمّع بعض الأهالي في بلدة بشرّي حول مبنى السراي في المنطقة احتجاجًا على الحادثة، كما اعتدى شبان من البلدة على عدد من اللاجئين السوريين وأحرقوا عدة منازل يقيم فيها لاجئون سوريون، ما دفعهم إلى الهرب بشكلٍ جماعي، حيث توجّهوا إلى مدينة طرابلس شمالي لبنان، ليبيتوا ليلتهم في العراء والحدائق العامة والطرقات.

وفي مقابلة مع “حسين رجا”، أحد اللاجئين السوريين في بلدة بشرّي، قال “يوم الحادثة كنت أجلس في البيت، حيث حاول بعض أهالي بشرّي الدخول إلى بيتي لكنهم لم يستطيعوا. بعدها وبمساعدة من أحد الأهالي قمت بتأمين سيارة لإخراجنا من البلدة إلى طرابلس، وعندما وصلنا إلى مفوضية اللاجئين لم تقدم لنا أي مساعدة، إلى أن جاءت بعض الجمعيات واستطاعت أن توفر لنا مسكناً”.

وأضاف “لن أعود إلى بشرّي كون الخطر مازال قائمًا، وأبحث حاليًا عن بيت وعمل في طرابلس. سأعود إلى بشرّي لأخذ الأغراض التي نحتاجها فقط. عدد العائلات التي تركت البلدة بسبب الحادثة حوالي 200 عائلة سورية لاجئة”.

وشدّد الأورومتوسطي على أنّ جريمة القتل التي راح ضحيتها شاب لبناني فردية وتستوجب محاسبة القاتل وإنصاف عائلة الضحية، ولكن لا يمكن القبول بأن تتحول ردّة الفعل على جريمة فردية إلى عقاب جماعي بحق اللاجئين السوريين وكل من يحمل الجنسية السورية.

وفي مقابلة أخرى أجراها المرصد الأورومتوسطي مع “كفى الفرج”، إحدى اللاجئات السوريات في البلدة قالت “يوم وقوع الجريمة كنت في البيت، وبعدها بوقتٍ قصير سمعنا أصوات تكسير وضرب قرب بيتنا، حيث حاول البعض خلع باب البيت لكنهم لم يفلحوا، ثم خرج زوجي ليخبرهم بأنه لا علاقة له بما فعله القاتل فانهالوا عليه بالضرب مع شاب سوري آخر، ثم تدخل جارنا اللبناني وأبعدهم عنه، ونمنا عنده في تلك الليلة. في اليوم التالي أتى رب عمل زوجي وأخرجنا إلى طرابلس. العائلات السورية التي خرجت من بشرّي توزعت بين القبة وطرابلس، والكثير منهم تعرضوا للضرب والتكسير”.

 وأضافت “أثناء مروري بجانب مستشفى الحنان في طرابلس رأيت الكثير من السوريين الذين تعرضوا للضرب. في الحقيقة لن أعود إلى بشرّي ثانيةً، ولن آخذ أغراضي كوني خائفة من تعرضي لهجوم هناك، فضلاً عن أن أغراضي تكسرت وأصبحت غير صالحة للاستعمال”.

ويستضيف لبنان حوالي مليونًا ونصف المليون لاجئ سوري، 950 ألفًا منهم فقط مسجلون لدى المفوضية السامية للاجئين، ولم يعد منهم إلى بلادهم طوعًا سوى نحو 2,500 لاجئ. ومنذ وصولهم إلى لبنان لم تبذل الحكومة اللبنانية جهودًا جادة لمعالجة مشاكلهم وتنظيم تواجدهم، ما جعلهم عرضةً للعديد من الانتهاكات.

ودعا المرصد الحقوقي الدولي السلطات اللبنانية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة المتسبب في جريمة قتل الشاب اللبناني عبر المحاكمة العادلة، والعمل في ذات الوقت على ضمان أمن وسلامة اللاجئين السوريين في بلدة بشرّي، بما في ذلك حمايتهم من الأعمال الانتقامية، وحظر الممارسات التمييزية بحقهم، وكبح تصاعد خطاب الكراهية وتحميلهم مسؤولية جميع المشاكل والاضطرابات التي أصابت لبنان على جميع المستويات.

وحث المرصد الأورومتوسطي السلطات اللبنانية والجهات الدولية لا سيما المفوضية السامية للاجئين على تحمل مسؤولياتها في تقديم المساعدة الضرورية للاجئين الهاربين من بلدة بشرّي، والعمل على تأمين عودتهم إلى البلدة مع توفير الحماية لهم من أي اعتداء محتمل.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل