بايدن والريغانية الجديدة

فراس علاوي20 نوفمبر 2020آخر تحديث :
بايدن والريغانية الجديدة

بالرغم من التجاذب الذي لم يحدث سابقاً في أي انتخابات أمريكية سابقة، يبدو بأن جو بايدن يتجه لأن يكون الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية.

بداية تتشابه الظروف التي جاءت ببايدن إلى البيت الأبيض بتلك التي جاءت برونالد ريغان أحد أبرز رؤساء الولايات المتحدة في العصر الحديث.

من الناحية الشخصية: ريغان فاز على جيمي كارتر الذي حكم لدورة واحدة وهو ماحصل مع بايدن الذي فاز على ترمب،
ريغان سياسي مارس العمل السياسي والإداري كحاكم لولاية كاليفورنيا وترشح للانتخابات الأمريكية وخسرها قبل أن يفوز بها لاحقاً، جو بايدن سياسي أمريكي محنك كان عضواً في الكونغرس لعدة دورات ونائباً للرئيس أوباما وترشح سابقاً للانتخابات الرئاسية وخسرها قبل الفوز بها لاحقاً.

كان ريغان حين فوزه أكبر رئيس أمريكي يفوز بالرئاسة حينها، وكذلك فإن بايدن أكبر رئيس أمريكي يفوز بالرئاسة الآن وكلا الرئيسين تزوج مرتين، وكلاهما فازا على رئيسين ساهما بتوقيع اتفاقيات سلام بين العرب وإسرائيل، كارتر في اتفاق كامب ديفيد وترمب باتفاقية أبراهام.

من الناحية السياسية: يشبه الوضع الحالي لأمريكا ما كان في بداية وصول رونالد ريغان للبيت الأبيض، إذ كان الصعود السوفييتي في أوجه والقوة السوفييتية تتعاظم في وقت كان الأمريكان يعيشون في حالة تراجع على مستوى قيادة العالم.

من هنا تعامل ريغان مع السوفييت على أنهم العدو الأول للولايات المتحدة الأمريكية، وهو مايشبه تنامي القوة الروسية بقيادة بوتن حالياً الأمر الذي دفع بايدن للتلميح بأن روسيا ستكون العدو الأول لإدارته بعدما كانت الصين هي العدو الأول لسلفه ترمب، وبالتالي فإننا قد نشهد تصعيداً جديداً يشبه أجواء الحرب الباردة بين الدولتين.

العلاقة مع إيران: بعد وصول ريغان للبيت الأبيض كان هناك عقوبات وحظر لبيع الأسلحة لإيران بسبب مشكلة الرهائن الذين احتجزتهم السلطات الإيرانية في السفارة الأمريكية بطهران، لكن إدارة ريغان تحايلت على العقوبات بما سمي بفضيحة إيران كونترا، فيما تأتي إدارة بايدن بعد انسحاب إدارة ترمب من الاتفاق النووي مع إيران، هذا الاتفاق الذي تم عندما كان بايدن نائباً للرئيس الأمريكي أوباما، وبالتالي من المحتمل أن تعيد الإدارة الجديدة النظر بهذا الإنسحاب من الاتفاق مما يعني العودة للاتفاق ورفع الحظر عن إيران وعن الأموال المجمدة بسبب العقوبات عليها.

يسعى بايدن كما صرح أثناء حملته الانتخابية إلى إعادة الدور القيادي للولايات المتحدة الأمريكية للعالم وذلك من خلال استخدام قوة الدبلوماسية والتوازن مابين استخدام القوة الناعمة والخشنة في مواجهة التطورات الحاصلة في العالم.

إلا أن المشاكل الاقتصادية التي سببها فايروس كورونا قد يحد من تلك التطلعات، وبالتالي قد لايستطيع تنفيذ مايسعى إليه في السياسة الخارجية في ظل تدهور الاقتصاد مما يعني أنه سيحتاج لوقت أطول من أجل بناء استراتيجية مواجهة دبلوماسية مع الروس وحلفائهم في المنطقة، والتي قد تبدأ بتفكيك التحالف الروسي الإيراني في حال استطاعت إدارة بايدن احتواء إيران مجدداً.

ما يهمنا كسوريين هو المتوقع من إدارة بايدن بما يخص الشأن السوري.

بالرغم من التجربة المرة للسوريين مع إدارة أوباما والتي كان بايدن أحد أعمدتها، إلا أن أعضاء في فريق بايدن أكدوا مراراً بأن التعامل مع الملف السوري سيكون مختلفاً وأكثر تأثيراً، فالمتوقع هو اختيار الدبلوماسية الأكثر ضغطاَ وتحفظاً تجاه التدخل الروسي في سوريا بالتزامن مع سياسة احتواء إيران والاستفادة مما وصلت إليه إدارة ترمب من خطوات تصعيدية سواء مع الروس أو الإيرانيين، والبناء عليها لمواصلة عملية الضغط القصوى عبر قنوات الدبلوماسية، مما يعني عدم حدوث انفراج حقيقي وسريع على المدى المتوسط بما يخص الشأن السوري وبالتالي فإن الأمر سيستمر على ماهو عليه مع زيادة الوعود بالحلول واللجوء لمجلس الأمن وترتيب العلاقات مع تركيا والدول العربية الذي قد ينعكس إيجاباً على الوضع السوري، وبالتالي وبانتظار الفريق السياسي والعسكري لبايدن يبقى الحديث عن توجهات الإدارة هو قراءة لما رشح من تصريحات لفريق بايدن ووعوده الإنتخابية، وهو ما يجعلنا نطرح مجموعة من الأسئلة والتي أبرزها هل يحيي بايدن الريغانية من جديد ويعيد أمريكا لتكون شرطي العالم؟

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل