في البعد متمرّغاً بالقصيدة
شعر: سليمان نحيلي
البعدُ شأنُكِ
أنتِ من جعل المسافةَ بيننا
تتناسلُ آلاف الخطوات..
كان يلفُّ خصركِ نهران: العاصي
ويديَّ ..
البعدُ شأنكِ
أنتِ من سمحتِ للهواءِ أن يتسلّل بيننا
ماذا لو تركتِني جوّاباً على حقولكِ
أُلملمُ ما تساقطَ منَ الأعشاشِ
من صغارِ العصافيرِ في أولِ درسٍ للطيرانِ كي تعاودَ الكرّةَ حتّى تَعْلقَ أجنحتها بحبالِ الهواء؟
البعدُ شأنكِ
والحربُ شأنُ مَنْ فرضها
لكنَّ الحبَّ شأني
فلا تلومي عاشقاً يتمرّغ بالمسافاتِ
ولاشاعراً يتمرّغُ بالقصيدةِ
ويستدرجُ كلّ ما يُفضي لحضوركِ
منَ الذّكرياتِ ..
البعدُ شأنُكِ والحبُّ شأني
فمنْ يُعينني على ارتجافِ قلمي عند هجماتِ الحنينِ؟
ومنْ يأخذُ بيدي صوبكِ
إذا ماترنّحتُ في الحلمِ في ليليَّ؟
وليلُ الغريبِ طويلٌ .. طويل ..
ومن سينقّطُ حروفي كي أجتلي في دورةِ المعنى العليلَ منَ القليل .. ؟
أنا العليلُ في مهبّكِ
والقليلُ في غيابكِ
فكيف يرضى عاشقٌ في سَورةِ الغيابِ
بغير مرتبةِ العليل ..
البعد ُ شأنكِ
لكنّ الحبّ شأني
فامضِ ماشئتِ لشأنكِ
ودعيني لشأني ..
Sorry Comments are closed