ياسر محمد- حرية برس:
زار وفد روسي رفيع المستوى لبنان اليوم لكسب تأييدها لمؤتمر “اللاجئين” الذي أعلنت روسيا عن عقده في دمشق بين 10 و12 من شهر تشرين الثاني المقبل، وكان الوفد زار أمس الأردن للغرض ذاته، على أن ينهي جولاته بزيارة دمشق غداً، مع توقعات بتأجيل المؤتمر ونقله إلى عاصمة محايدة بسبب فشل روسيا في تأمين حضور دولي أو إقليمي وازن في دمشق.
وفي التفاصيل، كشفت صحيفة “الوطن” الموالية لنظام الأسد، عن زيارة مرتقبة لوفد روسي رفيع المستوى إلى العاصمة دمشق، يوم غدٍ الخميس، لبحث ترتيبات المؤتمر الدولي المقرر عقده حول عودة اللاجئين السوريين.
وقالت الصحيفة إن الوفد الروسي يضم ممثلين من وزارتي الخارجية والدفاع، ويترأسه المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف.
وأشارت إلى أن المباحثات ستركز على المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين المقرر عقده في دمشق، يومي 11 و12 من شهر تشرين الثاني المقبل، وسط توقعات بتأجيل المؤتمر وتغيير مكان انعقاده من سوريا إلى دولة أخرى، نظراً لرفض معظم الدول الحضور إلى دمشق.
الوفد الروسي وصل اليوم الأربعاء إلى بيروت، واستقبله في مطار رفيق الحريري، الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب.
وركزت المباحثات على “أهمية عقد مؤتمر في دمشق لعودة اللاجئين السوريين”، وتمنى الوفد الروسي أن يتمثل لبنان فيه بأعلى مستوى.
واعتبر الوفد أن ظروف عودة اللاجئين إلى بلدهم متوفرة، لأن “الأراضي الخاضعة لسيطرة الدولة السورية أصبحت آمنة، مع التأكيد أن اللاجئين يريدون العودة إلى ديارهم”، بحسب ما نقلته الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان. .
الرئيس اللبناني، ميشال عون، أكد أنه يتطلع إلى “إيجاد حل سريع يحقق عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، ولا سيما أن مناطق عدة في سوريا باتت مستقرة بعد انتهاء القتال فيها”، بحسب تعبيره.
فيما رحب رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب، من جهته بالمبادرة الروسية التي “تتوافق مع الورقة السياسية العامة لعودة اللاجئين السوريين”، التي أقرها مجلس الوزراء اللبناني، في 14 من تموز الماضي، بحسب قوله.
وكان الوفد الروسي، قد أجرى زيارة إلى الأردن، التقى خلالها الملك عبد الله الثاني، الذي أكد على “ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا يحفظ وحدة سوريا أرضاً وشعباً، ويضمن عودة طوعية وآمنة للاجئين”.
تأجيل شبه مؤكد وأستانا بديل محتمل
منذ يوم أمس بدأت تتسرب معلومات عن تأجيل المؤتمر وتغيير مكان انعقاده من دمشق إلى عاصمة أخرى، واليوم قال مستشار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري للشأن الروسي، جورج شعبان، لصحيفة “الشرق الأوسط”: إن “مهمة الوفد الروسي ستتركز على قضية عودة اللاجئين السوريين والمؤتمر الذي كانت قد دعت إليه دمشق في تشرين الثاني المقبل”.
ولفت شعبان إلى أن المؤتمر سيؤجل بسبب رفض معظم الدول الحضور إلى سوريا، إذ تجري دراسة اختيار دولة أخرى لاستقباله قد تكون كازاخستان (التي احتضنت محادثات أستانة حول الملف العسكري في سوريا).
وتقاطع حديث شعبان مع التنسيق الروسي التركي الإيراني الأسبوع الماضي الذي خرج بتوافق على عقد جولة جديدة من محادثات “أستانا” في الشهر القادم، بحيث يتم استيعاب المؤتمر الروسي ضمن تفاهمات أستانا التي توسعت لتشمل مشاركة الأمم المتحدة فيها.
المحلل السياسي أحمد حسن، ذهب باتجاه أن تكون أستانا البديل، وقال في تغريدة على تويتر: “ذكرت سابقا أنه يتم التحضير لأستانة بصلاحيات أوسع ودور مختلف واليوم ذكر جورج شعبان مستشار رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري للشأن الروسي أن روسيا ستؤجّل مؤتمر اللاجئين نظراً لرفض معظم الدول الحضور إلى سوريا ويتم حالياً اختيار دولة أخرى.. قد تكون كازاخستان”.
وفي جلسة لمجلس الأمن الدولي أمس الثلاثاء، دعت الولايات المتحدة الأميركية إلى مقاطعة دولية للمؤتمر الروسي، وقال نائب سفير واشنطن لدى الأمم المتحدة، ريتشارد ميلز، إنه “من غير المناسب أن تشرف موسكو، التي تدعم بشار الأسد، على عودة اللاجئين”.
وحذر ميلز من أن سوريا ليست مستعدة لعودة اللاجئين “على نطاق واسع”، وأن التدفق قد يتسبب في عدم الاستقرار.
عذراً التعليقات مغلقة