ياسر محمد- حرية برس:
في الذكرى الأولى لعميلة “نبع السلام” التي نقذها الجيش التركي وفصائل معارضة سورية، قال وزيرالداخلية التركي إن العائدين إلى المناطق المحررة من النظام والتنظيمات الأرهابية بلغ نحو 414 ألف مدني، في حين طالبت شخصيات عسكرية وسياسية معارضة باستكمال العمليات العسكرية في المنطقة وتحرير مناطق جديدة من يد النظام والميليشيات الانفصالية.
وفي التفاصيل، قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، اليوم الخميس، إن عدد السوريين العائدين إلى المناطق التي حررتها تركيا وفصائل الجيش السوري الحر من الإرهابيين، بلغ نحو 414 ألفاً.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال حضوره ورشة عمل لتقييم أداء فرقة العمل السورية، التابعة لوزارة الداخلية، وفق ما نقلته وكالة الأناضول.
وأوضح صويلو، أن تركيا استطاعت إحلال الأمن والاستقرار في أجزاء كبيرة من الشمال السوري، بفضل عملياتها العسكرية ضد التنظيمات الإرهابية.
إلا أن الوزير استدرك قائلاً: “المناطق التي خرج منها تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، تقع الآن تحت احتلال تنظيم ي ب ك الإرهابي. تركيا تسعى لإحلال الاستقرار في تلك المناطق ولا تطمع بثرواتها.
وعن مبررات التدخل التركي، قال إن التنظيمات الإرهابية سعت إلى القضاء على الإرث الحضاري والتاريخي في الأماكن التي تواجدت فيها داخل سوريا، وأن تركيا لم يكن بوسعها البقاء في موقف المشاهد للمظالم التي ترتكبها تلك التنظيمات.
كما استعرض صويلو الخدمات التي تقدمها تركيا لسكان إدلب والشمال، لافتاً إلى أنه “مع نهاية الشهر الجاري سيصل عدد المنازل التي أنشأناها للسوريين في إدلب 20 ألفاً”.
وفي سياق قريب، طالبت فصائل عسكرية سورية معارضة باستكمال عملية “نبع السلام”، وذلك خلال الاحتفال بالذكرى الأولى لها، وأرجعت الفصائل طلبها نظراً إلى “التهديد الأمني الذي يشكله تواجد عناصر المليشيات على مقربة من خطوط التماس”، وهو ما يتعارض مع جوهر اتفاق سوتشي التركي-الروسي حول المنطقة، وتعهد روسيا بإبعاد المقاتلين الأكراد عن كامل الشريط الحدودي التركي-السوري، لمسافة تصل إلى 32 كيلومترا، باستثناء القامشلي”. وفق بيان الفصائل.
وقال رئيس المكتب السياسي في “لواء المعتصم”، مصطفى سيجري، في حديث لصحيفة “عربي 21” أنه لا بد من استكمال عملية “نبع السلام”، وأنه “من الضروري التحرك لضرب بؤر الإرهاب، التي تضرب المنطقة المحررة بشكل دائم، خصوصاً أن منطقة نبع السلام محاطة بقوى الإرهاب، وهذه القوى تمتهن الإرهاب لتمرير أجندتها”.
وأكد سيجري أن “عدم استكمال العمليات العسكرية يعرض أهلنا وشعبنا لخطر الهجمات الإرهابية”.
ورجح سيجري أن تعلن تركيا قريباً عن استكمال “نبع السلام”، موضحاً أنه “ما لم يتم الوفاء بالوعود الروسية المقدمة إلى تركيا حول إخراج عناصر (العمال الكردستاني) من المناطق الحدودية وبعمق 32 كيلومترا، فسوف تستكمل العمليات العسكرية”.
وهو ما أكده المحلل والباحث السياسي، سعد الخطيب، الذي قال للصحيفة إن “إنهاء تواجد الوحدات الكردية، يعد مطلباً شعبياً سورياً وتركيَّاً، لما تشكله من تهديد أمني للشعبين”.
وأكد على الأسباب ذاتها التي قد تدعو تركيا إلى استكمال العمليات العسكرية، وهي أن الشرط الرئيس للاتفاق التركي- الروسي الذي أوقف “نبع السلام”، لم ينفذ للآن، رغم مرور عام كامل، فما زال عناصر “الوحدات الكردية” على تخوم المنطقة، وما زالوا يرسلون المفخخات لضرب الاستقرار في المنطقة”.
يذكر أنه في 9 تشرين الأول/ أكتوبر 2019، بدأت تركيا عملية “نبع السلام”، وعلقت العملية في الـ17 من الشهر ذاته، وفق اتفاق تركي- أمريكي، أعقبه بأيام اتفاق تركي- روسي، بعد تحرير منطقة تزيد مساحتها على 4 آلاف كيلومتر مربع، بطول يصل إلى 150 كيلومترا، وتضم قرابة 600 منطقة سكنية، موزعة على أرياف محافظة الرقة الشمالية، ومحافظة الحسكة الغربية.
عذراً التعليقات مغلقة