ياسر محمد- حرية برس:
نفى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، التقارير التي تتحدث عن إرسال تركيا مقاتلين سوريين إلى إقليم “قره باغ”، دعماً للجيش الأذربيجاني في حربه ضد القوات الأرمينية، وذلك خلال كلمة ألقاها في اجتماع الكتلة النيابة لحزب العدالة والتنمية في البرلمان التركي بالعاصمة أنقرة.
وقال أردوغان بحسب ما نقلته وكالة “الأناضول”: إن “تركيا ليست بحاجة إلى إرسال مقاتلين سوريين إلى إقليم قره باغ”، وأن بلده قادرة على تقديم كل أنواع الدعم لأذربيجان”.
وأضاف أن “إقليم قره باغ أرض أذربيجانية، وأن نضال الجيش الأذربيجاني لاستعادة أراضيه المحتلة من أرمينيا، حق مشروع وكفاح بطولي”.
وكانت كل من كل من فرنسا وروسيا وإيران وأرمينيا، اتهمت أنقرة بإرسال مقاتلين سوريين من “الجيش الوطني السوري” للمشاركة في القتال إلى جانب أذربيجان، كما تحدثت تقارير إعلامية عدة عن وصول مئات المقاتلين إلى خطوط القتال في “قره باغ”.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قبل نحو أسبوعين، إنه سيتصل بالرئيس أردوغان ويطلب منه توضيحات حول إرسال “مرتزقة” سوريين إلى إقليم “قره باغ”، مؤكداً أن استخبارات بلاده لاحظت وصول 300 مقاتل سوري إلى خطوط القتال، إلا أن الاتصال الذي تحدث عنه ماكرون لم يحدث حتى الآن.
وكانت شائعة إرسال مقاتلين من “الجيش الوطني السوري” المعارض إلى إقليم “قره باغ” قد انتشرت بعد مشاركة بعضهم في الحرب الليبية قبل أشهر، إذ شارك بالفعل مقاتلون سوريون وُصفوا بـ”المرتزقة” في الحرب الطاحنة بين طرفي النزاع، إذ تدعم تركيا حكومة “الوفاق” المعترف بها دولياً، وقيل إنها حشدت معها مقاتلين سوريين، فيما ثبت أن روسيا -التي تدعم قوات اللواء المنشق خليفة حفتر- جندت مئات المرتزقة من الداخل السوري (الفيلق الخامس وعناصر ميليشيات محلية) وأرسلتهم للقتال في ليبيا.
من جهة أخرى، وفي حراك أولي على الجبهة السياسية الجامدة شرق سوريا، أخذ الحديث يتجدد عن مفاوضات بين “قوات سوريا الديمقراطية” من جهة، والمعارضة السورية وداعمها التركي من جهة أخرى.
وقالت إلهام أحمد، رئيسة الهيئة التنفيذية لـ”مسد” (الذراع السياسي لقسد) إنهم مستعدون للحوار مع تركيا والمعارضة السورية في حال كان الحوار لـ”مصلحة السوريين وينهي التدخل التركي في المدن”، وأردفت أنه “ليس لدينا شروط خاصة بها للحوار مع المعارضة السورية”، زاعمة أن “الائتلاف الوطني لم يبادر ولم يقبل بمبدأ الحوار حتى الآن”.
تأتي تصريحات أحمد، بعد فشل سيطر لسنوات على مسار التفاوض بين “قسد” المسيطرة على شرق سوريا من جهة، وبين النظام وروسيا من جهة أخرى، ولم تفلح كل المحاولات للتوصل إلى تفاهم روسي مع الأكراد الانفصاليين، إذ تصر روسيا والنظام على تبعيتهم الكاملة للنظام (مع إدارة ذاتية شكلية)، فيما تصر “قسد” على إدارة ذاتية فعلية لشؤون المناطق التي تسيطر عليها، مع تقاسم الثروات (النفط بشكل رئيس)، وكذلك الحفاظ على تشكيلات عسكرية خاصة بها (على غرار قوات البشمركة في كردستان العراق)، فيما يرفض النظام وروسيا هذا الشرط، ويصرون على انخراط الأكراد في قوات النظام كجزء من تشكيلته.
عذراً التعليقات مغلقة