ياسر محمد- حرية برس:
عيّن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، مسؤولاً جديداً في دمشق بمنصب المبعوث الخاص له للتسوية السورية، في الوقت الذي وجهت فيه جهات روسية انتقادات شديدة لرأس النظام بشار الأسد على خلفية التصريحات التي أدلى بها قبل يومين لوسيلة إعلام روسية.
وفي التفاصيل، أصدر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس الخميس، قراراً يقضي بتعيين “ألكسندر كينشاك” مبعوثاً خاصاً له في سوريا.
كينشاك من مواليد عام 1962، وكان يشغل منصب رئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الخارجية الروسية، منذ أواخر عام 2018، كما تولى منصب سفير موسكو لدى دمشق بين عامي 2014 و2018، وهو المنصب الذي تسلمه لاحقاً الدبلوماسي الروسي ألكسندر يفيموف، قبل أن يصبح هذا الأخير مبعوثاً خاصاً لبوتين في سوريا.
فمطلع أيار الفائت، عيّن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سفير بلاده لدى نظام الأسد، ألكسندر يفيموف، مبعوثاً رئاسياً خاصّاً له لتعزيز العلاقات مع النظام.
ما دفع المحللين للقول إن بوتين بدأ يؤسس لمجلس حكم روسي في سوريا، استعداداً لأي تطورات في المشهد، في حين قرأ آخرون في هذا التعيين، أنه يأتي من باب زيادة الوصاية الروسية على الملفات السياسية والاقتصادية في سوريا، للعناية بالمصالح الروسية.
روسيا التي لا تبدو راضية عن الأسد أو مطمئنة له، تعمل على إحاطته بأوصياء سياسيين بعد إحكام السيطرة على القرار العسكري الذي تملكه بالمطلق إلى جانب إيران ميليشياتها.
وقد خرج الخلاف الروسي مع رأس النظام، بشار الأسد، إلى العلن مجدداً، بعد التصريحات الأخيرة التي أطلقها خلال لقائه مع وكالة “نوفوستي” الروسية الحكومية أول من أمس.
وقالت صحيفة “الشرق الأوسط” في تحليل لها، إن “الأسد” بدا مقللاً من أهمية التدخل الروسي حين قال: “إحدى النقاط الأخرى كانت مع قدوم الروس، وبدأنا معا تحرير العديد من المناطق، في تلك المرحلة بعد قدوم الروس لدعم الجيش السوري، تمثلت نقطة التحول في تحرير الجزء الشرقي من حلب. وهنا بدأ تحرير مناطق أخرى من سوريا ابتداء من هذه النقطة”.
وفي نقطة تباين أخرى مع القراءة الروسية للتطورات السورية، قال رأس النظام رداً على سؤال حول انتهاء الحرب: “لا، بالتأكيد لا. طالما أنه يوجد إرهابيون يحتلون بعض مناطق بلادنا ويرتكبون مختلف أنواع الجرائم والاغتيالات والجرائم الأخرى فإن الحرب لم تنته، وأعتقد أن مشغليهم حريصون على جعلها تستمر لوقت طويل. هذا ما نعتقده”. وتحدث عن “إطلاق مقاومة شعبية لمواجهة الاحتلالين الأميركي والتركي”، علماً بأن وزير الخارجية سيرغي لافروف كان بين مسؤولين روس بارزين أكدوا في الفترة الأخيرة أن “المواجهة بين الحكومة والمعارضة انتهت في سوريا” وتحدث عن وجود “بؤرتي توتر في شمال شرقي البلاد وفي إدلب”، لكنه أكد على أنه “لا حل عسكرياً” للصراع فيهما.
أما النقط الخلافية الأبرز في حديث رأس النظام حول الوضع في إدلب، أنه رأى أن “الاتفاقات الروسية – التركية ليست فعالة”. وقال إنه “لو كان اتفاق موسكو وأنقرة فعالاً، لما اضطررنا إلى تنفيذ أعمال قتالية مؤخراً في العديد من مناطق حلب وإدلب”. وفق صحيفة “الشرق الأوسط”.
كما يشهد ملف “اللجنة الدستورية” خلافاً كبيراً في وجهات النظر بين موسكو ونظام الأسد، فبينما ترى موسكو فيها حلاً يناسبها لإنهاء الأزمة مع الحفاظ على مصالحها، يتمسك النظام بالمماطلة والتمديد لرأس النظام.
وقال مصدر سياسي روسي للصحيفة: إن الأسد قال قبل يومين إن “اللجنة الدستورية مشكلة من قبل تركيا” مشيراً إلى أن “الاسد يحاول أن يعطي انطباعاً دائماً بأنه ليس مهتماً بدفع عمل اللجنة الدستورية خلافا للموقف الروسي”.
وأشار المصدر إلى الموقف الروسي القائم على ضرورة دفع العمل لإنقاذ الوضع الاقتصادي في سوريا مشيراً إلى أن هذا كان محور مناقشات وفد تابع لحكومة النظام زار موسكو مؤخراً، لكنه شدد على أنه “من دون خطوات سياسية محددة من جانب (الحكومة السورية) لا يمكن الحديث عن إحراز نتائج ملموسة على الصعيد الاقتصادي أو على أي صعيد آخر”.
عذراً التعليقات مغلقة