فارس أبو شيحة – غزة – حرية برس:
كان الأشقاء محمود ومحمد ويوسف يلهون ويلعبون كغيرهم من الأطفال داخل منزلهم، في مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة، لكن لم يعرفوا أن تلك الليلة ستكون الأخيرة لهم، بفعل تلك الشمعة التي تحولت إلى وحش قد التهمهُم بحريقٍ نشب داخل غرفتهم، ليصبح المشهد في نهاية المطاف مأساوياً أمام أنظار الناس في المخيم.
انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة في قطاع غزة، ولجوء الناس إلى الوسائل البديلة لإنارة منازلهم كعادتهم في حياتهم اليومية مع تلك الأزمات المتكرر نتيجة الحصار الإسرائيلي المفروض عليهم منذ سنوات طويلة، فلم تكن تلك الحادثة المؤسفة الوحيدة بل سبقها الكثير من الأحداث المشابهة لتك المأساة التي حل بعائلة الحزين داخل أحد الأزقة بمخيم اللاجئين الفلسطينيين وسط القطاع.
يروي لنا أيوب الحزين (عمّ الأطفال الثلاثة الضحايا) الحكاية المأساوية بحرقة وألم في حديثه مع حرية برس، إن “ما حدث ليلة أمس عند الساعة الثامنة والنصف تقريباً في منزل أخي كارثة إنسانية بكل معنى الكلمة بفعل تلك الشمعة التي التهمت في جسد الأطفال محمد ويوسف ومحمود فتفحمت أكبرهم في سن الخامسة وأصغرهم لا يتجاوز السنتين دون مقدرتنا واستطاعتنا إنقاذهم، نتيجة لهب الحريق الذي أصاب البيت بشكل كامل”.
فيما يبلغ محمود سن الخامسة من عمره وهو أكبرهم، بينما محمد الرابع من عمره.
وأردف العم أيوب قائلاً: ” إن أزمة الكهرباء في قطاع غزة عندما تحل علينا كل فترة وتشدُ ذروتها على المواطنين الفلسطينيين، لا بد أن تترك بصمة أليمة في قلوب وحياة الناس، وهذه المرة كانت قاسية على أقرب الناس لنا، مضيفاً أن الشمعة تستخدم للمناسبات الجميلة وأعياد الميلاد، لكن مع الأسف تحولت وحش كاسر التهمت الجسد قبل البيت”.
ويضيف الحزين، “عندما حملنا أجسادهم بعد التمكن من إخماد الحريق الذي التهم أجساد أولاد أخي الثلاثة المتفحمة جراء ذلك المشهد الكارثي والإنساني، كان الأعضاء تنفصل عن بعضها البعض حتى الأحشاء خارج الجسد، والجمجمة قد تفجرت نتيجة اللهب الكبير الذي التهم غرفة نومهم داخل المنزل”.
ووجه عمّ الأطفال الثلاثة إلى المسؤولين بكل حرقة وحزن، بالوقوف عند مسؤوليتهم اتجاه أبناء شعبهم، فما أصابنا من جلل بحق أطفالنا وهم في عمر الزهور لا يتجاوز أكبرهم الخامسة من عمره هم جزءاً منه نتيجة إهمالهم في أدنى متطلبات القائمين على صنع القرار في قطاع غزة.
فيما يعاني سكان أهالي قطاع غزة، أزماتٌ مأساوية وقاسية نتيجة الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007م وإلى يومنا هذا، وتحكم سلطات الاحتلال في إدخال السلع والخدمات ومواد البناء والوقود اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء، مما أصاب الشلل التام في العجلة والعقم في الحياة السياسية والاقتصادية وغيرها، فقد وصل نسبة الفقر في قطاع غزة حسب الإحصائيات الرسمية الصادرة عن مركز الإحصاء الفلسطيني 70%، وتجاوز النسبة في صفوف الشباب العاطل عن العمل 50%، نتيجة تراكم تلك الأزمات على حياة المواطن الغزي دون علاج جذري لها في ظل الحلول المؤقتة.
عذراً التعليقات مغلقة