وسط حملة استنكار واسعة.. “إل عال” تحط في أبو ظبي

فريق التحرير31 أغسطس 2020آخر تحديث :

ياسر محمد- حرية برس: 

هبطت، اليوم الإثنين، أول طائرة “إسرائيلية” تابعة لشركة “إل عال” في مطار العاصمة الإماراتية أبوظبي، عقب نحو 3 أسابيع على إقامة علاقات رسمية بين البلدين، في خطوة لقيت استهجاناً واستنكاراً واسعين من معظم الشعوب العربية، ومن الفصائل الفلسطينية. 

وأعلنت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية “وصول وفد مشترك من الولايات المتحدة وإسرائيل، على متن أول طائرة تجارية إسرائيلية تحط على أرض الدولة”. 

وفي وقت سابق من اليوم الإثنين، انطلقت الطائرة التابعة لشركة الطيران العبرية “إل عال” من مطار بن غوريون، كأول رحلة تجارية إسرائيلية إلى أبو ظبي في الإمارات عبر الأجواء السعودية، حسب وكالة الأناضول. 

وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، إن السعودية وافقت على مرور الطائرة عبر أجوائها. 

وتقل الرحلة الأولى بين الإمارات والكيان المحتب وفدين، إسرائيلياً برئاسة مستشار الأمن القومي مئير بن شبات، وآخر أمريكياً برئاسة جاريد كوشنر، صهر وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكُتب على مقدمة الطائرة كلمة “سلام” بالعبرية والعربية والإنكليزية. 

“كوشنر”، عرّاب الصفقة، قال قبل الصعود إلى الطائرة “هذه رحلة تاريخية يراقبها الجميع في العالم العربي والإسلامي… أعتقد أن الكثير من السلام والازدهار سيتحققان في المنطقة”. 

وكان مثيراً للسخرية والاستهجان نقل وسائل إعلام إماراتية وسعودية تفاصيل الرحلة بكثير من الازدراء لمشاعر الشعوب العربية.

فقد احتفت صحيفة “الشرق الأوسط” بقول رئيس الوفد الإسرائيلي “السلام عليكم” باللغة العربية لدى وصوله إلى أبو ظبي، وكأن ذلك يُعد إنجازاً!. 

إدانات رسمية وشعبية

السلطة الفلسطينية أدانت الرحلة والتطبيع الإماراتي “المجاني”، وقال رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، اليوم الإثنين، إنه من المؤلم هبوط طائرة إسرائيلية بالإمارات. 

وأضاف اشتية، خلال الاجتماع الحكومي بمدينة رام الله: “يؤلمنا جداً ونحن نرى اليوم هبوط طائرة إسرائيلية في الإمارات في خرق واضح ومفضوح للموقف العربي المتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي”. 

من جهتها، أدانت حركة “حماس”، الخطوة وقالت في بيان: إن استقبال دولة الإمارات، طائرة إسرائيلية، عبر الأجواء السعودية، يُمثّل “طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني، وتآمراً على نضاله، وخيانة لمقاومته، وتكريساً للاحتلال الإسرائيلي”.  

وأضاف البيان: “يُصر حكام أبو ظبي على الاستمرار في خطيئة التطبيع بتوقيع اتفاقية العار مع الكيان الصهيوني، ومن خلال الترجمة العملية لتنفيذ رحلة رسمية من تل أبيب باتجاه أبو ظبي، عبر الأجواء السعودية”.  

ليخلص البيان إلى القول: “إن هذه الزيارة تُشكّل طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني، وتكريساً للاحتلال، وخيانة لمقاومة الشعب، وتآمراً على نضاله”. 

على المستوى الشعبي، عمت الاحتجاجات مواقع التواصل الاجتماعي في شتى البلدان العربية، إلا أن اللافت كان الإدانات من قبل مواطنين إماراتيين شكلوا جبهة “إماراتيون ضد التطبيع”، واعتبر الناشطون أنّ اليوم الذي شهد أول رحلة تجارية بين البلدين هو يوم نكبة. 

ودافع الناشطون الإماراتيون عن انتمائهم الوطني مشددين على أنّهم يرفضون التطبيع جملةً وتفصيلاً، ومدافعين عن القضية الفلسطينية. فيما انتقد كثيرون فيديو انتشر على مواقع التواصل يظهر أطفالاً إماراتيين يلوحون داخل منزلهم بالعلمَين الإماراتي والإسرائيلي، وكان موالون لخطوة حكومتهم، زجوا بالأطفال منذ اليوم الأول لإعلان التطبيع، فظهرت صور أطفال يرتدون قمصاناً عليها علم دولة الاحتلال، وطفلة تغني أغنية عبرية!.

كما ركز المغردون الإماراتيون المناهضون للتطبيع على اسم الطائرة التي أقلت أول وفد “إسرائيلي” إلى أبو ظبي، وهي تحمل اسم مستوطنة “كريات جات” التي أقامها الاحتلال على أنقاض قرية “الفالوجة” الفلسطينية. 

من التالي في قطار التطبيع؟

المخيب في الرحلة بالنسبة لأطرافها (الأميركان والإماراتيين والإسرائيليين) أنها لم تضم وفوداً عربية كما كانوا يأملون، إذ حاول كوشنر اصطحاب وفود عربية في هذه الزيارة لمباركة التطبيع، ولكن يبدو أن الجميع ما زال متردداً أو مترقباً، ولكن من دون إبراز موقف حاسم من عدم التطبيع.

وفي هذا الشأن، أعاد رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” أمس الأحد، التأكيد على وجود محادثات سرية مباشرة مع قادة عدد من الدول العربية لتطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال. 

وقال نتنياهو خلال مؤتمر صحافي جمعه بصهر الرئيس الأميركي ومستشاره جاريد كوشنر في القدس المحتلة، أمس الأحد، عشية أول رحلة جوية تجارية بين إسرائيل والإمارات: “هناك عدة محادثات مباشرة وغير معلنة مع القادة العرب والمسلمين لتطبيع العلاقات مع دولة إسرائيل”. 

وأشار رئيس الوزراء إلى أن السودان وسلطنة عمان بين هذه الدول، إضافة إلى تشاد، وكان وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، صرح بوجود دول خليجية على قائمة التطبيع، زارها خلال جولته الأسبوع الماضي (البحرين، عُمان) وكذلك السودان والسعودية التي ربطت التطبيع بـ”حل الدولتين” وأعلنت تمسكها بالمبادرة العربية في هذا الشأن. 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل