بداية لا بدّ من طرح عدد من الأسئلة:
– هل قامت دولة “إسرائيل” بقوة الحق والتاريخ أم باستعمار استيطاني توراتي؟
– هل معركة العرب والفلسطينيين مع “إسرائيل” معركة مع اليهودية كمعركة دينية، وثلث سكانها كانوا يعيشون في المنطقة من الرباط إلى بغداد؟
انتقل جزء من اليهود إلى الصهيونية وإلى “إسرائيل” بعد (غيتو) في أوروبا، ثم انتصرت “إسرائيل” على العرب عام 1948، وعام 1967، وعام 1973، واحتُلّت بيروت عاصمة لبنان عام 1982، وانتقل عرب فلسطين والجولان إلى الشتات وإلى (غيتو) آخر، وآخرون نزحوا ولجؤوا إلى دول أخرى من جور حكامهم.
على الرغم من كل هذه الانتصارات الإسرائيلية أعتقد أن “إسرائيل” لن تحتفل بعيد قيام دولتها المئة، لكن ذلك يكون بشرط انتهاء دورها ووظيفتها في المنطقة، وبشرط إقامة الدولة الفلسطينية، وانتهاء الصراع الفلسطيني – الفلسطيني، وتحرير الفلسطينيين من احتلال حماس لغزة، ومن احتلال فتح للضفة، وأن يعود الفلسطينيون بصفتهم شعبًا ومواطنين.
شرط هذه الدولة أن يحضر شعبها وأن تحضر الشعوب العربية، وأن تذهب إلى مزبلة التاريخ دولة الاستبداد السائدة، دولة القمع ومصادرة حرية الشعوب وحقهم بالحياة الكريمة وحقهم بالتظاهر في الساحات العامة.
ستنجز الشعوب هذه الحقوق، وما يحدث في بيروت شاهد، بصراخهم “كلن كلن” …
إن ثورة المعلوماتية أنجزتها ثورة العلوم الإنسانية من مفهوم الوطن والمواطنة ودولة المؤسسات، دولة المواطنين والمواطن الفرد، وتداول المسؤولية والسلطة، وحق الفرد بحماية القانون.
إن حرق العلم الإماراتي وصور أمرائها لن يوقف قطار التطبيع واعتراف الحكام العرب بـ “إسرائيل”.
الإمارات العربية تدّعي وتتوهّم أنها بالتطبيع مع “إسرائيل” تخدم الحق الفلسطيني، لكن “إسرائيل” لن تعيد لها جزرها الثلاث التي احتلتها إيران، ولن تحميها منها، والأهم والأبلغ أن تطبيعها مع “إسرائيل” من دون دول العالم يرمي بقرارات الشرعية الدولية التي تعترف بحق الفلسطينيين بإقامة دولتهم، وهذه الشرعية لم تعترف بمشروع ترامب ونتنياهو بضم الجولان والأغوار، ولا تعترف بالمستوطنات التي شيدتها “إسرائيل” على الأراضي التي احتلتها عام 1967.
الخدمة مجانية تقدمها الإمارات لـ “إسرائيل” وللولايات المتحدة في معركة الانتخابات القادمة لرؤساء الدولتين، ولليمين العنصري المتطرف في الدولتين.
الواقع الفلسطيني لا ولن ينجز تحرير فلسطين، ولا دولته وعاصمتها القدس الشرقية، والواقع العربي لا ولن يحرر فلسطين، بصفتها قضية عربية بامتياز، قبل أن يطبّع الحكام العرب مع شعوبهم، ويعترفوا بحقهم بتقرير مصيرهم، فقطار اعتراف الإمارات وتطبيعها مع “إسرائيل” لا سكة له في الشعوب العربية، ولن يساهم بإقامة الدولتين على طريقة الإمارات.
إن “إسرائيل” دولة مازالت تبحث عن شرعيتها، ليست دولة علمانية لأنها لا تعترف بمواطنة متساوية لخمس سكانها، وهم عرب فلسطين عام 1948، هي دولة يهودية صهيونية تشترط على الفلسطينيين أن يعترفوا بها بصفتها دولة يهودية، وتعتمد على هجرة اليهود إليها، وآخر الهجرات كان مليونًا ونصف مليون مهاجر من روسيا.
Sorry Comments are closed