مجزرة بلا دماء.. سبع سنوات على “كيماوي الغوطة”

فريق التحرير21 أغسطس 2020آخر تحديث :
استشهد نحو 1300 مدني وأصيب حوالي 10 ألاف آخرين بالهجوم الكيماوي لنظام الأسد على الغوطة بدمشق ـ أرشيف

حرية برس:

’’شهداء بلا دماء‘‘، ’’ذبح بلا دم‘‘، “مجزرة العصر”، بهذه الكلمات يتذكّر السوريون في شتى بقاع العالم ’’مجزرة الكيماوي‘‘ التي ارتكبها نظام الأسد، بقصف غوطتي دمشق الشرقية والغربية، في آب/أغسطس عام 2013.

مجزرة الكيماوي، التي استخدمت فيها قوات نظام الأسد، صواريخ أرض أرض، تحمل رؤوساً كيميائية معبأة بغاز “السارين”، لقصف الغوطتين الخارجتين عن سيطرة النظام، أسفرت عن استشهاد نحو 1200 مدني، غالبيتهم من النساء والأطفال.

حيث أقدم الأسد على جريمته المروعة والتي أودت بحياة مئات الأبرياء وخلفت آلاف المصابين، في منطقة كانت تشهد قصفاً عشوائياً بشكل يومي بمختلف أنواع السلاح الذي يملكه نظام الأسد، وسط حصار شديد منذ أكثر من عام، جعل من الصعب تأمين أبسط مستلزمات الحياة لمئات الآلاف من السكان، إلى أن قامت قواته بتلك المجزرة، بعشرات الصواريخ المحملة بالمواد الكيماوية، وكان هذا الهجوم هو الأضخم، منذ أن بدأ النظام باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المناطق الثائرة والخارجة عن سيطرته.

وتعذّر على الكثير من الأهالي إيجاد أبنائهم وذويهم بالسرعة المطلوبة بسبب نقل الشهداء والمصابين إلى مختلف النقاط الطبية في بلدات ومدن الغوطة، خاصةً أن معظمهم قتلوا وهم نيام وجرى إخراجهم بثياب نومهم من غير وثائق أو أي شيء يدل على شخصيتهم. ومع الحر الشديد لشهر آب وعدم وجود كهرباء وثلاجات لحفظ أعداد الجثامين الهائلة، كان هناك اضطرار في العديد من الحالات لدفن الشهداء المجهولين قبل تعرف ذويهم عليهم ووداعهم.

لم تكن المجزرة الكيماوية الوحيدة أو الأخيرة التي يقترفها نظام الأسد ضد الأبرياء من الشعب السوري لكنها كانت الأبشع والأفظع والأكثر حصداً لأرواح الأطفال والنساء والرجال في ساعة واحدة وهم نيام.

عشرات الهجمات بالكيماوي

قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها الصادر اليوم بمناسبة الذكرى السنوية السابعة لهجوم النظام السوري بالأسلحة الكيميائية على الغوطتين، إن ريف دمشق تعرضت لـ 71 هجوماً كيميائياً وإن عام 2015 شهدَ الحصيلة الأعلى من الهجمات الكيميائية خلال السنوات التسع الماضية.

وسجَّل التقرير 222 هجوماً كيميائياً على سوريا منذ أول استخدام موثَّق في 23/ كانون الأول/ 2012 حتى 21/ آب/ 2020، كانت قرابة 98 % منها على يد قوات النظام السوري، وقرابة 2 % على يد تنظيم داعش وكان عام 2015 هو العام الذي شهد العدد الأكبر من الهجمات، كما وزَّع التقرير الهجمات على المحافظات وكانت محافظة ريف دمشق قد شهدت العدد الأكبر من الهجمات تليها محافظة إدلب.

وطبقاً للتقرير فإن هجمات النظام السوري تسبَّبت في مقتل 1510 أشخاص يتوزعون إلى 1409 مدنياً بينهم 205 طفلاً و260 سيدة (أنثى بالغة) و94 من مقاتلي المعارضة المسلحة، و7 أسرى من قوات النظام السوري كانوا في سجون المعارضة المسلحة.

كما تسبَّبت في إصابة 11080 شخصاً بينهم 5 أسرى من قوات النظام السوري كانوا في سجون المعارضة المسلحة.

في حين نفّذ تنظيم داعش 5 هجمات كيميائية منذ تأسيسه في 9/ نيسان/ 2013 حتى 21/ آب/ 2020 كانت جميعها في محافظة حلب تسبَّبت في إصابة 132 شخصاً.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل