ياسر محمد- حرية برس:
تواصل إيران محاولة التمدد في شرق سوريا، عبر زرع ميليشيات جديدة، إلا أن الجديد هو تشكيلها ميليشيا جديدة في محافظة القنيطرة الحدودية مع فلسطين المحتلة، وهو ما يتنافى واتفاق 2018 الذي تم برعاية روسية أميركية “إسرائيلية” ويقضي بإبعاد إيران وميليشياتها نحو 30 كم على الأقل عن حدود الكيان الإسرائيلي.
وفي التفاصيل، تسعى إيران عبر ميليشيا “حزب الله” اللبناني وتحت غطاء “الفرع 220” المعروف بفرع “سعسع”، تشكيل ميليشيا عسكرية في القنيطرة قوامها عناصر محليون كانوا في صفوف قوات النظام وميليشيا “فوج الجولان” الرديف لقوات النظام، حسبما نقلت صحيفة “عنب بلدي” في القنيطرة عن مصادر محلية عسكرية مقربة من أشخاص مرشحين لقيادة التشكيل الجديد.
وقالت الصحيفة إن مهمة التشكيل حالياً تكمن في مراقبة القياديين السابقين المحسوبين على المعارضة السورية، ومراقبة الشريط الحدودي مع “إسرائيل”.
فيما قال أحد أقارب منسوبي الميليشيا الجديدة: إن الهدف منه إفشال مشروع روسيا في القنيطرة، وتشكيل خلايا تتبع لـ “حزب الله” على كامل الشريط الحدودي.
وبلغ عدد العناصر المجندين في التشكيل الميليشياوي الجديد نحو 175 عنصراً، وما يزال باب التسجيل مفتوحاً لمن يريد من أهالي القنيطرة.
التشكيل الجديد جاء متزامناً مع تصريحات “وزير الدفاع الإسرائيلي”، بيني غانتس، الذي قال الإثنين الفائت إن جيش بلاده “يعمل بشكل حثيث وبطرق سرية وعلنية على منع إيران من إقامة فرع لـ(حزب الله) اللبناني في الجنوب السوري، قرب الحدود مع إسرائيل”.
وأضاف غانتس، أن “إيران باتت لاعباً مركزياً، كبيراً وسلبياً، وتسعى للهيمنة بكل الطرق الممكنة على المنطقة”.
وأردف أن القضية مع إيران ليست إسرائيلية فحسب، بل إقليمية وعالمية؛ لأنها تهدد الجميع، وقد اختارت إسرائيل أن تتصدر المعركة ضدها؛ لأنها تدير معركتها تحت عنوان العداء لإسرائيل والعمل على إبادتها، وفق مزاعم غانتس الذي أكد أنه “على الرغم من أزماتها السياسية والاجتماعية والصحية والاقتصادية، فإن إيران لا توقف نشاطها للهيمنة على دول المنطقة في جبهات عدة، واليوم هي تسعى لفتح فرع لإرهابها في سوريا ونحن نتصدى لها”.
ووجهت “إسرائيل” مئات الضربات الجوية والصاروخية لميليشيات إيران المنتشرة في سوريا، إلا أنها لم تكن كافية لوقف التمدد الإيراني، على الرغم من إضعافها إلى حد كبير القوى الإيرانية.
وفي أحدث خسارة لحلفاء إيران في سوريا، تعرضت قوة لمليشيا “لواء القدس” والفرقة الرابعة في قوات النظام إلى كمين أوقع خسائر في صفوف الطرفين.
وذكرت وكالة “آنّا” الروسية، اليوم الأربعاء، أن مسلحين تابعين لتنظيم “الدولة” (داعش) نصبوا كميناً لقافلة “لواء القدس” قرب بلدة “التبني” بريف دير الزور، ومع وصول مؤازرات من “الفرقة الرابعة” لنجدة “الفيلق” انفجرت ألغام أرضية بسياراتهم.
وأكدت الخبر صفحة “دير الزور24” على تويتر، ومواقع محلية أخرى، مؤكدين وقوع إصابات بين قتيل وجريح في صفوف قوات النظام وميليشيا “لواء القدس”.
وفي هذه الأثناء، واصلت إيران تعزيز مواقعها في مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور شرقي سوريا.
وقال موقع “تلفزيون سوريا” إن 37 آلية عسكرية تابعة لميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني، دخلت الأراضي السورية، اليوم الأربعاء، عبر معبر القائم الحدودي مع العراق واتجهت نحو قاعدة “الإمام علي” جنوب مدينة البوكمال.
وشملت التعزيزات 12 حافلة تقل عناصر ومقاتلين، بالإضافة إلى ثمان شاحنات تحمل حاويات يرجح أنها ذخيرة، وصواريخ، إضافة إلى أجهزة اتصال وعربات عسكرية مدرعة مزودة برشاشات ثقيلة، وفق المصدر.
عذراً التعليقات مغلقة