منذ إعلان تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” تولي أبو إبراهيم الهاشمي القرشي قيادة التنظيم بعد مقتل أبو بكر البغدادي في أكتوبر الماضي، ظل لغزا محيراً وغامضا بالنسبة للمخابرات الأميركية والعراقية التي لا تعرف عنه الكثير.
لكن لاحقا، توصل المسؤولون الأميركيون إلى الكثير من المعلومات عنه، ووضعته وزارة الخارجية الأميركية على قائمة “أكثر الإرهابيين المطلوبين” ورصدته مكافأة قدره 10 مليون دولار للمساعدة في القبض عليه.
تقرير جديد نشرته وكالة “فرانس برس” كشف أن اسمه الحقيقي هو أمير محمد سعيد عبد الرحمن المولى، وعٌرف بعدد من الألقاب أشهرها “البروفسور” و “المدمر”، واتفق الجميع على وحشيته.
وفقًا لغين بيير فيليو، محلل في جامعة ساينس بو في باريس، فقد لعب دورًا رئيسيًا في حملة داعش لتصفية الأقلية الإيزيدية في العراق من خلال المذابح والطرد والعبودية الجنسية”.
وُلد زعيم داعش الجديد، على الأرجح في عام 1976، في بلدة تلعفر، على بعد 70 كيلومترًا من الموصل، لعائلة تركمانية، وهو ما أثار استغرابا كبيرا، لأنه نادراً ما يصعد رجل من غير العرب إلى الصفوف الأمامية في داعش، التي حكمت في أوجها أجزاء واسعة من العراق وسوريا.
دفعت أصوله العرقية الأمم المتحدة للتنبؤ في تقرير يناير بأنه قد يكون “خيارًا مؤقتًا حتى يجد التنظيم زعيما أكثر شرعية، سليل مباشر من قبيلة قريش الهاشمية يمكنه بالتالي الحصول على الدعم الكامل من باقي فروع التنظيم”.
ضابط سابق
تخرج المولى من كلية العلوم الإسلامية في الموصل، وعمل ضابطا في الجش العراقي خلال فترة حكم صدام حسين، وانضم إلى صفوف القاعدة بعد الغزو الأميركي للعراق في عام 2003، وفقًا لمركز أبحاث مكافحة التطرف.
تولى دور المندوب الديني والقانوني الشرعي العام للقاعدة، وفي عام 2004، ألقت القوات الأميركية القبض عليه ووضعته في سجن بوكا في العراق وهناك التقى أبو بكر البغدادي.
تم الإفراج عن الرجلين في وقت لاحق، وبقي المولى إلى جانب البغدادي عندما تولى زمام الفرع العراقي لتنظيم القاعدة في عام 2010، ثم انشقا لإنشاء تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق”، الذي تتطور وأصبح فيما بعد “تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا” (داعش).
في عام 2014، رحب المولى بالبغدادي في الموصل وتعهد بالولاء والدعم الكامل لداعش للسيطرة بسرعة على المدينة، وسرعان ما أثبت نفسه بين صفوف التنظيم، وحظي بثقة كبيرة بين أعضاء داعش بسبب وحشيته وخاصة بعد القضاء على أولئك الذين عارضو قيادة البغدادي.
واعتقد المحللون أن المولى سيسعى الآن لإثبات نفسه من خلال سعيه لإعادة إحياء التنظيم الضعيف مقارنة بـ”العصر الذهبي للخلافة” (2014-2019)، وأن سيستفيد من تراجع الالتزام الأميركي في المنطقة وانخراط القوات التي تنشرها أجهزة الدولة العراقية في مكافحة وباء كورونا.
في الأشهر الأخيرة، شن مقاتلو داعش هجومًا كل ثلاثة أيام في المتوسط في سوريا، وفقًا لمركز السياسة العالمية (CGP) ومقره واشنطن.
إثبات نفسه
وقدر هشام الهاشمي، المتخصص في الحركة المتطرفة في بغداد والذي اغتيل في بغداد هذا الشهر، عائدات الجماعة الشهرية في العراق من الاستثمارات والضرائب التي تجمعها بنحو 7 ملايين دولار.
وكتب المحلل في مركز السياسة العالمية، عبد الله الغدوي: “على الرغم من الخسائر الجسيمة التي لحقت بها في الأراضي والقوى البشرية، فإنها لا تزال قادرة على حل المشكلات المالية والقتالية”، مشيراً إلى أن المولى لديه الحافز والوسائل لإثبات نفسه.
وقال سيث غونز من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن لوكالة فرانس برس: “هناك شكاوى بشأنه من الميدان، لا تزال هناك أسئلة حول شكل التنظيم تحت قيادته ومدى كفاءته، ومدى نجاحه في إعادة بناء الخلافة “.
وأضاف غونز أنه في حين أن موقف الجماعة الضعيف يجعل من غير المرجح أن يقوم التنظيم بعمليات إرهابية كبرى مثل الهجوم الإرهابي على باريس عام 2015 في الوقت الحالي، إلا أنه لا ينبغي على المسؤولين عدم استبعاد هجمات أصغر وأقل مدمرة لكنها رمزية على الغرب.
عذراً التعليقات مغلقة