(ياسر محمد وفريق التحرير)- حرية برس:
عاد ملف إدلب إلى الواجهة مجدداً، بعد تسخين روسي تمثل بقصف من طيرانها وإرخاء الزمام لقوات الأسد لتنفيذ قصف مدفعي على عدة قرى في أريافها، بينما واصلت تركيا حشد قوات إضافية في المحافظة مزودة بأسلحة ثقيلة، وكل هذه التطورات دعت الأمم المتحدة إلى التحذير من تصعيد جديد في المنطقة المكتظة بالسكان والمخيمات، والتي تعاني نقصاً في جميع أساسيات الحياة، ناهيك عن بدء تفشي فيروس “كورونا” المستجد فيها.
وفي التفاصيل، قالت “شبكة إباء” المقربة من هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) إن طائرة مسيرة “استهدفت بثلاث قذائف سوق المحروقات الرئيسي لشركة وتد في محيط مدينة سرمدا قبل أن تنفجر، دون تسجيل إصابات أو أي أضرار”.
وتضاربت الأنباء حول هوية الطائرة، حيث نقل موقع تلفزيون سوريا عن مراسله إن الطائرة المسيرة روسية، فيما قالت مصادر محلية إن الطائرة أقلعت من مناطق تسيطر عليها مليشيات إيران.
لكن مراسل “حرية برس” ومصادر محلية عدة أكدوا عدم سماع أي انفجار في المنطقة المذكورة.
إلى ذلك؛ قصفت قوات النظام قصفت بالمدفعية، فجر اليوم، مناطق “البارة وكنصفرة وسفوهن والفطيرة وفليفل” في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، في حين جرى تبادل للقصف مع الفصائل المقاتلة على محاور التماس في محيط السرمانية بسهل الغاب.
هذا التصعيد بدأ الثلاثاء الماضي، بقصف جوي استهدف مدينة “أريحا” يرجح أن طائرات روسية قامت به، وتزامن مع قصف صاروخي من قبل قوات النظام أدى لاستشهاد وإصابة عدة مدنيين، ويُعتقد أنه جاء على خلفية التفجير الذي ضرب دورية روسية تركية في اليوم ذاته على طريق “سراقب- اللاذقية”، كما فتح الباب لقوات النظام لتكرار اعتداءاتها على المنطقة التي تضم نحو 4 ملايين مدني.
في هذه الأثناء، دخل رتل عسكري تركي، أمس الجمعة، إلى منطقة إدلب، وذلك في إطار التعزيزات التي ترسلها تركيا بشكل مستمر لدعم نقاطها وقواعدها العسكرية هناك.
وذكرت مصادر محلية أن الجيش التركي أرسل فجر اليوم، رتلاً عسكرياً ضخماً، إلى إدلب، ضمَّ عدداً كبيراً من الدبابات بالإضافة إلى عربات عسكرية ثقيلة ومدرعات وجرافات، وصل عددها نحو 100 عربة.
وقالت المصادر إن معظم الأرتال العسكرية التركية تتوجه إلى جبل الزاوية جنوبي إدلب، لدعم النقاط والقواعد العسكرية التركية المنتشرة في المنطقة، و لإنشاء نقاط عسكرية تركية جديدة حسب التوقعات.
ويعد هذا الرتل هو الثالث من نوعه الذي يدخل إدلب هذا الأسبوع، ليصل عدد الأرتال العسكرية التركية التي دخلت إدلب، منذ بداية شهر تموز/يوليو الجاري، إلى 17 رتلاً، فيما أرسل الجيش التركي في حزيران/يونيو الماضي، 21 رتلاً.
وكانت المدفعية التركية ردت أول من أمس الخميس بقصف مواقع لقوات النظام في محيط سراقب، بحسب ما أفادت مصادر محلية.
وأمام هذه التطورات التي تنذر بتوسع المواجهة، أعربت الأمم المتحدة عن “قلقها البالغ” بما يتعلق بسلامة وحماية أكثر من 4 ملايين مدني شمال غربي سوريا، إثر الغارات الجوية والقصف المدفعي من قوات النظام وروسيا.
جاء ذلك، في مؤتمر صحفي عقده فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، عبر دائرة تلفزيونية مع الصحفيين، بمقر المنظمة الدولية في نيويورك أمس الجمعة.
وقال “حق”: إن “القصف المدفعي الأربعاء الماضي أثر على 22 بلدة على الأقل في محافظتي إدلب واللاذقية، وتجمع واحد غربي محافظة حلب؛ ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص على الأقل، بينهم طفل، وإصابة 26 آخرين، بينهم 9 أطفال و4 سيدات”.
وحث المتحدث جميع الأطراف، ومن لهم تأثير على الأطراف، “على ضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما يتماشى مع التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي”.
يذكر أن المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، شمال غربي سوريا، تعاني من ضائقة اقتصادية ودمار هائل في البنية التحتية بسبب هجمات النظام وحلفائه، وزاد تفشي فيروس “كورونا” مؤخراً من مخاوف السكان، خصوصاً مع الضعف الشديد في البنية الصحية، وتكدس مئات الآلاف في مخيمات تفتقر لأدنى الخدمات الأساسية.
عذراً التعليقات مغلقة