ناجيات من سجون الأسد تجمعهن المعاناة والأمل

فريق التحرير18 يوليو 2020آخر تحديث :

آلاء مازن- حرية برس:

عانت المعتقلات السوريات في سجون نظام الأسد ولا يزلن يعانين من أساليب التعذيب الذي يتبعها النظام في أفرعه الأمنية. وفي الوقت الذي لا تزال آلاف من السيدات معتقلات في السجون، نجت عدد منهن ليروين شهاداتهن عما تعرضن له من أساليب العنف والتعذيب بأنواعه.

فقد أسست عدد من الناجيات السوريات من معتقلات الأسد منظمة لهن في مدينة شانلي أورفا التركية، حيث بدأن كمجموعة صغيرة من النساء السوريات ممن خضن تجربة الاعتقال أو الاختفاء القسري على خليفة الرأي أو النشاط السياسي، وتأسست عام 2017.

وتسعى هذه المجموعة إلى كشف الحقيقة وتحقيق العدالة ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات، وذلك من خلال استنهاض طاقات الناجيات من الاعتقال والاختفاء القسري وتمكينهن سياسيا ومجتمعيا وحقوقيا لمناهضة الاعتقال القسري للمرأة وتحقيق العدالة. وتؤمن بحرية الإنسان وحقه في التعبير عن رأية والعيش الكريم ونبذل أقصى ما نستطيع لتحقيق العدالة لكل ناجية فهو أقل ما تستحقه.

تقول حلا الحاج هزاع المدير التنفيذي للمنظمة وأحد مؤسسيها وتعمل في مجال التوثيق لحرية برس “انضممت للمجموعة عام 2017، وخاضت المجموعة تحديات وصعوبات كثيرة، وتمكنا في النهاية من الوصول لنقطة تشكيل جسم من الناجيات أنفسهن متمكنات ليدافعوا عن حقوقهن والسير بآليات العدالة وتحقيقها، خطوة بخطوة، حتى استطعنا من تشكيل جسم موجود في تركيا”.

وتتابع “ناجيات سوريات هو الجسم الوحيد المشكل من الناجيات والمدافعات عن حقوقهن بغية تحقيق العدالة للضحايا ومحاسبة الجناة والإفراج عن المعتقلين، بالاضافة إلى تفرد الناجيات بالأهداف والرسالة وكونها المنظمة الوحيدة القائمة من الناجيات سواء عند النظام أو غيره من الميليشيات التي ارتكبت جرائم بسوريا”.

تتحدث إيمان سعيد الدرام وهي إحدى الناجيات من معتقلات الأسد “منظمة ناجيات تمثلني كناجية خاضت تجربة الاعتقال وتسعى لمحاسبة الجناة ومرتكبي الانتهاكات وتحقيق العدالة وهي منظمة تجمع السيدات الناجيات والتي انبثقت أهدافها ورؤيتها من وحي معاناتهم”.

وأشارت إلى أنهن يسعين مع بقية الناجيات للتغلب على “المعاناة والتمكين والاندماج في المجتمع” لتحقيق رؤيتهن ورسالتهن تجاه قضية الاعتقال والاختفاء القسري، مضيفة أنهن يعملن على “التواصل المستمر مع سيدات ناجيات لهن نفس القضية ونفس الهدف و الحصول على تدريبات وورشات عمل لزيادة الخبرات والمهارات “.

تضيف آلاء مورللي وهي أيضاً ناجية سابقة من معتقلات الأسد “في هذا المكان تشعر بالانتماء لعالم يشبه تفاصيلك كناجية من الاعتقال نساء عانين مثلك تماما، أهدافنا واحدة وطريقنا واحد في محاسبة الجناة والفاعلين، نسعى من خلال هذا المنظمة إلى تحقيق أهدافنا ورسالتنا حتى نثبت لبعض فئات المجتمع التى تنظر إلى الناجية على أنها غير قادرة وهي عبء ثقيل، إننا قادرون وفعالات في المجتمع السوري، كما نسعى من خلال التدريبات وورشات العمل إلى تمكين خبراتنا وقدراتنا للوصول بهذة المجموعه إلى المحافل الدولية ومحاسبة جميع الجناة”.

وتتطلع المنظمة إلى مجتمع سوري يسوده العدل وحرية الرأي والتعبير، وإلى تحقيق أهدافها في خلق بيئة عمل وتنسيق آمنة للناجيات، ودعمهن وإعادة دمجهن في المجتمع ليصبحن قادرات على المساهمة في تحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن اعتقال وتعذيب المراة في سوريا في المحاكم المحلية و الدولية.

كما تسعى للمساهمة الإسهام في تسليط الضوء على قضية النساء المعتقلات في الأفرع الأمنية التابعة للنظام وداخل معتقلات المليشيات المسلحة المختلفة، وتضمين صوتهن ضمن مبادرات ومعالجات العدالة الانتقالية بشكل فعال .

يشار إلى أن المنظمة تقوم على مبدأ أساسي مناهضة العنف كل أشكال العنف والتمييز وترى أن إيقافه ضرورة قصوى لإحلال السلام.

يضاف إلى ذلك أن المنظمة تقف بشكل صارما تجاه تحقيق العدالة الانتقالية، ومحاسبة مرتكبي الجرائم، بالإضافة إلى أنها تعتبر أن تعزيز حرية الرأي والتعبير على رأس الأولويات في عملية التحول السلمي والعدالة الانتقالية.

وتؤمن منظمة ناجيات بقدرة المرأة السورية على قيادة المجتمع وتحقيق الإنجازات العلمية والاجتماعية والسياسية وتؤمن بأن حصول المرأة السورية على كامل حقوقها على رأس هرم الاحتياجات للمرحلة القادمة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل