* عزمي بشارة
روسيا تقصف مناطق مأهولة فيُقتل مدنيون سوريون في حلب وإدلب وغيرهما.
أميركا قتلت مدنيين في العراق في قصفها وحصارها له.
مدنيون من بينهم أطفال يقتلون في قصف التحالف العربي في اليمن (حتى لو اعتقدت بعض وسائل الإعلام أنه القصف الوحيد للمناطق المأهولة الذي لا يقع ضحيته مدنيون).
إسرائيل قتلت الكثير من المدنيين في قصفها جنوب لبنان وغزة.
أما عن قصف إيران والنظام السوري (للشعب السوري) فحدث ولا حرج!
المدنيون ضحايا الحروب. الأطفال هم الأكثر براءة من جميع الأبرياء الذين يقتلون.
الجميع يدعي أن الأرهابيين يختبئون بين المدنيين، “يتخذوهم دروعا بشرية”.
عندما تسمع الخصم يتفوه بهذه العبارة في المرة القادمة، تذكَّر ان الطرف الذي تدعمه يستخدم هذه الحجة أيضا!
يكمن الفرق في وجود قوى ديمقراطية، أخلاقيات اجتماعية، مواطنون ينتقدون ويحتجون، رأي العام، مطالبة بمحاكمة الفاعلين. وأحيانا يكمن الفرق في أن المدنيين يستهدفون مباشرة بهدف معاقبتهم، أو يسقطون ضحية دون استهدافهم. ولكن ما الفرق طالما يعرف الذي يصدر الأمر للطائرات أن المناطق مأهولة، ويعرف ذلك الطيارون أيضا.
في روسيا لا تخرج مظاهرات ضد جرائم الجيش الروسي في سورية، لا منظمات حقوق إنسان، ولا حركات سلام. ولا تخرج في إيران أيضا مظاهرات كهذه. ولا قوى في دول التحالف العربي تحتج علنا على مقتل مدنيين يمنيين. ولا يحتج الحوثيون على قتل ميليشياتهم مدنيين في تعز وغيرها بالقصف والحصار.
غالبا ما يستنكر قسم كبير من معارضي النظام السوري جرائم ارتكبتها فصائل متطرفة ضد المدنيين. هذا واجب، وهو ضروري لمصداقية أي قوة تعارض نظاما مستبدا.
لم نسمع مؤيدا للنظام السوري يستنكر جرائمه، ولم نسمع عن مؤيد كهذا.
في إسرائيل تخرج مظاهرات ضد الحروب التي ليس عليها إجماع وطني، وعند سقوط ضحايا إسرائيليين، ولكن في إسرائيل أيضا تسمع نداءات لقتل المزيد، لإبادة الآخرين. وهذا ما نسمعه صادرا عن بعض مؤيدي النظام السوري.
عذراً التعليقات مغلقة