سلاح الدفاع الجوي السوري “الهيكل – التصنيف – الأنواع – الإمكانات”

فريق التحرير6 يوليو 2020آخر تحديث :
خالد المطلق
سلاح الدفاع الجوي السوري من أكثف وأعقد أنظمة الدفاع الجوي في الشرق الأوسط، من حيث الأعداد والأصناف والأنواع وطبقات التغطية، لكن الإمكانات القتالية لهذا السلاح -مع الأسف- قد تكون معدومة

مقدمة

الهيكل التنظيمي لسلاح الدفاع الجوي السوري

تصنيف وأنواع وإمكانات سلاح الدفاع الجوي السوري

– التصنيف:              

* حسب المدى (المسافة المائلة من المحطة إلى الهدف)

* حسب نوع الذخيرة

* حسب الثابت والمتحرك

– الأنواع والإمكانات:

* المدفعية                                       

1- المدفع 23مم

2- المدفع 57مم

* الصواريخ:

1- محمولة على الكتف: كوبرا، ستريلا، إيغلا

2- قواعد ثابتة: فولغا، بيتشورا، S200

3- محمولة على عربات: كفادرات، أوسا، بانتسير، بوك، S300

عوائق تطوير منظومات الدفاع الجوي والحلول

خاتمة

مقدمة:

تُعتمد وسائط الدفاع الجوي، في كلّ جيوش العالم، كصنف رئيس من أصناف القوات المسلحة، وعادة ما يكون هذا السلاح مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بسلاح القوى الجوية الطيران – الرادارات، نظرًا لتكامل المهام التي يقوم بها هذان السلاحان، والتي تركز على تغطية الأهداف المهمة ومراكز المدن والمقار الحيوية في الدولة، مثل أركان الجيش وغرف العمليات الرئيسية له، والقوات البرية ومقار قياداتها أثناء الأعمال القتالية، والتلفزيونات الرسمية والمطارات العسكرية والمدنية، والمنشآت الاقتصادية المهمة، كالسدود والموانئ، والأهداف ذات الأهمية الخاصة، مثل القصور الرئاسية، والمنشآت ذات الأفضلية الأولى، كالمفاعلات النووية ومراكز البحوث العلمية. وفي سورية، يُعدّ سلاح الدفاع الجوي من أهم صنوف القوات المسلحة، على الرغم من تضاؤل فاعليته في السنوات الأخيرة، وعلى الرغم من تزويده بكثير من منظومات الصواريخ الروسية المتطورة، إضافة إلى ترسانته القديمة من الصواريخ والمدفعية، بمختلف أنواعها وأصنافها، التي شُكلت من خلالها طبقات تغطية جوية على مساحة القطر، على مختلف الارتفاعات والاتجاهات، وهدفها الرئيس منع اختراق المجال الجوي للقطر، ويمكن أن نقول إن سلاح الدفاع الجوي السوري من أكثف وأعقد أنظمة الدفاع الجوي في الشرق الأوسط، من حيث الأعداد والأصناف والأنواع وطبقات التغطية، لكن الإمكانات القتالية لهذا السلاح -مع الأسف- قد تكون معدومة، لأسباب سنذكرها في سياق الدراسة التي سأتطرق فيها أيضًا إلى الهيكل التنظيمي لسلاح الدفاع الجوي، وأصنافه وأنواعه وميزات كل نوع باختصار، وكذلك سأبيّن أماكن انتشاره، إضافة إلى طبقات التغطية الجوية التي يشكلها هذا السلاح في أجواء القطر، لنستنتج من ذلك كله الأسبابَ الفنية الحقيقية لإخفاق هذا السلاح في التعامل مع الطائرات الإسرائيلية التي ما زالت تخترق أجواء القطر، وتقوم بتنفيذ الضربات الصاروخية على كثير من المنشآت الحيوية السورية، ابتداءً من موقع الكُبر في دير الزور، وليس انتهاء بمواقع وقواعد الاحتلال الإيراني في سورية.

الهيكل التنظيمي لسلاح الدفاع الجوي السوري

تُعدّ قيادة القوى الجوية السورية الغطاء التنظيمي لسلاح الدفاع الجوي؛ حيث يتبع قائد سلاح الدفاع الجوي مباشرة لقائد القوى الجوية، ويشغل منصب نائب قائد القوى الجوية والدفاع الجوي لشؤون الدفاع الجوي. وتُعدّ “إدارة الدفاع الجوي” أعلى هرم القيادة في سلاح الدفاع الجوي، ومنها تُدار وحدات وتشكيلات وقطعات الدفاع الجوي، تنظيميًا وتدريبيًا وعملياتيًا، وتتبع هذه القيادة مباشرة لقيادة القوى الجوية، عبر نائب قائد القوى الجوية لشؤون الدفاع الجوي (قائد سلاح الدفاع الجوي). وتتكون إدارة الدفاع الجوي من فروع وأقسام عديدة، تشرف على إدارة تشكيلات ووحدات وقطعات الدفاع الجوي المنتشرة على مساحة القطر، ويتبع لإدارة الدفاع الجوي -تنظيميًا وعملياتيًا- كلٌّ من الفرقة 24 مختلطة، والفرقة 26 مختلطة، إضافة إلى عدد من ألوية الصواريخ القصيرة المدى وأفواج الصواريخ البعيدة المدى، وتتكون الفرقة 24 والفرقة 26 من أربعة إلى خمسة ألوية صواريخ متوسطة المدى، من نوع بيتشورا وفولفا، إضافة إلى أفواج المدفعية م/ط عيار 23مم و57مم، وتتكون ألوية الصواريخ القصيرة المدى (التابعة مباشرة لإدارة الدفاع الجوي) من لوائي صواريخ نوع (أوسا)، وفوج صواريخ مختلط (بانتسير، بوك)، وتتكون أفواج الصواريخ البعيدة المدى من أربعة أفواج صواريخ S200، وفوج صواريخ S300، وقد بلغ عديد قوات الدفاع الجوي السوري حتى عام 2011 حوالي 60000 عنصر مع ضابط، إلا أن هذه الأعداد تقلصت إلى النصف، مع بداية الثورة السورية؛ إذ تم رفد أجهزة المخابرات والوحدات المكلفة بالحرب على الشعب السوري، بكثير من هؤلاء العناصر والضباط.

جدول (1)

تتم قيادة تشكيلات ووحدات وقطعات الدفاع الجوي إداريًا، من مقارّ قيادة رئيسية إدارية وعملياتية، كلّ مقر من هذه المقار له مقران: “تبادلي واحتياطي”، يتم الانتقال إلى العمل فيها في أوقات الحرب وفي حال التهديد المباشر لأحد هذه المقار، تتم قيادة هذه المقار بواسطة مقر القيادة المركزي للقوى الجوية والدفاع الجوي م1، الذي يقود الأعمال القتالية للطيران والدفاع الجوي والرادارات على مساحة القطر، ويتضمن المقر المركزي: مقر عمليات إدارة الدفاع الجوي، ومقر عمليات القوى الجوية، ومقر عمليات إدارة الرادار، ويتفرع عن هذا المقر مقرّان فرعيان، وهما المقر الموحد الجنوبي والمقر الموحد الشمالي. يقع المقر الموحد الجنوبي في مطار الضمير العسكري، ومهمته قيادة الأعمال القتالية للقوى الجوية والدفاع الجوي في المنطقة الجنوبية من سورية، ويتبع له مقر قيادة عمليات الفرقة 20 قوى جوية ولواء الرادار ، ومقر قيادة عمليات الفرقة 24 دفاع جوي، الذي يقود بدوره غرف عمليات الألوية والأفواج التابعة للفرقة، إضافة إلى أفواج الصواريخ البعيدة المدى S200 الموجودة في منطقة عمل المقر، يقع المقر الموحد الشمالي في منطقة (شنشار) شمال مدينة حمص، ومهمته قيادة الأعمال القتالية للقوى الجوية والدفاع الجوي في المنطقة الوسطى والشمالية والشرقية والساحل السوري، ويتبع له مقر قيادة عمليات الفرقة 22 قوى جوية ولواء الرادار، ومقر قيادة عمليات الفرقة 26 دفاع جوي، الذي يقود بدوره غرف عمليات الألوية والأفواج التابعة للفرقة، إضافة إلى أفواج الصواريخ البعيدة المدى S200 الموجودة في منطقة عمل المقر.

جدول (2)

تصنيف وأنواع وإمكانات سلاح الدفاع الجوي السوري

تعتمد القوات المسلحة السورية على العقيدة الشرقية في أساليب القتال ونوعية أسلحتها، ولهذا نجدها تعتمد اعتمادًا كليًّا على السلاح الشرقي، وبخاصة الروسي منه، ونجد أن كل المنظومات الصاروخية والمدفعية في سلاح الدفاع الجوي السوري مستوردة من الاتحاد السوفييتي سابقًا، وروسيا حاليًا، ومن المعروف عن هذا السلاح أنه لا يمكن أن يصل إلى مستوى سلاح الجيوش التي تعتمد العقيدة الغربية، خاصة الأميركية منها، من حيث التكنولوجيا الحديثة، ولا نفشي سرًا، إذا قلنا إن روسيا، وكل الدول التي تعتمد على العقيدة الشرقية في صناعة الأسلحة، لا تملك حتى الآن أي منظومة من منظومات الأسلحة ذات الدقة العالية (أطلق وانسَ)، ولهذا نجد الفارق الهائل بين هذه الأسلحة وبين الأسلحة الغربية، خاصة الأميركية منها، وعلى الرغم من تحقيق بعض النجاحات لأسلحة الدفاع الجوي الروسي، في المراحل الأولى من استخدامها، فإن سلبياتها سرعان ما تظهر بعد أول معركة حقيقية يخوضها، ولهذا يطلق على كثير من هذه الأسلحة: (استخدام لمرة واحدة).

* التصنيف:

تتكون وسائط الدفاع الجوي السوري من 32 لواء صواريخ مختلط من مختلف العيارات، تتضمن هذه الألوية 170 كتيبة صواريخ م/ط، كما يملك سلاح الدفاع الجوي حوالي 3000 مدفع م/ط من مختلف العيارات، ابتداء من عيار 23 حتى 57 مليمتر، بالإضافة إلى 210 محطة استطلاع للأهداف الجوية من مختلف الأنواع.

يمكن أن نصنف وسائط الدفاع الجوي السوري من حيث:

أ – المدى (المسافة المائلة من المحطة إلى الهدف):

– وسائط ذات مدى قصير جدًا (كوبرا، إيغلا، ستريلا، أوسا، مدفعية 23مم، مدفعية 57مم).

– وسائط ذات مدى قصير (كفادرات، بيتشورا، بانتسير).

– وسائط ذات مدى متوسط (فولفا، بوك).

– وسائط ذات مدى بعيد (S200 – S300).

ب‌ – نوع الذخيرة:

– سلاح يستخدم الرصاص ذا الأعيرة الكبيرة، كالمدافع الرشاشة (المدفعية 23مم شيلكا والمدفع الثابت، المدفعية 57).

– سلاح يستخدم الصواريخ يشمل كل أنظمة الصواريخ الثابتة والمحمولة (كوبرا، بيتشورا، S300 …….).

– سلاح يستخدم القذائف الصاروخية بالإضافة إلى الأسلحة الرشاشة (بوك).

ت‌ – الثابت والمتحرك:

– الأسلحة التي تعمل من الثبات (المدفع 23 مم الثابت، المدفع 57مم، البيتشورا، الفولفا، S200).

– الأسلحة التي تعمل على عجل أو مجنزرة (أوسا، كفادرات، بانتسير، بوك، S300).

– الأسلحة التي تحمل على الكتف (كوبرا، إيغلا، ستريلا).

* الأنواع والإمكانات:

سنستعرض كل وسائط الدفاع الجوي في الجيش السوري وميزاتها الفنية والتكتيكية باختصار:

ملاحظة: الظروف المثالية للرمي على الأهداف تعني أن يكون:

  • كشف الهدف في منطقة الكشف المضمونة للسلاح.
  • الهدف ضمن منطقة التدمير المضمونة للسلاح.
  • تكون سرعة الهدف أقلّ من السرعة المفترضة لمواصفات السلاح.
  • لا يوجد تشويش بكل أنواعه.
  • لا يقوم الهدف بالمناورة.

المدفعية:

وتشمل:

1- المدفع 23مم المضاد للطائرات:

يُعدّ المدفع 23 مم ثنائي السبطانة من الأصناف الخفيفة للمدفعية المضادة للطائرات بمدى قصير، وهو سلاح مخصص للاشتباك مع الأهداف الجوية، ويستطيع المدفع الاشتباك مع الأهداف الأرضية، وإضافة إلى ذلك يمكن للمدفع الاشتباك مع تجمعات العدو البشرية، سواء كانت في العراء أو خلف ساتر، ومع الأهداف المفاجئة والسريعة.

المواصفات الفنية والتكتيكية:

أقصى ارتقاع للمقذوف 1500 متر.

أقصى مسافة مائلة (الرمي المؤثر على هدف جوي) 2500 متر.

أقصى مسافة أرضية (الرمي المؤثر على هدف أرضي) 2000 متر (1).

تنطبق هذه المواصفات على المدفع 23 مم رباعي السبطانة والمحمول أيضًا على دبابات (شيلكا).

المدفع 23 مم
عربة شيلكا

2- المدفع 57 مم المضاد للطائرات:

يعدّ من أصناف المدفعية قصيرة المدى، مقطور بسبطانة واحدة، وهو تطوير للمدفع الألماني فلاك جيرات عيار 55 ميليمتر، وهو سلاح مخصص للاشتباك مع الأهداف الجوية، كما يستخدم للرمي على الأهداف البرية بذخائر خارقة للدروع، يمكن ربطه بمحطات الرادار للإنذار المبكر عن الأهداف الجوية.

المواصفات الفنية والتكتيكية:

المدى الأفقي: 12000 متر.

المدى الرأسي: 8800 متر.

الارتفاع الفعال باستخدام المنظومة الرادارية المرفقة: 6000 متر.

الارتفاع الفعال دون استخدام المنظومة الرادارية المرفقة: 4000 متر.

معدل النيران: 70- 105 طلقة في الدقيقة (2).

المدفع 57 مم
  • الصواريخ:

أطلق الاتحاد السوفييتي، منذ ستينيات القرن المنصرم، مصطلح (سام) على مختلف أنواع الصواريخ المضادة للطائرات التي صنعها، وتعني كلمة “سام” بالإنجليزية surface to air missile‏ اختصارًا (SAM) (3)، وتشمل:

أ – منظومات محمولة على الكتف:

وهي صواريخ موجهة بصريًا بالأشعة تحت الحمراء، تتبع الطائرة من خلال منبع الحرارة الرئيسي فيها، يصعب اكتشافها من الطائرات المستهدفة، بسبب استخدامها التوجيه الذاتي السلبي الذي يخفي مصدر حرارة الصاروخ، تتعامل مع الأهداف ذات الارتفاع المنخفض والمسافة القصيرة، ويحوي سلاح الدفاع الجوي الروسي نوعًا واحدًا من الأسلحة المحمولة على الكتف، وهو الصاروخ (كوبرا) الذي تم تطويره إلى صاروخ (ستريلا) ثم طُوّر هذا الجيل إلى صاروخ أطلق عليه (إيغلا) وكل من هذه الأجيال تم تطويرها أيضًا إلى أكثر من طراز، وسأُجمل المعلومات عن هذه الصواريخ بشكل مختصر:

  • الصواريخ كوبرا ستريلا سام7 إيغلا:

الجيل الأول من هذه الصواريخ السوفيتية هو (كوبرا)، ودخل الخدمة في خمسينيات القرن الماضي، والجيل الثاني (ستريلا) دخل الخدمة عام 1968، والجيل الثالث (إيغلا) دخل عام 1983 من القرن المنصرم. هذه الصواريخ قصيرة المدى، وتُحمل على الكتف، وتعمل على التوجيه الحراري للصاروخ بالأشعة تحت الحمراء، يراوح المدى الفعال لهذه الصواريخ من 2300 متر حتى 6000 متر، وبالارتفاع من 1500 متر حتى 2300 متر، لا تتأثر هذه المنظومات بالتشويش الراداري، وتستخدمها معظم الدول ذات التسليح الشرقي (4).

الصاروخ كوبرا
ستريلا
الصاروخ إيغلا

 ب – منظومات على قواعد الثابتة:

وهي منظومات الصواريخ التي تعمل من الثبات، وتحتاج إلى زمن طويل -قد يصل إلى ساعتين ونصف الساعة- لتربيض عتادها والتحضير للإطلاق، وهذه المنظومات عادة ما تتعامل مع الأهداف متوسطة وبعيدة المدى، ويحوي سلاح الدفاع الجوي السوري عددًا من هذه المنظومات، وهي:

1 – منظومة الصواريخ فولغا سام 2 S75 “طير الصباح”:

تعدّ هذه المنظومة قديمة جدًا، حيث يقترب عمرها من 60 عامًا، كما تعدّ من منظومات الصواريخ متوسطة المدى، هذا النظام مزود برادار FAN SONG للرصد والتتبع والإطلاق والتحكم النيراني، ويستطيع رصد الأهداف الجوية وتتبع 6 أهداف في وقت واحد، تم تطويره بهوائيات استشعار وأنظمة مقاومة للتشويش الإلكتروني للطيران المعادي (ECCM Electronic Counter-Countermeasures). النظام ملحق به أيضًا رادار آخر SPOON REST للإنذار المبكر والتتبع، يبلغ مداه الكاشف حوالي 275 كم.

المواصفات الفنية والتكتيكية:

المدى: من 7 حتى 45 كم.

الارتفاع: من 3 حتى 25 كم.

مدى الكشف الراداري: 150 كم.

احتمال إصابة الهدف في الشروط المثالية برشقة من ثلاث صواريخ 85 %.

الإمكانات القتالية للكتيبة الواحدة تنحصر في الرمي على هدف واحد فقط.

 الزمن اللازم لتربيض الكتيبة وجاهزيتها لإطلاق الصواريخ ساعتان (5).

فولغا

2 – منظومة الصواريخ بيتشورا سام 3 نيفا S125:

صنعت لتلافي سلبيات منظومة الفولغا ذات الفعالية القليلة بالرمي على الأهداف المنخفضة والسرعة العالية، ترمي على الأهداف الأرضية والبحرية التي يكتشفها رادار المنظومة، وتعمل ضد الأهداف الجوية التي تستخدم التشويش الراداري والإلكتروني الشديد، المنظومة مجهزة بنظام تحديد المواقع والملاحة العالمي، وهي مزودة برادار دوبلر للكشف والرصد والملاحقة والاستهداف SNR-125-2TM، ومجهزة بنظام كاميرات بصرية حرارية وأجهزة تتبّع تلقائي للأهداف.

المواصفات الفنية والتكتيكية:

المدى: من 3 حتى 25 كم.

الارتفاع: 20 مترًا حتى ارتفاع 12.2 كم.

مدى الكشف الراداري والملاحقة: حتى مسافة 100كم.

احتمال إصابة الهدف في الشروط المثالية برشقة من صاروخين 97%.

الإمكانات القتالية للكتيبة الواحدة تنحصر في الرمي على هدف واحد فقط.

الزمن اللازم لتربيض الكتيبة وجاهزيتها لإطلاق الصواريخ ساعة ونصف الساعة (6).

بيتشورا

3 – منظومة الصواريخ إس 200 سام5 دوبنا:

هي منظومة دفاع جوي بعيدة المدى روسية الصنع، صممت هذه المنظومة لكي تعترض الأهداف المتوسطة إلى عالية الارتفاع، وأساسًا من أجل الدفاع عن مساحات واسعة من الأراضي ضد القاذفات المهاجمة والطائرات الأخرى الاستراتيجية من نوع SR-71 المعروفة بالطائر الأسود، والصواريخ الجوالة على مسافات بعيدة.

المواصفات الفنية والتكتيكية:

المدى: يبلغ المدى الأقصى للمنظومة إس 200 بحسب آخر نموذج للصواريخ المستخدمة بالرمي الصاروخ V-880E/5V28E 240 كم، والمدى الأدنى 70 كم.

الارتفاع: حتى 40 كم.

مدى الكشف للمحطة: يمكن أن يصل حتى 400 كم.

احتمال إصابة الهدف في الشروط المثالية برشقة من صاروخين 97%.

الإمكانات القتالية للكتيبة الواحدة تنحصر في التعامل مع هدف واحد فقط.

الزمن اللازم لتربيض الكتيبة وجاهزيتها لإطلاق الصواريخ ساعتان ونصف الساعة (7).

إس 200

ت – المنظومات المحمولة على عربات:

1 – منظومة الصواريخ كفادرات سام6:

هي منظومة صناعة روسية قريبة إلى متوسطة المدى محمولة على عربات مجنزرة، يمكن أن تشتبك مع أهداف جوية تحلق بسرعة 420–600 متر/ ثانية، توقف إنتاج المنظومة في روسيا عام 1985، وبدأت روسيا إنتاج المنظومة المطورة عنها بوك إم (سام 11).

 المواصفات الفنية والتكتيكية:

المدى: من 6 حتى 22 كم.

الارتفاع: 100 متر حتى 7 كم.

مدى الكشف الراداري: بمحطة (سورن 1S91) يصل إلى 80 كم، ومدى تتبع الأهداف حتى 35 كم.

إمكانية إصابة الهدف: من الصاروخ الواحد بحوالي 70%، وبرشقة من 3 صواريخ تصل إلى 99% في الظروف المثالية.

زمن جاهزية تربيض المنظومة لإطلاق الصواريخ 5 دقائق.

الإمكانات القتالية للكتيبة الواحدة تنحصر في التعامل مع هدف واحد فقط (8).

كفادرات

2 – منظومة الصواريخ أوسا سام8 9K33:

منظومة صواريخ تستخدم للتعامل مع الأهداف القريبة المدى، محمولة على ست عجلات، يمكن أن تسير على اليابسة والماء، وتستطيع المسير حتى 500 كم دون الحاجة إلى الوقود، وهو أول نظام صواريخ دفاع جوي محمول مدمج به رادار على سيارة واحدة، ويحتوي النظام كذلك على هوائي للمراقبة الدورية، ويمكن لهذا الهوائي أن يلتقط الإشارات على بعد 30 كم، يحوي جهاز رادار لتتبع الصواريخ التي أطلقها النظام وتوجيهها إلى الأهداف بدقة عالية، ومما يتميز به النظام أيضًا إمكانية توجيه صاروخين في وقت واحد وإرسالهما للهدف، تعمل هذه المنظومة مع القوات البرية لتغطيتها أثناء الأعمال القتالية.

المواصفات الفنية والتكتيكية:

المدى: 1500 متر حتى 12 كم.

الارتفاع: 25 مترًا حتى 5000 متر.

مدى الكشف الراداري: 36 كم.

احتمال الإصابة برشقة من صاروخين 80 %.

بإمكان المجموعة التعامل في نفس اللحظة مع هدف واحد فقط (9).

أوسا

3 – منظومة الصواريخ بانتسير S1 سام 22:

المنظومة هي سلاح دفاع جوي أرض – جو قصير ومتوسط المدى، روسي الصنع وهو تطوير لنظام تنغوسكا (Tunguska)، المنظومة مصممة لحماية المنشآت المدنية والعسكرية، أو لتغطية الأنظمة الصاروخية المضادة للطائرات المتوسطة والبعيدة المدى، وهي قادرة على تدمير كل وسائل الهجوم الجوي الحديثة، والأسلحة الذكية (توماهوك)، منظومة فريدة من نوعها تحمل 12 صاروخًا، مع مدفع رشاش عيار 30 ميليمتر مزود بـ 1400 طلقة، يمكن استخدام المنظومة لتدمير الأهداف البرية والبحرية المصفحة بشكل خفيف، وبإمكان المنظومة أن تطلق النيران في أثناء الحركة، من موضع ثابت، يمكن تنصيب النظام في وضعيات ثابتة، كما يمكن تنصيبه على عربة مجنزرة أو مدولبة، وتمتلك المنظومة قدرة فائقة على مقاومة التشويش الإلكتروني، وقدرة على العمل أيضًا في ظروف التشويش الإلكتروني، بواسطة المنظومة الكهروبصرية الحرارية الذكية المزود بها، تلتقط أشعة الرادارات المعادية دون بث أي إشعاع، ومتى وقع الجسم المعادي (توماهوك، إف-16، إف-18) في تأثير بانتساير؛ أمكن اعتباره بحكم المختفي.

المواصفات الفنية والتكتيكية:

المدى: 1200 متر حتى 20 كم.

ارتفاع: من 5 متر حتى 15 كم.

مدى الكشف الراداري: أكثر من 50 كم.

احتمال الإصابة بصاروخ واحد 98% في الظروف المعقدة (تشويش، مناورة).

بإمكان المنظومة متابعة 20 هدفًا بالوقت نفسه، والإطلاق على 4 أهداف في آن واحد.

تحوي مجموعة رادارية متطورة، الحد الأقصى لنطاق الكشف يصل إلى 36 كم (10).

بانتسير

4 – منظومة الصواريخ بوك إم2أي BUK-M2-I سام17شجر الزان:

المنظومة مخصصة للتعامل مع الأهداف ذات المدى المتوسط، وهي مطورة عن منظومة الصواريخ كفادرات، تصنف أنظمة بوك إم 2 إي، ضمن وسائل الدفاع الجوي المتعددة الأغراض، وتعدّ -بمختلف طرازاتها- من أفضل منظومات الدفاع الجوي ذات المدى المتوسط في العالم، كونها تتعامل مع مختلف الأهداف الجوية كالطائرات الحربية والمروحيات والصواريخ الموجهة والمجنحة والطائرات المسيرة، وبسبب سرعتها في التعامل مع الأهداف التي لا تتجاوز 20 ثانية، كما أنها تشتبك مع ستة أهداف في وقت واحد، وبسبب عملها على مركبات متحركة، فإن لديها مرونة كبيرة في الحركة والقدرة على العمل في أي موقع جغرافي، ويمكنها أن تنفذ مهامها بشكل مستقل أو ضمن منظومة دفاعية متكاملة، كما تتميز بقدرتها على إسقاط طائرات الشبح الأميركية إف-117، وتتميز المنظومة في قدرتها العالية على مقاومة التشويش بكل أنواعه.

المواصفات الفنية والتكتيكية:

المدى: 50 كم.

المدى الفعال:        

  • 42 كم ضد أهداف جوية.
  • 20 كم ضد أهداف بالستية.
  • 25 كم ضد أهداف البحرية.
  • 15 كم ضد أهداف أرضية.

الارتفاع: من 15 مترًا حتى 25 كم.

عدد الأهداف التي يمكن الرمي عليها في آن واحد: 6 أهداف.

مدى الكشف الراداري: 160 كم.

مدة الانتقال من نظام المناوبة إلى نظام القتال: 20 ثانية.

احتمال تدمير هدف واحد بصاروخ واحد:

– للطائرات: 70 – 90 %

– للصواريخ البالستية التكتيكية: 70 – 90 %

– للصواريخ المضادة للرادارات: 60 – 80 %

– لصواريخ كروز: 60 – 80 %

– للمروحيات: 70 – 80 % (11).

بوك

5 – منظومة الصواريخ S-300PMU1 سام 10إف:

 منظومة بعيدة المدى، روسية الصنع، أُنتج منها إصدارات عدة أولها (إس-300 بي) الذي أنتج عام 1978، وآخرها الطراز الذي زود به سلاح الدفاع الجوي السوري بأربع منظومات في الشهر العاشر من عام 2018، لكنه لم يُفعّل حتى الآن، تُعدّ هذه المنظومة من أفضل منظومات الدفاع الجوي في العالم؛ فهي فضلًا عن قدرتها على صد وتدمير الصواريخ البالستية، التي تطير بسرعة أقل من 400 متر/الثانية، مجهزةٌ برادارات قادرة على تتبع 100 هدف، وصواريخها لا تحتاج إلى أي صيانة، مدى الحياة، وتتميز المنظومة بإمكانية تثبيتها أو استخدامها على مركبات متحركة، تم تجهيز المنظومة بـ 3 أنواع من الصواريخ، يصل مداها الأقصى إلى 47 كم، ويصل مدى الصاروخين الآخرين إلى 75 و250 كم، على التوالي، ويُعدّ النظام الصاروخي أنتي – 2500 إصدارًا حديثًا من إس – 300، ويصل مدى صواريخه إلى أكثر من 250 كم، بينما يمكن لأي منها إسقاط أهداف في مدى قصير يصل إلى 25 كم.

المواصفات الفنية والتكتيكية:

المدى: من 5 كم حتى 250 كم.

الارتفاع: من 10 متر حتى 27 كم.

مزودة برادار قادر على تتبع 100 هدف، والاشتباك مع 24 هدفًا على مسافة 400 كم

يمكن أن تتعامل مع 24 طائرة أو 16 صاروخًا بالستيًا حتى مسافة 250 كم، في وقت واحد.

زمن الطيّ 5 دقائق، وزمن النشر والجاهزية للرمي 5 دقائق.

احتمال تدمير الهدف برشقة صاروخين: بفاصل زمني بين الصاروخ الأول والثاني 3 ثانية: 90 % (12).

إس 300

عوائق تطوير منظومات الدفاع الجوي والحلول

على الرغم من الإخفاقات المتكررة لمنظومات الدفاع الجوي في التصدي للاختراقات المتكررة للأجواء السورية، عبر أغلب أنواع وأصناف الطيران، خلال ثلاثين سنة الماضية، نظرًا لمرور مدة زمنية طويلة على استخدامها، وتلاشي الإمكانات الفنية الإلكترونية لهذه الوسائط في ظل شروط الحرب الحديثة، فإن الكوادر الفنية لهذا السلاح لم تستطع تطوير هذه المنظومات، أو إيجاد البديل الحقيقي لها، على الرغم من قيام طواقم المهندسين المختصين في هذه الأسلحة بكثير من المحاولات الجادة لإيجاد حلول لهذه المعضلة التي كانت تصطدم بعوامل عدة تُوقف أي جهد بهذا الاتجاه، منها عوامل فنية تتعلق بنوع الأجهزة الإلكترونية التي تعمل عليها هذه المنظومات، والتي ترتكز على الصمامات الحرارية، وهي من أدوات صناعة الجيل الأول لهذه المنظومات، وبناء على ذلك؛ لا يمكن الاعتماد على الحلول الجزئية في هذه المنظومات، فالتطوير يجب أن يشمل المنظومات بشكل كامل، وهناك محاولات كانت في بداية التسعينيات من القرن الماضي، استطاعت أن تطور منظومة الصواريخ (فولفا) من حيث الرمي بها بالنظام التلفزيوني، إضافة إلى النظام الراداري، إلا أن هذا التعديل لم يكن له أي فاعلية تُذكر في ظل وجود أعطال متكررة في الأجهزة الإلكترونية الأخرى في هذه الكتائب، وعلى الرغم من استيراد عدد من المنظومات الحديثة، فقد كانت بأعداد لا تلبّي الحاجة إلى تغطية كاملة لأجواء القطر، إضافة إلى عدم اهتمام قيادة الجيش السوري في تبديل هذه المنظومات، وإنشاء منظومات حديثة تشكل طبقات تغطية متعددة، كما كانت في السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن المنصرم، ويُعزى هذا التقاعس إلى عدم وجود إمكانية تغطية نفقات هذه المنظومات، على الرغم من تخصيص 65% من ميزانية الدولة لوزارة الدفاع، وأعتقد أن هذه الحجة واهية، إذ سرعان ما تبيّن زيفها بعد اندلاع ثورة الشعب السوري التي أثبتت أن آخر هموم الأسد ونظامه مقارعة “إسرائيل” وأي عدو خارجي على القطر العربي السوري، وكان جُل اهتمامه ينصبّ على تطوير قدرات بعض وحداته العسكرية والأمنية، كأجهزة المخابرات والحرس الجمهوري والفرقة الرابعة، ورفدها بكل الوسائل القتالية المتقدمة وتزويدها بمنظومات حديثة لحمايته وحماية نظامه من الثورة المحتملة للشعب السوري التي كان يُعدّ العدة لها طوال ثلاثة عقود، لإرهاب الشعب وإحكام قبضته الفولاذية عليه والتنكيل به، وهذا ما برهنت عليه الأحداث التي عصفت في سورية، منذ انطلاق الثورة السورية حتى الآن، ويبدو أن هذا هو الخطر الذي كان يؤرّق نظام الأسد، وكان يُعِدّ له على أكمل وجه، عند تثبيت نظام حكمه بعد حرب 1973، حيث قام بإهمال مقصود لكل ما يمكن أن يؤثر في الكيان الصهيوني، من منظومات عسكرية لمختلف صنوف أسلحة القوات المسلحة، ومنعَ تطوير المنظومات القتالية الموجودة ضمن أسلحة الجيش السوري، وهذا بدوره يدلّ بوضوح على أن هذا النظام الوظيفي لم يكن يسعى يومًا لامتلاك أي سلاح يتفوق به على أعداء الشعب السوري، ولا لتحرير شبر واحد من الأراضي المحتلة، بل كان جُلّ اهتمامه بناء منظومة أمنية في محاولات بائسة لحماية الأسد ونظامه، أما روسيا حليفة الأسد الرئيسية فقد استطاعت، منذ عام 2008، رفد سلاح الدفاع الجوي السوري بعدد من المنظومات الحديثة كمنظومة (بانتسير) ومنظومة (بوك) وأخيرًا منظومة إس 300 ومحطات الاستطلاع التابعة لها، وهذه المنظومات جميعها موجودة في القواعد الروسية في سورية، إلا أن هذه المنظومات كانت فعاليتها محدودة، بسبب محدودية عددها وعدم تلبيتها حاجة التغطية الجوية الكاملة للقطر، وبحسب القواعد التكتيكية لاستخدام وسائط الدفاع الجوي، لا يوجد فاعلية حماية لأي منظومة دفاع جوي أثناء عملها بشكل منفرد أو مع منظومات محدودة العدد؛ فالمطلوب تشكيل منظومات مختلفة الأنواع والأصناف من وسائط الدفاع الجوي، تُنشر على مساحة القطر، مع مراعات تحديد المسافات بين المنظومات، بحسب الإمكانات القتالية لكل منظومة لتتشكل من خلالها طبقات تغطية متكاملة للأجواء السورية وللمنظومات نفسها التي يجب أن تتمتع بإمكانات قتالية عالية، تواكب التطور العلمي التكنولوجي لمثل هذه المنظومات في العالم ولتسارع التقدم التكنولوجي الهائل لأسلحة القوى الجوية في العالم، وبهذا فقط يمكن حماية الأجواء السورية من الاختراقات المتكررة التي باتت موضع سخرية من الجميع.   

خاتمة:

من خلال ما تقدّم، من دراسةٍ لبنية منظومات الدفاع الجوي السوري، وخصائص الأنظمة المعتمَدة فيها، وتاريخ صناعتها وتاريخ دخولها الخدمة، وبيان قدراتها على مستوى الهجوم والاستطلاع، وظهور عدم وجود إمكانية حقيقية لتطوير هذه المنظومات، وتقاعس القيادة السورية في تأمين البديل الحقيقي لهذه المنظومات، على مدى ثلاثين عامًا؛ نستنتج أن كل هذه الأمور كان مخططًا لها أن تكون، ليصبّ ذلك في مصلحة أعداء سورية وشعبها، الذين سعوا لإحداث اختراق عميق في الأمن القومي السوري، وهذا ما حرص على تقديمه حافظ الأسد وابنه بشار الأسد، من خلال سياستهما المُنفِذة لأجندات أعداء الشعب السوري الساعية لمنع تحقيق الأمن والأمان والحرية والكرامة والديمقراطية للشعب السوري، وقد ثبت أن مصلحة الشعب السوري هي آخر هموم من باع سورية وأراضيها وسرق ثرواتها ورهنَ قرارها السيادي لكل شياطين العالم، وكان سببًا في إفقار الشعب السوري، وفي ترهّل مؤسسات الدولة السورية العسكرية والمدنية، وكان ذلك سببًا رئيسًا لاندلاع الثورة السورية المستمرة منذ عام 2011، ويبدو أنها ستستمر حتى تحقيق الأهداف التي خرج من أجلها الشعب السوري.

الهوامش:

المصدر مركز حرمون للدراسات المعاصرة
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل