علي الدالاتي- حرية برس:
مرت ثلاثة أعوام ونصف على سيطرة نظام الأسد على منطقة وادي بردى في ريف دمشق الغربي بعد حملة عسكرية وحشية أسفرت عن مقتل وإصابة مئات من سكان المدينة، وانتهت باتفاق يقضي بسيطرة قوات النظام على نبع الفيجة وتهجير آلاف من أهالي المنطقة إلى إدلب، فيما فضّل آلاف آخرون البقاء في بيوتهم.
تسلط وإجراءات عقابية
مع سيطرة قوات النظام وميليشياته الرديفة على المنطقة بدأت هذه باتخاذ إجراءات عقابية بحق الأهالي بحسب ما صرح (خالد نصوح/ اسم مستعار لأسباب أمنية) وهو أحد أهالي وادي بردى، حيث قال لحرية برس “الوضع في وادي بردى متوتر ووضع الأهالي من سيء إلى أسوء، لا سيما أهالي عين الفيجة وبسيمة، بسبب ممارسات قوات النظام والميليشيات التابعة له، حيث تقوم تلك القوات بالتضييق على الأهالي كما تمنع أهالي القريتين (عين الفيجة وبسيمة) من العودة إلى منازلهم منذ أكثر من ثلاث سنوات”.
وتابع (نصوح) “الوضع المعيشي للأهالي يزداد سوءا، حتى المواد الإغاثية المقدمة من برنامج الغذاء العالمي التي تدخل المنطقة ويوزعها الهلال الأحمر السوري يتم توزيعها بشكل غير عادل، حيث يتم في الغالب حرمان العائلات التي لديها أبناء معارضون للنظام وخرجوا لإدلب أو هاجروا إلى خارج سوريا، وفي حال تسليم تلك العائلات يتعرض الأهالي المعارضون لشتى أنواع الإذلال والتنمر”.
وتطرق (نصوح) إلى حادثة حصلت مع الأهالي “هناك عائلة قتل ابنها وذهب الآخر إلى إدلب وهو في صفوف المعارضة، ذهبت لتستلم حصة إغاثية، لكنها تعرضت (العائلة) للإهانة والشتم وقيل لهم إن أبناءهم إرهابيون ويساهمون في المؤامرة على (الدولة السورية). كما يتم اعتقال أقارب المعارضين الموجودين في إدلب وخاصة النساء بتهمة التواصل معهم أو حجج أخرى ولكن غالبية الاعتقالات تكون ذات بعد شخصي من أبناء المنطقة المنضمين لقوات النظام”.
اتفاق “التسوية” في مهب الريح
(أحمد العلي/ اسم مستعار لأسباب أمنية) وهو أحد أهالي قرية بسيمة ويسكن في قرية أخرى في وادي بردى، قال لحرية برس “بعد حصول الاتفاق وبدء خروج قوافل التهجير نحو إدلب وخروج أحد أبنائي معهم آثرت البقاء هنا على أمل العودة إلى منزلي في قرية عين الفيجة ولكن قوات الأسد منعتنا من العودة إلى القرية رغم وعود النظام لنا بالعودة لبيوتنا أثناء مفاوضات التسوية”.
وتابع “قامت قوات الأسد باعتقالي على أحد حواجز العاصمة دمشق رغم اجرائي لاتفاق التسوية وبقيت معتقلا لمدة ستة أشهر، وقد خرجت بعد دفع عائلتي مبلغاً مالياً كبيراً لأحد المحامين ليقوم بإخراجي من السجن، وكانت التهمة أنني أتواصل مع الخارجين إلى إدلب، وبعد ذلك حاولت كثيرا الوصول إلى منزلي وقريتي ولكن تم منعي وتهديدي بالاعتقال من قبل حاجز الحرس الجمهوري الموجود في مدخل وادي بردى من جهة أشرفية الوادي، ومنذ فترة وصلني قرار بحجز ممتلكاتي أنا وعائلتي بتهمة دعم الإرهاب، وحتى اتفاق التسوية الخاص بي لم يتم قبوله حتى أقوم بتسليم بندقية أو دفع ثمنها”.
وذكرت مصادر لحرية برس بأن النظام رفض إجراء مصالحات لمئات من سكان وادي بردى بذريعة عدم قيامهم بتسليم سلاح وغالبيتهم من سكان قرى عين الفيجة وبسيمة كما أصدر قرارات بمنعهم من الدخول لقرى بسيمة وعين الخضراء وعين الفيجة في حال السماح لسكان تلك القرى من العودة.
فيما قال (أحمد معتوق/ ناشط من وادى بردى مهجر في إدلب) لحرية برس: ما يجري في وادي بردى بعد تهجيرنا إلى إدلب منذ ثلاث سنوات وحتى الآن هو استمرار لسياسة النظام الإجرامية وخاصة بحق الأهالي الذين بقوا في منطقة وادي بردى بعد قيامهم بعمليات مصالحات وتسويات مع النظام في ظل تطمينات الأخير لهم، ولكن ما حدث أن حملات الاعتقال والملاحقات الأمنية لم تتوقف وبحجج واهية أغلبها تكون التواصل مع الخارجين إلى إدلب أو نشاطهم الثوري قبل المصالحة أو صلة القرابة التي تربطهم بالخارجين إلى إدلب كذلك سوق الشباب قسرياً إلى الخدمة العسكرية.
ويرى (معتوق) أن النظام يسعى للقضاء على الحياة الاقتصادية في المنطقة بالتضييق المستمر على النشاط التجاري للأهالي حيث قام بهدم مطاعم ومقاهٍ في عين الفيجة وعين الخضراء التي كانت مصدر رزق لكثيرين من أهالي المنطقة كما قام بمصادرة أراضي الأهالي الزراعية ومنع أصحابها من الوصول إليها بحجة انها أصبحت مناطق عسكرية.
عذراً التعليقات مغلقة