لا تزال مخلفات الأسلحة تشكل تهديدا كبيرا على حياة المواطنين في المناطق المحررة، ولا تكاد تمضي فترة على سقوط ضحايا نتيجة هذه المخلفات حتى تحصد آخرين أو تترك فيهم آثارها الجسدية والنفسية.
وليس غريبا أن يكون غالبية الضحايا من المدنيين وخاصة الأطفال، حيث لا تملك هذه الفئة الوعي والمعرفة الكافية بطبيعة هذه المواد أو أماكنها أو طريقة التعامل معها.
لم يكن صلاح غجر يدرك أن نجاته من مجزرة وادي النسيم جنوبي إدلب عام 2018، والتي راح ضحيتها أكثر من ثلاثين شهيدا من بينهم عائلة صلاح بكاملها ليبقى الناجي الوحيد ويعيش محروما من عائلته مدى حياته.
لكن قدر صلاح لم ينتظر طويلا حتى يجمعه بأهله وتنتهي معاناته من فراقهم. لينضم إلى قائمة يبدو أنها لن تنتهي في الوقت القريب.
أصبح توفير مكان للعب الأطفال وممارسة طفولتهم يشكل تحديا كبيرا في ظل الإرهاب الذي يمارسه نظام الأسد وحلفائه. فلم تكتف هذه العصابة بالقتل المباشر بكافة أسلحتها بل ما تزال تنشر الموت الصامت في كل مكان بانتظار ضحايا لقتلهم، وكان آخرهم اليوم حيث كان يقطن صلاح في منطقة الجدار جنوبي غربي إدلب هو والشقيقان رند وحذيفة سعد الدين بعد أن هربوا سابقا بحثا عن الأمان ليجدوا الخطر ينتظرهم ربما على شكل ألعاب حرموا منها، فتحولت هذه الألعاب إلى رعب قاتل قد يفاجئ الأطفال في كل مكان وبأشكال متعددة.
عذراً التعليقات مغلقة