“عصيان” صامت ومظاهرات في مناطق النظام و”قسد”.. هل بدأت ثورة الخبز؟

فريق التحرير9 يونيو 2020آخر تحديث :

ياسر محمد- حرية برس:

تواصلت المظاهرات في مدينة السويداء لليوم الثالث على التوالي ضد نظام الأسد بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية وانهيار أسعار الصرف، وتمددت إلى مناطق بدرعا ودمشق وريفها وأخذت شكل “عصيان” صامت تمثل بإغلاق المحلات والامتناع عن البيع والشراء، فيما خرجت مظاهرات في محافظة دير الزور الواقعة تحت سيطرة “الإدارة الذاتية” الكردية، منددة بالغلاء وفقدان السلع الأساسية.

وفي التفاصيل، شهدت مدينة السويداء (ذات الغالبية الدرزية) جنوب سوريا، لليوم الثالث على التوالي مظاهرة مناهضة لنظام الأسد. وقالت مصادر محلية إن المتظاهرين جابوا شوارع المدينة والساحة الرئيسية ثم اتجهوا إلى الشارع المحوري، ودوار المشنقة، مطالبين بإسقاط النظام المسؤول عن تردي الأوضاع الاقتصادية، وردّدوا عبارات غاضبة مطالبة بـ”رحيل إيران وروسيا”. كما رددوا الشعارات الأولى للثورة السورية: “الشعب يريد إسقاط النظام”، و”سوريا لنا وما هي لبيت الأسد”.

وفي مدينة “طفس” التابعة لدرعا، خرج المئات من الأهالي، أمس، بمظاهرة نادت بإسقاط النظام وحمّلته مسؤولية ارتفاع الأسعار وسوء الأوضاع المعيشية والاقتصادية، ورفع المتظاهرون لوحات كُتِب عليها: “نظام لا يستطيع ضبط الأسعار فليرحل من هذه الديار”.

فيما تتوارد أنباء من سائر المحافظات الخاضعة لسيطرة قوات الأسد، عن إغلاق التجار محالهم والامتناع عن عمليات البيع والشراء بسبب الانهيار الحاصل لليرة السورية، والتذبذب الكبير في أسعار الصرف. وهو ما رأى فيه محللون بداية “عصيان مدني”، ربما يصبح معلناً مع استمرار تدهور الأوضاع، وهو متوقع مع اقتراب تطبيق قانون “قيصر”.

ورغم أن قوات الأسد وميلشياته لم تتدخل حتى الآن لقمع المتظاهرين، إلا أنها أرسلت تعزيزات إلى السويداء وفق صفحة “السويداء 24” المعنية بنقل أخبار السويداء المحلية، التي أوضحت أن النظام أرسل تعزيزات عسكرية وأمنية من قوات الأمن الداخلي وحفظ النظام إلى تخوم المنطقة التي تشهد المظاهرات، وعند مبنى المحافظة، وأظهرت صور وجود الآليات العسكرية المحملة بأسلحة رشاشة في المنطقة.

المظاهرات والاحتجاجات الشعبية على الغلاء وانهيار سعر صرف الليرة، لم تتوقف عند حدود مناطق النظام، بل تجاوزتها إلى مناطق “الإدارة الذاتية” الكردية شرقي سوريا.

فقد خرجت مظاهرات شعبية في أكثر من نقطة في مناطق سيطرة “الإدراة الذاتية”، منذ أمس الإثنين.  

ونقل موقع “بروكار برس” عن صفحات إخبارية محلية منها “فرات بوست”، أنّ المظاهرات خرجت في معظم بلدات وقرى دير الزور تنديداً بالوضع الاقتصادي المتردي.

وطالب المتظاهرون بحلول عاجلة لمعالجة ارتفاع الأسعار وفقدان المواد الغذائية والأساسية من الأسواق، كما ندّدوا “بالفساد المستشري” في المجالس المحلّية التابعة لـ”الإدراة الذاتية” وجناحها العسكري “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، بحسب الشبكة.

وشملت المظاهرات مناطق “العزبة وجديد عكيدات والكسرة ومحيميدة وزغير جزيرة والصبحة”، وتخلّلها قطع للطرق الرئيسية بواسطة الإطارات المشتعلة.

وفي مناطق المعارضة، شمال شرق سوريا، بدأت المؤسسات الفاعلة هناك باتخاذ إجراءات للحد من تأثير الأوضاع الاقتصادية المستجدة على المواطنين، فقد أعلنت “حكومة الإنقاذ” التابعة لـ”هيئة تحرير الشام” عن تبديل العملة السورية إلى التركية بأقل فترة زمنية ممكنة، وإلغاء جميع الرسوم المترتبة على مادة الطحين المستورد، وإنشاء مراكز توزيع خبز مدعوم في كل المناطق، والعمل على إنتاج وتأمين نوع ثان من الخبز بسعر أقل.

ويوم أمس الإثنين، خرج مئات المتظاهرين في مظاهرة ليلية بإدلب مطالبين بإسقاط النظام، ورددوا شعارات مناهضة لـ”هيئة تحرير الشام” وقائدها “أبو محمد الجولاني”، في إشارة لعجز “حكومة الإنقاذ” عن القيام بأي تحرك جاد لتحسين الأوضاع المعيشية المتردية في ظل الانهيار المتسارع بسعر صرف الليرة السورية.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل