فارس أبو شيحة- غزة- حرية برس:
يقول الكاتب المصري مصطفى كامل باشا “لا يأس من الحياة ولا حياة مع اليأس”، بهذه المقولة الشهيرة، يجسد الفنان الفلسطيني عمار أبو شمالة وزوجته العاطلان عن العمل، استغلال أوقات فراغهم في رسم لوحاتهم التي تضفي فيها رونق الجمال والإبداع للمناظر الطبيعية والأزهار الخلابة والوجوه للأشخاص وغيرها في رسوماتهم الفنية.
فلم تقف جائحة كورونا عائقاً أمام الفنان في تسويق لوحاته ورسوماته ومعرفة آراء الناس، نتيجة إغلاق المعارض الفنية التي تدعم تلك المواهب ليتخذ من سيارته البيضاء المستأجرة معرضاً فنياً لرسوماته يجوب فيها كل شوارع والأزقة والأماكن الحيوية في قطاع غزة لتسويقها والبحث عن لقمة العيش في ظل أزمة كورونا القائمة.
يقول الفنان الفلسطيني عمار أبو شمالة من محافظة رفح جنوب قطاع غزة في حديثه مع “حرية برس” إن ” فكرة المعرض الفني الذي أطلقنا عليه صورة وتذكار جاء نظراً لضيق الحال والظروف المعيشية في غزة إلى جانب أزمة كورونا التي شلت قطاعات كثيرة داخل القطاع من خلال تحويل المنزل إلى ورشة عمل لرسم اللوحات مع زوجتي وتجهيزها بشكلها الجمالي النهائي تمهيداً لعرضها للبيع عبر العربة المتنقلة المستأجرة التي أجوب بها الشوارع والأزقة والأماكن الحيوية في محافظات غزة معتمداً في ذلك على ذوق المواطن نفسه في اللوحات التي أقوم بعرضها”.
ويستخدم الفنان أبو شمالة وزوجته داخل ورشة عملهم بمنزلهم الألوان الخشبية والزيتية والشمع والبوية وغيرها من الأدوات الأساسية في رسم لوحاتهم الفنية المستوحاة من الطبيعة والخيال والكلاسيك بالإضافة إلى رسم ملامح وجوه الأشخاص بطريقة فنية جميلة.
عقبة الفيروس
وبين الفنان أبو شمالة، بأن أزمة كورونا أثرت بشكل كبير على عمله هو وزوجته، حيث لا يملك مصدر رزق غير هذا المجال، الأمر الذي منعننا من المشاركة في المعارض الفنية التي تدعم المواهب من القطاعات والمؤسسات الخاصة والجهات المعنية بذلك، نظراً لحالة الطوارئ التي تمر بها البلاد وإغلاق تلك المعارض كإجراء احترازي للوقاية والسلامة من فيروس كورونا.
وعن حصيلة فيروس كورونا حسب ما أوردته وزارة الصحة الفلسطينية، فقد بلغت نحو5 حالات وفاة من بينها واحدة في قطاع غزة، فيما استقر إجمالي عدد الحالات المصابة عند 643 حالة، منها 293 إصابة في القدس و254 في محافظات الضفة الغربية و70 إصابة في قطاع غزة.
إقبال الناس
تقول زوجة الفنان أبو شمالة في حديثها لحرية برس قائلة: إن “حجم الإقبال من الناس جيد إلى حد ما، حيث أننا نقوم برسم الرسومات واللوحات التي تجسد المناظر الجمالية للطبيعة والأزهار الخلابة والأشخاص كبراءة الأطفال، مضيفةً أن عدد اللوحات والرسومات التي تم بيعها خلال مشروعنا البسيط مع زوجي واستغلال وقت الفراغ وعدم حصولنا على فرصة عمل بعد تخرجنا من الجامعات الفلسطينية تتراوح ما بين 100-150 لوحة جمالية منذ بداية المشروع الذي جاب أرجاء محافظات ومعارض قطاع غزة”.
وأردفت زوجة أبو شمالة، قائلة: إن” أزمة فيروس كورونا أثرت علينا بشكل كبير، وانعدام مصدر الزرق لنا فهي المعيل الوحيد أنا وزوجي، جعلنا نفكر في اللجوء إلى فكرة عمل معرض فني متنقل بواسطة عربة نجوب من خلالها الشوارع والأزقة والأسواق لتسويق لوحاتنا ورسوماتنا الفنية، لنتحدى الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة والتعايش والتكيف مع هذه الأزمة، موضحة أن الفكرة لقت الترحيب والثناء من الجميع في الخطو نحو هذا الاتجاه”.
ويطمح أبو شمالة وزوجته من توسيع مشروعهم في الأيام القادمة، والمشاركة بلوحاتهم الفنية الجمالية في المعارض الفنية العربية والدولية لنقل رسالة قضيتهم الفلسطينية السامية والمظلومة من وسط الحصار الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ ما يزيد عن 14 عاماً إلى دول وبلدان العالم للوقوف معها.
يذكر أن جائحة كورونا في قطاع غزة أصابت بالشلل التام القطاع الاقتصادي والسياحي والتعليمي بعد قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس بفرض حالة الطوارئ كإجراء احترازي للوقاية والسلامة من فيروس كورونا منذ بداية انتشار الفيروس في منتصف شهر مارس الماضي وإلى يومنا هذا.
Sorry Comments are closed