ياسر محمد- حرية برس:
قبل دخول الحزمة الأولى منه حيز التنفيذ في السابع عشر من شهر حزيران الجاري، فتك قانون “قيصر” بالليرة السورية التي تهاوت اليوم السبت إلى نحو 2400 ليرة سورية مقابل الدولار الواحد، ومع رفع المؤيدين الذين يعيشون في مناطق النظام أصواتهم مستنجدين وشاكين، دعت مستشارة رأس النظام، بثينة شعبان، ومؤيدون لجرائمه من “القوميين العرب”، المواطنين السوريين إلى “الصمود”!. وهو ما أثار ردود أفعال عنيفة جداً لدى إعلاميي النظام ومؤيديه من المسحوقين.
وفي التفاصيل، استفزت المستشارة الإعلامية لرأس النظام السوري، بثينة شعبان، المؤيدين بتصريحات لصحيفة “الوطن” الموالية، قالت فيها إن عليهم “الصمود” في مواجهة قانون “سيزر” أو “قيصر” الأميركي الذي يستهدف بعقوبات قاسية نظام الأسد والمتعاونين معه من دول ومؤسسات وأفراد، والذي يبدأ تطبيق أولى حزمه في السابع عشر من حزيران الجاري، ويتوقع أن يؤدي إلى انهيار تام في اقتصاد الأسد، ويوقف كثيراً من الإمدادات الإيرانية والروسية التي كانت تنقذه جزئياً وتغذي جرائمه بحق السوريين الثائرين.
وقالت “شعبان” لصحيفة “الوطن” الموالية، أمس الجمعة، إن “قانون قيصر” الذي ستبدأ أولى حزم عقوباته في السابع عشر من يونيو/حزيران الحالي يستهدف سورية، “لكونها تشكل الركيزة الأساسية في محور المقاومة، وحلقة مهمة جداً في الشرق الأوسط وفي التوازن الإقليمي والدولي”!، وهو الخطاب نفسه الذي تصر عليه شعبان منذ توليها إدارة الأزمة عام 2011، إذ كانت هي أول من خرج على السوريين الثائرين واتهمهم بالخيانة والتبعية لأجندات خارجية، ومهدت لتدخل أجهزة القمع ضدهم.
وبعيداً عن المعارضين الذين سخروا من اللغة الخشبية والمتعامية لشعبان، انتفض مؤيدون ضد تصريحاتها، وطالبوها بالاستقالة.
وقالت “المعارضة المؤيدة” نائبة رئيس “تيار بناء الدولة السورية” السابق، منى غانم، “لو أن هناك ذرة شرف لاستقالت”، واصفة إياها بصحاف سوريا، في إشارة إلى محمد سعيد الصحاف، وزير الإعلام العراقي في عهد صدام حسين.
في حين قال صحفيون معارضون إن نظام الأسد بدأ منذ الآن التضحية بمؤيديه لإظهار أن قانون قيصر هو من جوّعهم وليس سياسات نظام الأسد القائمة على قتل السوريين وتشريدهم وتجويعهم منذ انطلاق الثورة وما قبلها.
ولفت الصحفي عبد الله موسى إلى أن الطوابير بدأت تظهر أمام أكشاك الخبز والصيدليات علماً أن القانون لا يستهدف قطاعات الصحة والغذاء، لكن النظام بدأ يتاجر بالأزمة.
وعلى طريقة بثينة شعبان نفسها، ومن أبراجهم العاجية، دعا سياسيون “قوميون” من الأردن ومصر، الموالين السوريين إلى “الصمود والتصدي” للمؤامرات الإمبريالية!.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” عن وكالة أنباء النظام تصريحات لعدد من هؤلاء المؤيدين لجرائم الأسد بحق الشعب السوري.
وقال “الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي” في الأردن، فؤاد دبور، في تصريح لوكالة أنباء النظام “سانا”: إن “قانون سيزر جائر وظالم ويمثل خروجاً فاضحاً عن القيم والأخلاق الإنسانية”، داعياً إلى “رفض هذا القانون وزيادة التعاون وتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية والسياسية مع سوريا”!.
وعلى غراره؛ طالب الإعلامي والناشط السياسي الأردني، جمال العلوي، الدول العربية والإسلامية بزيادة وتيرة التعاون مع نظام الأسد لتجاوز المرحلة، مندداً بالقانون الذي بدأت أمريكا تنفيذه ضد النظام “بهدف إعاقة انتصاراته على الإرهاب”، وفق زعم العلوي الذي يؤيد مجازر بشار وحلفائه بحق الشعب السوري.
بدورها استنكرت “عضو الأمانة العامة لجبهة نساء مصر” والقيادي بالحزب الاشتراكي المصري، الدكتورة كريمة الحفناوي، وهي مؤيدة لجرائم الأسد وانقلاب السيسي، “الممارسات الأمريكية على سوريا والتي كان آخرها البدء بتنفيذ قانون قصير”.
وقالت الحفناوي إن “هذا القانون يمثل عنوانا للسياسة الأمريكية الاستعلائية ويعد جريمة حرب ضد الإنسانية”! متجاهلة آلاف الجرائم التي ارتكبها الأسد وحلفاؤه بحق ملايين المدنيين السوريين الأبرياء.
يذكر أن مثل هذه التصريحات صارت تثير ردود فعل غاضبة جداً من قبل مؤيدي الأسد الذين تطاولهم العقوبات مباشرة ويهددهم انهيار أسعار الصرف بفقدان أمنهم الغذائي، إذ يعتبرهم النظام مجرد أحجار شطرنج يقاتلون للدفاع عن بقائه، ويتاجر بهم في أزماته لكسب تعاطف دولي لم يعد ممكناً.
عذراً التعليقات مغلقة