ياسر محمد- حرية برس:
أعلن قائد ميليشيا “قسد”، مظلوم عبدي، انطلاق المرحلة الثانية من الحوار “الكردي- الكردي” بعد نجاح المرحلة الأولى، وفق زعمه. ويأتي ذلك في غفلة من الأطراف السورية كافة والتي تتبع لأجندات الداعمين والمتحكمين بمسار الأحداث في سوريا، علماً أن الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا تقودان حراكاً مكثفاً لإنشاء كيان كردي مستقل في شمال شرق سوريا.
وفي التفاصيل، أعلن القائد العام لميلشيا ””قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، بدء المرحلة الثانية من الحوار “الكردي- الكردي” في سوريا، وذلك بعد نجاح المرحلة الأولى، وفق زعمه.
ونقل موقع “عنب بلدي” عن عبدي، قوله عبر حسابه في “تويتر”، أمس الجمعة: “لقد مرت الخطوة الأولى من الحوار الكردي – الكردي بنجاح، وبدأت المرحلة الثانية”.
وأعرب “عبدي” (وهو رجل حزب العمال الكردستاني في سوريا) عن أمله في عمل طرفي الحوار “على أساس مستقبل وآمال الشعب الكردي وقضيته”، مضيفاً: “معاً سننتصر ونكتب التاريخ”! من دون أن يوضح على من سينتصرون!!.
وتقود الولايات المتحدة وفرنسا حراكاً مكثفاً لجمع الأطياف الكردية تمهيداً لتشكيل “كيان كردي” منفصل في شمال شرق سوريا، وهو ما تعارضه موسكو وأنقرة، إلا أن موسكو يمكن أن تستخدم هذا الملف في مفاوضاتها مع الأميركان والأوربيين على حصة أكبر في سوريا، وفق محللين، بينما تعارض تركيا بالمطلق إنشاء كيان كردي مستقل في سوريا، وهو أمر عندها يتعلق بـ”الأمن القومي” وغير قابل للتفاوض.
صحيفة “آيدن لك” التركية، قالت في تقرير لها هذا الأسبوع، إن واشنطن وضعت خططاً متكاملة لإنشاء الدويلة الكردية في سوريا، وأن عاصمتها ستكون مدينة “الطبقة” التابعة للرقة شرق سوريا.
وأوضحت الصحيفة أن واشنطن مع نهاية نيسان/ أبريل الماضي، وضمن خططها العسكرية والاقتصادية والإدارية، قامت بتسريع أعمال البنية التحتية لما يسمى “بالدولة الكردية” التي تخطط لإنشائها في الشمال السوري.
ونقلت الصحيفة عن مصادر محلية، أن البنتاغون قام بنقل قوات أمريكية ومعدات عسكرية وأسلحة من الأراضي العراقية إلى منطقة الحسكة في الشمال السوري، والخاضعة لسيطرة “الوحدات الكردية” المسلحة منذ 10 أيار/ مايو الجاري.
ونقلت الصحيفة عن المصادر نفسها، أنه بالإضافة إلى العسكريين الأمريكيين، تم جلب فرق من الخبراء في مجال النفط والغاز إلى شمال سوريا، لافتة إلى أنهم ليسوا أمريكيين فقط، بل أيضاً خبراء من كندا والسعودية والكويت، وسيباشرون مهامهم قريباً في حقول النفط بالقرب من الحسكة، وخاصة حقول “العمر” و”تاناك” و”الرميلان”.
وأضافت أنه بعد مرحلة الاستكشاف والأعمال الهندسية، تعتزم الولايات المتحدة للانتقال إلى مرحلة استخراج النفط.
وفي 25 نيسان/ أبريل الماضي، عقدت مباحثات سرية جمعت بين مسؤولين بالبنتاغون، وأعضاء من “الوحدات الكردية” المسلحة، والمجلس الأعلى الكردي في منطقة “عين العرب”، شارك فيها قائد ميليشيا “قسد”، مظلوم عبدي، والمبعوث الأمريكي الخاص لمحاربة “تنظيم الدولة”، “بريت ماكغورك”.
وركزت المحادثات على الجمع بين الأحزاب السياسية في عين العرب لتشكيل حكومة موحدة، فيما أوصى الأمريكيون بإنشاء وزارات لتنظيم الأنشطة الحيوية للمنطقة في أقرب وقت ممكن، كما تم اتخاذ قرار بتقسيم “كردستان السورية” إلى عدة مناطق إدارية.
كما أن فرنسا تنشط في ملف “توحيد الأحزاب الكردية”، إذ التقى وفد فرنسي مع “التحالف الوطني الكردستاني” المقرب من “حزب الاتحاد الديمقراطي”، في 3 من أيار/ مايو الحالي، وتكرر اللقاء عدة مرات خلال الشهر ضمن جهود دفع الحوار “الكردي- الكردي” الذي تعارضه أحزاب كردية ذات توجهات سورية وطنية، أو دينية، أو موالية لأنقرة.
وكان المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، اعتبر الأسبوع الماضي في مقابلة تلفزيونية، أن واشنطن تسعى إلى إنشاء كيان كردي جديد في سوريا، يضم أكراداً من أحزاب مختلفة.
عذراً التعليقات مغلقة