أمريكا العنصرية.. التي تنهار

محمد صبرا30 مايو 2020آخر تحديث :
أمريكا العنصرية.. التي تنهار

يهلل بعض الأشخاص لما يحدث في أمريكا من احتجاجات اتسمت بالعنف على خلفية مقتل مواطن أمريكي من أصل أفريقي على يد شرطي عنصري، ويرون في هذه الاحتجاجات بداية نهاية أمريكا.

وحده من لا يعرف معنى الحرية ولا كرامة المواطن ولا التضامن المجتمعي في مواجهة انتهاكات السلطة، يمكنه أن ينزلق إلى مثل هذا الموقف الغريب والعجيب فعلا.

فما يحدث في أمريكا من احتجاجات وإن اتسمت بعنف ندينه إلا أنه أيضا علامة بارزة على قوة المجتمع الأمريكي في الدفاع عن حريته وكرامته وحقوقه كمواطن، وهو دليل على قوة أمريكا كدولة وكأمة، فأن تكون قادرا على الاحتجاج لأن مواطنا آخر قد لا يربطك به أي علاقة تعرض لجريمة قتل عنصري فهذا يعني أنك تشعر بمواطنتك أولا وبأنك تنتمي لمجتمع موحد، لو كانت شعوبنا تفهم هذه الحقيقة وترى في أي انتهاك لحق أي مواطن انتهاكا لحقوق الجميع لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه من ضعف وهوان، ولو أن السوريين المؤيدين للمجرم بشار الأسد شعروا بأن اعتقال الأطفال في درعا في مطلع عام 2011 ، هو انتهاك لحقوق كل السوريين وكرامتهم لما تحطمت سورية ولما تشرد نصف أهلها واستشهد مليون من خيرة أبنائها.

وحدهم الأحرار يعلمون أن انتهاك حرية أي إنسان هو انتهاك لحرياتهم بغض النظر عن موقفهم وعن علاقتهم بالضحية، ما يحدث في أمريكا درس لشعوبنا ودرس لنا نحن السوريين بشكل خاص، حرية جارك هي حريتك وكرامته هي كرامتك والدفاع عن حرية أي مواطن هو دفاع عن حريتنا جميعا والاحتجاج على انتهاك أي حق لأي إنسان هو دفاع عن حقوقنا جميعا.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل