درعا بين صمت “الضامن الروسي” وتهديد مليشيات إيران

فريق التحرير25 مايو 2020آخر تحديث :

لجين المليحان – حرية برس:

باتت حوران قبلة الأنظار ومحط اهتمام الكثيرين، مع تصاعد الأحداث والتطورات في الآونة الأخيرة، وتوقعات بهبوب عاصفة تدور بها، وسط صمت من أطلق على نفسه لقب ضامن بعد اتفاقيات المصالحة، ناهيك عن صمتٍ دولي وإقليمي حيال تمدد إيراني في المنطقة، فإيران منذ أسابيع تعد العدة من خلال حشود عسكرية لاقتحام المنطقة، بذريعة البحث ﻋﻦ ﻗﻮﺍﺋﻢ ﻣﻄﻠﻮﺑﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﺒﻌﻮﻥ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺒﻬﻢ ﺳﺎﺑﻘﺎً لفصائل المعارضة، ولكن يبقى السؤال هل يلزم الروس الصمت حيال هذه الهجمة المتوقعة؟ وهل يدعمونها ضمنيا أم تضارب مصالحهم؟ ولم لا يقوم الروس بردع الأذرع الإيرانية؟ أسئلة يجيب عليها ضيف “حرية برس” السياسي السوري (نصر أبو نبوت ).

السياسي السوري نصر أبو نبوت

يقول (أبو نبوت) إن “الروس في الآونة الأخيرة منزعجون من الحالة الأمنية الموجودة في مناطق حوران خاصة والجنوب عامة، فلقد ‏أبلت اللجان الشعبية بلاء حسنا وجعلت الوضع غير مستقر بالنسبة للروس والنظام، كما أنه بسبب طلب الروس من الفيلق الخامس واللجان الشعبية المركزية تجنيد عناصر للذهاب إلى ليبيا والقتال مع قوات حفتر المدعومة من القوات الروسية الموجودة هناك، فكان موقف اللجان المركزية والأهالي حازم وبما فيهم أيضا الفيلق الخامس المتمثل بأحمد العودة والمحسوب على الروس رفض رفضاََ قاطعاًَ لهذا الموضوع لذلك هذا الامر أزعج الروس”.

‏ويضيف (أبو نبوت) أن “هناك تحفظات للروس من جانب إيران والنظام وتصرفاتهم وخاصة أن الاتفاق الأمريكي والروسي على المنطقة الجنوبية ينص على إخراج إيران من هذه المنطقة أو إبعادها بما لايقل عن 100 كم، فالإيراني هو متغلغل وموجود بالمنطقة الجنوبية لذلك هو أيضا يلعب على هذا الوتر، كما أنه يقول للأمريكي والإسرائيلي أنا لا استطيع أن أخرج الإيراني من المنطقة، وبأنه أصبح ذو وجود حتمي من خلال ادعائه بتشييع أهل المنقطة ويعتبر من الأهالي المحليين، بالإضافة لوجود أشخاص مجندين لصالح حزب الله والإيرانيين”.

ويوضح بأن هذه العوامل تجعل الروسي يحاول أن يعاقب الجهات المعارضة من لجان وأهالي من خلال موقفه الغير واضح والضبابي ولا يهمه مسألة كونه ضامن، فهو يدعي في الاجتماعات التي يجتمعها مع المعارضة بأن الأمر إعادة انتشار لقوات النظام على الحدود الاردنية من أجل حماية الحدود، ومن جهة أخرى يقول لهم إن النظام لديه مطلوبين بقضايا إرهاب وجنائية ولا نستطيع أن نقف أمامه عندما يريد ان يقوم بهجوم لجلبهم.

ويعتقد (أبو نبوت) أن الروس من جانب آخر يريدون أن يكون هناك استقرار في الجنوب، ويعلمون أكثر من غيرهم أن الوجود الإيراني هو عامل عدم استقرار في منطقة الجنوب، ولكن هم يريدون من جهة أن يبتزوا الطرف الإيراني أو طرف النظام ويريدون أن يبتزوا الجانب المعارض المتمثل بالأهالي واللجان، ولكن بذات الوقت عينه على الحدود مع إسرائيل ومع الأردن وإلتزاماته الأدبية بعدم السماح لإيران أن تكون لها شوكة كبيرة، فالأمر غير مرضي إن كان للجانب الإردني أو الجانب الإسرائيلي، فقد يقبل الإسرائيلي لأسباب مختلفة أن يكون الإيراني موجود تحت مظلة النظام مضبوط التصرفات.

وينوه إلى أن الإسرائيلي يثق بالايراني الشيعي أكثر من أبناء المنطقة، وهذه حقائق ثبتت طبعا ضمن حدود معينة، وليس ضمن الحدود الكبرى حتى لايصل لمرحلة أن السحر ينقلب على الساحر، فالإيراني إذا كان وجوده مضبوط ويتحكم بالأهالي لصالح إسرائيل أو لمصالحه الشخصية فهو على الرحب والسعة ولا انزعاج من وجوده فلذلك الروسي أيضا معني في عملية عدم وصول الإيراني لهذه المرحلة التي يكون فيها متمكن بشكل كبير.

ويلفت الانتباه إلى أن هناك جانب لايمكن إغفاله بما يتعلق بالموقف الروسي الذي يجعله دائما ضبابيا، ويجعله يقبل بهجوم محدود أو عملية عسكرية محدودة أيضا استرضاء مؤقت للنظام، لأن الروسي موجود ضمن سورية بتفاهمات دولية وهو معني ببعض الإلتزامات فلا يستطيع أن يكون خارج هذه الإلتزامات على طول الخط أو دائما.

‏ويتابع قائلا: لابد أن يرضي الأمريكي والأمريكي الآن مراقب للأحداث يضغط على الروسي في حال أن الأمر سيصل إلى تهديد الحليف الأردني بالوجود الايراني، وأيضا من خلال التموضع الإيراني المتخفي بالفرقة الرابعة بأن لايكون هناك عدد كبير من العناصر التي أتت من خارج سورية، فالإيراني مثلا جند أشخاص من العراق ولبنان وغيرها من الدول، فالحد الفاصل أن لايكون هؤلاء موجودين بكثرة بنسبة كبيرة في منطقة الجنوب أما إذا كان المجندين هم من أبناء المنطقة فلابأس في حدود معينة، الغير مرغوب فيه هو الميليشيات التي جاءت من خارج سورية في هذه المنطقة تحديدا هذا الأمر المعني فيه الروسي ولابد من أخذه بعين الاعتبار.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل