تركيا لمنع شرعنة “قسد” وتحجيم “راديكاليي” إدلب

فريق التحرير16 مايو 2020آخر تحديث :
مدرعة تركية تسير باتجاه نقطة مراقبة للجيش التركي في جنوب شرقي إدلب – عدسة: حنين السيد – حرية برس©

ياسر محمد- حرية برس:

قال وزير الخارجية التركي إن بلاده لن تسمح بشرعنة ميليشيات “قسد” الانفصالية في سوريا، من خلال عمليات دمج سياسي مع كيانات سياسية كردية أخرى، تقوم بها الولايات المتحدة وفرنسا، ومن قبلها روسيا، للتغطية على حقيقة “قسد”. وفي الوقت نفسه، قال وزير الدفاع، خلوصي آكار، إن بلاده مصرة على إنفاذ اتفاق إدلب الذي أبرمته مع روسيا في آذار الفائت، مشيراً إلى جماعات “راديكالية” متشددة تنشط في إدلب بهدف تخريب الاتفاق.

وفي التفاصيل، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس السبت، إن الولايات المتحدة تحاول دمج “ي ب ك” في المسار السياسي السوري تحت مسمى “السوريين الكُرد”.

وأضاف جاويش أوغلو في مقابلة على قناة “آ خبر” التلفزيونية مساء أمس، أن روسيا كانت مصرة على دمج “قسد” في العملية السياسية، قبل دخول “ي ب ك” بشكل كامل تحت سيطرة الولايات المتحدة الأميركية.

وأكد جاويش أوغلو أن تركيا ليست ضد الأكراد وإنما ضد التنظيم الإرهابي، وأوضح: “بعد أن فشلت بإنشاء دويلة في المنطقة، تعمل الولايات المتحدة هذه المرة على خطة الدمج في النظام السياسي، وخاصة أنهم يحاولون دمج المجلس الوطني الكردي مع ي ب ك”.  

ومنذ أسابيع خلت تمارس الولايات المتحدة وفرنسا ضغوطاً على “المجلس الوطني الكردي” للانسحاب من “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة” السورية، وتشكيل كتلة سياسية جديدة مع “قسد”، إلا أن الوطني الكردي رفض وبقي ضمن الائتلاف، مع دخول مكون كردي جديد إلى صفوف الائتلاف تحت مسمى “المستقلون الكرد”، الذين يرفضون بدورهم أي دور لميلشيات “قسد” في حاضر ومستقبل سوريا، كونها تنظيماً انفصالياً عرقياً.

من جانب آخر، وفي شمال غرب سوريا، تحاول “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً) فرض سيطرتها أكثر وأكثر على باقي المناطق المتبقية بيد المعارضة في إدلب وجوارها، مع عجز الفصائل العسكرية المعتدلة وداعمها التركي عن تحجيم دور “الهيئة” حتى الآن.

وأمس الجمعة، زار قائد “تحرير الشام”، أبو محمد الجولاني، مخيماً للنازحين في ريف إدلب، وسط انتشار أمني كثيف لعناصر الهيئة، وأظهرت صور متداولة “الجولاني” وهو يستمع إلى طلبات سكان المخيم ويدوّنها.

تأتي هذه الزيارة بعد أيام من زيارة “الجولاني” لمرضى في مراكز صحية بإدلب، وكأنه “حاكم” يتفقد أحوال الرعية! أو هذا ما يحاول الظهور عليه، بعد تصاعد المظاهرات الشعبية ضد “تحرير الشام” قبل أسبوعين على خلفية قرار الهيئة افتتاح معبرين تجاريين مع نظام الأسد.

وفي سياق قريب، قال وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، إن حركات “راديكالية” تحاول تعطيل اتفاق إدلب.

وأوضح آكار في مقابلة تلفزيونية، أمس الجمعة، أنه رغم وجود بعض الانتهاكات والتجاوزات؛ إلا أن وقف إطلاق النار يسري دون مشكلات، مشدداً على أن بعض المجموعات الراديكالية تحاول انتهاك الهدنة.

وأضاف آكار أن تركيا اتخذت تدابيرها بالتعاون مع روسيا ضد هذه الانتهاكات، مؤكداً أن هدف تركيا هو “ترسيخ وقف إطلاق النار بشكل دائم”.

وبعد اعتراضات واعتصامات على الطريق الدولي “إم4” (حلب- اللاذقية) ضد تسيير دوريات تركية روسية عليه وفق اتفاق إدلب الأخير، أجرت القوات التركية والروسية الخميس الفائت، الدورية المشتركة رقم 11 على الطريق الدولي “إم 4” بمشاركة قوات برية وجوية من الجانبين.

يذكر أن اتفاق آذار حول إدلب بين تركيا وروسيا، يتعرض لانتهاكات من قبل النظام غالباً تجاوزت 270 خرقاً، كما قام تنظيم “حراس الدين” قبل أسبوع بمهاجمة نقاط للنظام في سهل الغاب غرب حماة، موقعاً نحو 40 قتيلاً وجريحاً في صفوفه.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل