أي عصر من الانحطاط الإعلامي نعيشه اليوم في عالمنا العربي من المحيط إلى الخليج؟
هل من أحد يستطيع أن يفهمنا ما هو الهدف أو الغاية من برنامج رامز؟ وما هي القيمة التي يقدمها؟ وقد أصبح طقساً رمضانياً في الفضائيات العربية كل عام، برنامج حتى لو حاولنا أن نكذب على أنفسنا ونضعه ضمن قائمة البرامج الترفيهية الفارغة، يصعب علينا إقحامه ضمن هذه القائمة، برنامج لا يمكن أن يصنف ضمن أي مادة إعلامية إنسانية، لا يملك أدنى قيمة أو مقوم، هو مجرد برنامج عبثي ليس له أي مضمون أومحتوى أو هدف سوى السخافة، المحزن بالأمر وبالإضافة إلى كونه برنامجا فاسدا ومفسدا، أضف إلى أن صناعة هذه السخافة ليست مجانية وإنما تكلف ملايين الدولارات، والمحزن أكثر استقطابه لملايين الجماهير، مع كل أسف.
طبعاً ليس المقصود عنا رامز بعينه وإنما هو مجرد عينة لبرامج ومسلسلات ما أنزل الله بها من سلطان، ولا تقدم إلا في شهر رمضان الكريم، شهر الفضيلة أصبح شهراً للرذيلة في إعلامنا العربي.
هذا في الإعلام الهزلي وما أكثر قنوات الإعلام الهزلي في عالمنا العربي اليوم، ولو ذهبنا إلى الضفة الأخرى في الإعلام الجاد، أيّ سقطة وأية سقاطة وقعت فيها قناة الجزيرة، القناة التي لطالما تقدم نفسها القناة الأولى عربياً في الدفاع عن حقوق الشعوب المظلومة، حتى تتحفنا ببرنامج رموز عبر “بودكاست” وتقدم المجرم قاسم سليماني رمزاً و بطلاً تاريخياً، لن يتكرر، بطلاً أمضى حياته في الحروب ، لم يترك عدواً “من أبناء جلدتنا وأمتنا” إلا قارعه وصرعه، وهو يتقدم من نصر إلى نصر، حتى أني توقعت في ختام البرنامج أن يطلقوا عليه “سيف الله المسلول في العصر الحديث”.
“أنا قاسم سليماني الجندي الذي كرس حياته لخدمة الإسلام والثورة الإسلامية وعزتها وكرامتها، أنا سليماني الجندي المجاهد في سبيل الله الإسم الذي يهابه الشيطان الأكبر” اقتباس مما جاء في تقرير قناة الجزيرة رموز (بودكاست).
نعم، لا أحد يستطيع أن يشكك ببطولات ذلك “البطل” المجرم، وهو يتبختر فوق أشلاء وجثث أطفال حلب والموصل.
نعم، لا أحد يستطيع أن ينكر ذلك “البطل” المجرم الذي كرس حياته لخدمة الإسلام والثورة الإسلامية، كيف لا وهو لم يترك مسجداً في سوريا أو في العراق إلا و هدمه فوق رؤوس المصلين فيه، ولم يترك ثورة من ثورات الأمة إلا وحاربها.
نعم، لا أحد يستطيع أن ينكر قائد فيلق القدس والذي يخافه الشيطان الأكبر كيف أمضى حياته مجاهداً على طريق تحرير القدس فانطلق من طهران إلى بغداد ومن بغداد إلى بيروت ودمشق ومن ثم إلى صنعاء.
لم يكتف التقرير بإلقاء الضوء على حياة “البطل” في هذه الدنيا الفانية، بل ذهب إلى العالم الآخر، لينقل لنا حياة الشهيد الخالد في جنان الخلد “الحمد لله الذي طهر قلبي من حب الدنيا و رزقني الشهادة في سبيل الله”.
فحسب مواد الإعلام العربي هذه هي الخيارات المتاحة أمام أجيال الأمة، لكي تختار قدوتها، ما بين رامز وبين الرمز سليماني!
عذراً التعليقات مغلقة