ضربة قاتلة – قصة: لبابة الهواري

لبابة الهواري7 مايو 2020آخر تحديث :

كان الألم قد امتدّ ليشمل جسدي كله، دخلت إلى غرفتي وأنا بكامل التعب، أجر أقدامي جرًا، بالكاد اتنفس.. استندت إلى الجدار

وأمسكت السكين المنغرس في قلبي من جديد أحاول سحبه؛ لكنني وللمرة التي لم أعد أذكر رقمها فشلت

تنهدت بصعوبة وأنا أقاوم البكاء وأجمع كل قوتي محاولًا سحب السكين، ولم أفلح

كانت هيام بالغرفة المجاورة لي.. تصل عادة قبل وصولي من المدرسة.. ناديتها بصوت مخنوق

– هيام.. هيام

لم تسمع، ربما سمعت وتجاهلت صوتي

– هيام.. أحتاج مساعدة.. أرجوك

بقيت هادئًا لدقائق.. لم تأتِ

أغمضت عيني وثبت كفيّ على مقبض السكين واستجمعت كل القوة لأسحبه.. لكنه لم يتحرك من مكانه بقي عالقًا في قلبي يضرب كل جسدي بنصله الحاد.

تلك اللحظة استسلمت للبكاء، كنت وحيدًا إلا مني والألم يزداد وتيرة

لم يساعدني أحد، لن أنسى تجاهلهم لي وضحكهم مني وأنا أنزف متألمًا

حتى مجدي صديقي المقرب حين أشرت له مكان السكين؛ ابتسم وربّت على كتفي وقال: ستنسى ألمك لا تقلق!

لم أفهم لمَ تصرف الجميع بغرابة حين صرخت وأنا أتلقى الضربة في القلب.. قهقهة فؤاد المشاغب لا زالت في أذني.. وهمسات الآخرين وضحكاتهم.. كلها أتذكرها!

حتى أبو عبدو حين توقفت بجانب دكانه في الطريق للمنزل وطلبت منه مساعدتي لإخراج السكين؛ عبس ورد بنزقٍ: لا وقت لدي للمزاح التافه!

ازداد بكائي وأنا أشعر بالوحدة والاختناق

في تلك اللحظة فتحت أمي الباب..

تحولت يدي من مقبض السكين إلى وجهي بحركة سريعة لأمسح دمعي.. اندسست تحت الغطاء حتى لا ترى السكين.. لن تصدقني

بادرت أنا: ليس بي شيء ولا أريد الحديث

اقتربت مع ابتسامة: إذن لماذا تبكي؟

بقيت صامتًا

– أخبرني

– لن تصدقي

– بلى سأصدقك

ترددت.. لكن الألم جعلني أنطق بدون وعي بكلمات سريعة

– لقد رشقني بسكين في قلبي

حاولت أمي إخفاء صدمتها وهي تسأل من؟

– ومن غيره.. الأستاذ

بدا العجز على وجهها “ماذا قال هذه المرة؟”

– رماني بسكين

لم أسمع كلمات المواساة التي قالتها قبل أن تقبلني وتخرج

سمعتها تقول لأبي: “اتركه سيهدأ يبدو أن أستاذه ضايقه قليلًا”.. وصلني صوت ضحك هيام وهي تقول:

“لذلك لم أرد عليه عندما ناداني.. قصصه سخيفة !”

نهرتها أمي .. وغابت أصواتهم عني تمامًا وبقي صوت السكين الذي رماني به الأستاذ يتردد كل ثانية

” أنت غبي.. أنت غبي”.

التعليقات تعليق واحد

عذراً التعليقات مغلقة

  • نورة المهندي
    نورة المهندي 8 مايو 2020 - 12:56

    جميلة القصة .. الكلمة الجارحة تبقى عالقة في الذاكرة.
    لابد للتربويين ان يكونوا اكثر انتباها لما يصدر عنهم.

عاجل