ياسر محمد- حرية برس:
تواصل وسائل الإعلام الروسية المقربة من الحكومة توجيه رسائل سلبية عن رأس النظام السوري “بشار الأسد”، فيما يبدو تمهيداً لفض تحالف موسكو معه والتخلي عنه، وهو ما يكفي تماماً لإدانته دولياً، إذ إن روسيا هي الحامي الوحيد له ولنظامه في المحافل الدولية.
وفي تصعيد جديد ضد “الأسد” باتت الصحافة الروسية تظهره “عبئاً” على موسكو.
واليوم الأربعاء، نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” تقريراً لـ”المجلس الروسي للشؤون الخارجية”، المقرب من الكرملين، سلط الضوء على “مسعى روسي أكثر جدية لإحداث تغييرات في سوريا”، وتحدث عن “توقعات بتوصل روسيا وإيران وتركيا إلى توافق على الإطاحة بالأسد وإقرار وقف شامل للنار، مقابل تشكيل حكومة انتقالية تضم أطرافاً من النظام والمعارضة والقوى الديمقراطية”. وعزّز التقرير التوجه الذي أثارته أخيراً حملة إعلامية وسياسية وصفت الأسد بأنه “فاقد للشعبية وغير قادر على الإصلاح”.
المجلس الروسي الذي نشر التقرير يديره وزير الخارجية الأسبق إيغور إيفانوف، ويحظى بحضور مرموق وسط الأوساط البحثية والسياسية الروسية. وقبل أيام، نشر مقالة لسفير روسي سابق انتقد فيها بقوة “حجم الفساد وأخطاء القيادة السورية (نظام الأسد) وانفصالها عن الواقع السياسي والعسكري”.
ووفقاً للتقرير، فإن “شكوكاً تتزايد لدى موسكو بأن الأسد لم يعد قادراً على قيادة البلاد وأنه يعمل لجر موسكو نحو السيناريو الأفغاني، وهو احتمال محبط للغاية بالنسبة لروسيا”.
مسار موسكو- دمشق يتصدع
صحيفة “لوتان” السويسرية، تناولت تصدع العلاقة الجلي بين نظام الأسد وحليفه الروسي، في مقال لإيمانويل غرينزسبان، منطلقاً من مقال للسفير الروسي السابق في دمشق ألكسندر أكسينيونوك، حيث قالت إنه يعكس الإحباط الروسي المتزايد من رأس النظام بشار الأسد.
السفير السابق الذي اتهم نظام الأسد بالفساد والدكتاتورية وعدم القدرة على إدارة المعركة، تبعته عدة مقالات وتقارير تدين نظام الأسد وتهاجم فساده وضعفه.
وترى صحيفة “لوتان” أن عدم مرونة الدكتاتور السوري “بشار الأسد” أحبط جميع مبادرات الدبلوماسية الروسية لبدء حوار سياسي مع المعارضة، كما أن جهوده الدائبة للسيطرة على محافظة إدلب وانتزاعها من الثوار المدعومين من تركيا، كانت أسوأ من ذلك، حيث أدت إلى اشتباكات مباشرة بين الأتراك والروس في أواخر فبراير/شباط الماضي، وكادت تتحول إلى حرب كبيرة لولا تجنب ذلك من خلال مكالمة هاتفية بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان.
ونتيجة لذلك -تقول الصحيفة- تشعر موسكو بالغضب من رؤية بشار الأسد يناور بين مؤيديه المختلفين، بما فيهم إيران ودولة الإمارات في الفترة الأخيرة، بعد أن أعادت فتح سفارتها في دمشق عام 2018.
إيران.. رهان “الأسد” الفاشل
منذ ظهور الأزمة بين روسيا ونظام الأسد، بدا واضحاً أن النظام يتوجه أكثر فأكثر نحو الحليف الإيراني، على أن هذا الرهان لا يبدو في حالة مثلى، مع انهيار إيران اقتصادياً، وتلقيها ضربات موجعة ومتصاعدة من “إسرائيل” التي تصر على اقتلاعها من سوريا نهائياً، وهو أيضاً القرار الأميركي الذي أكده اليوم وزير الخارجية مايك بومبيو الذي أكد ضرورة خروج إيران من كامل الأراضي السورية، وليس فقط من مناطق الجنوب القريبة من حدود “دولة الاحتلال”.
إلا أن نظام الأسد يتمسك بآخر الحلفاء على الرغم من تهالك وضعهما اقتصادياً.
وفي آخر أسهم نظام الأسد الموجهة لصدر موسكو، أعلن وزير النفط في نظام الأسد التعاقد مع إيران للتنقيب عن النفط في منطقة البوكمال في دير الزور.
ورأى محللون في الخطوة رسالة لروسيا مفادها أن إيران هي حليف دائم وبديل عن أي طرف آخر.
لكن النظام يعلم أيضاً أن إيران غير قادرة على حماية نفسها، وبالتالي هي ليست خياراً بل اتجاهاً إجبارياً يسلكه النظام باتجاه التهلكة!.
عذراً التعليقات مغلقة