مخلوف والأسد ولعبة المصالح

محمود أبو المجد6 مايو 2020آخر تحديث :
محمود أبو المجد

ليس بغريب ما يحصل من خلافات في الدائرة الضيقة لآل الأسد والتي تتمثل بخلاف واضح بين رجل الأعمال رامي مخلوف وبشار الأسد، لكن الغريب هو ردة الفعل للجمهور المتابع لهذه الخلافات. “مخلوف” والذي عرف بولائه المطلق للنظام، وربما هو أحد أركان هذا النظام، والذي لعب دوراً كبيراً في الحفاظ على بقاء الأسد على سدّة الحكم حتى اليوم.

والجمهور الذي تفاجأ بهذه الخلافات لم يعد للتاريخ الذي يؤكد أن آل الأسد لا صاحب لهم، بل قد يخون الأخ منهم أخاه خوفاً على كرسيه، ولم يصل حافظ الأسد الأب للحكم إلا عقب خيانته لأصدقائه، فهو الذي اعتلى على عرش سوريا عقب خيانته لصلاح جديد والذي أوصله لوزارة الدفاع، لكن الأسد الأب لا عهد له ولا ذمة ما لبث أن قام بانقلاب عسكري على صلاح جديد دخل على إثرها السجن، ومن هنا بدأت ملامح نكران الجميل تظهر على هذه العائلة.

وكما طعن حافظ بصديقه، طعن أيضاً بأخيه رفعت والذي دافع عن ملكه وقتل الآلاف في مجزرة لا ينساها التاريخ وهي مجزرة حماه عام 1982، واستمر الأسد الأب بنكران الجميل وأمر بنفي رفعت خارج البلاد.

وكانت الخيانة ونكران الجميل وراثة يتناقلها أفراد هذه الأسرة، لتصل ليومنا هذا بعدما ضرب بشار الأسد عرض الحائط كل صلات القرابة والصداقة مع رامي مخلوف، وهو الذي دفع ملايين الدولارات لتشكيل فصائل تشبيحية تدافع عن حكمه، ولم يتعظ مخلوف من الذي سبقوه بدءاً من صلاح جديد وانتهاءً برفعت الأسد، ليكون هو ضحية آل الأسد ويوضع على الرف.

ومما سبق نعلم أن لعبة المصالح هي الغالبة عند هذه العائلة، فلا غرابة من طعنهم لأي شخص وأياً كانت التضحيات التي قدمها في سبيل حمايتهم، فهم سيرمونه عند أول مطب، وبعد انتهاء المصلحة معه.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل