احتقان في الساحل.. و”فورد” لا يتوقع انهياراً قريباً للنظام

فريق التحرير5 مايو 2020آخر تحديث :
AFP Photo

ياسر محمد- حرية برس:

تتوالى ردود الأفعال والتعليقات محلياً وعالمياً على الخلاف الكبير الذي يعصف بصف نظام الأسد، والذي جاء على أعلى مستوى بين أكبر رجل أعمال صنعه نظام الأسد (رامي مخلوف) وبين رأس النظام بشار الأسد وزوجته أسماء الأخرس.

وبعد فقدان مخلوف وسائل الاتصال مع ابن عمته (بشار الأسد) لجأ إلى تسجيلات مرئية بثها على مواقع التواصل الاجتماعي، متذللاً لبشار حيناً ومهدداً حيناً آخر، وهو ما أثار اهتمام السوريين كافة، موالاة ومعارضة، وكذلك وسائل الإعلام العالمية والعربية، التي رأى بعضها في الخلاف نهاية النظام، ورأى آخرون أن النظام أكثر صلابة من أن تودي به هذه الأزمة.

“فورد”: الخلاف لن يحقق انتقالاً سياسياً قريباً  

السفير الأميركي السابق لدى سوريا والباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، روبرت فورد، قال في مقال نشرته صحيفة الشرق الأوسط اليوم الثلاثاء، إن الخلافات بين رامي مخلوف ورأس النظام بشار الأسد لن تفضي إلى حل سياسي قريب في سوريا.

وأوضح فورد في مقاله: “من جانبي، لا أتوقع أن تسهم الانقسامات داخل النخبة السورية الحاكمة في تحقيق انتقال سياسي قريباً. لقد كنت طالباً في القاهرة عام 1984، عندما حاول رفعت الأسد الانقلاب ضد شقيقه حافظ. في ذلك الوقت، لم يتدخل الروس، ونجح حافظ في الإبقاء على مقاليد السلطة بيده”.

واستشهد “فورد” بحالات مشابهة حصلت خلال سنوات الثورة، ولم تؤدِ إلى انشقاقات واضحة أو انهيار ظاهر في بنية النظام وفق رأيه، وتحدث عن تلك الحالات قائلاً: “شقيق رامي، حافظ مخلوف، كان مسؤولاً رفيعاً في جهاز الأمن العام؛ لكنه غادر البلاد عام 2014 بعد خلاف مع آل الأسد. ويعتقد كثيرون أن التفجير الذي وقع عام 2012، وقتل عدداً من كبار المسؤولين السوريين، بينهم وزير الدفاع وزوج شقيقة بشار، آصف شوكت، كان مدبراً من قبل مجموعة داخل النظام مناوئة لمجموعة آصف. لا أعلم الحقيقة؛ لكن أرملة شوكت وشقيقة الأسد، بشرى، فرت إلى دبي. ومع هذا، وعبر كل ذلك ظل آل الأسد في سدة الحكم. الأهم من ذلك، أن جهاز الأمن ظل موالياً لبشار. ويوحي حديث رامي عبر “فيسبوك” بأن بشار يعي أنه يجب عليه الاحتفاظ برضا أوغاد المخابرات”.

احتقان وحواجز ويد على الزناد في الساحل

الوقائع على الأرض لا تؤيد كلام “فورد” كثيراً، فهذه المرة الأمور تختلف عما قبل، لجهة أن رامي مخلوف هو هرم الأعمال في نظام الأسد وفي “الطائفة العلوية” التي حقق فيها نفوذاً متصاعداً ومستمداً من إرث عائلي قديم حاول آل الأسد طمسه.

رامي هدد بخراب قادم وعقاب في حال لم تحل الأمور كما يريد، ليرد النظام باعتقال عدد من مديري وموظفي شركاته، وهو ما نقل الاحتقان إلى مركز ثقل “الطائفة” في الساحل السوري.

وأمس عمدت أجهزة النظام الأمنية، برفقة قوات روسية، إلى اعتقال 7 مديرين وتقنيين من شركات مخلوف في اللاذقية وطرطوس، وفق وسائل إعلام محلية، وأكدت مصادر محلية متطابقة “شن حملة اعتقالات لمديري وموظفي (جمعية البستان) العائدة ملكيتها لرامي مخلوف”.

ونقل ناشطون أن طرقاً واصلة بين قرى الساحل شهدت وجوداً مكثفاً لدوريات أمنية وميليشيات من الطرفين، ونقل حساب العميد المنشق أحمد رحال على تويتر عن ناشطين أن “طريق كلماخو- بكراما -بشلاما- نيني – نيننتي- طريق الجوبة القرداحة- جبلة بستان الباشا -الحويز- مفرق جبلة بيت ياشوط. طريق الساحل الغاب- كل الطرقات امتلأت بالدوريات المختلفة من الأمن العسكري والمخابرات الجوية.الوضع متوتر جداً بين مؤيدي بشار ومؤيدي رفعت ومؤيدي مخلوف”.

كما ظهر بشكل جلي انقسامات في أوساط المؤيدين الذين يعلمون بأن هذا الخلاف سيؤثر عليهم بشكل مباشر.

واليوم ظهرت أولى تأثيرات تهتك بنية النظام وخلافات مخلوف- الأسد، حيث هبط سعر صرف الليرة السورية إلى مستوى غير مسبوق، وكاد يلامس مستوى 1500 ليرة سورية مقابل الدولار.

وما يعزز لدى الموالين خاصة وداعمي الأسد عامة بعجزه وهزيمته، حديثه أمس الثلاثاء عن عجز “دولته” الكامل في مواجهة “كورونا” وضعف البنية الطبية والصحية وعدم قدرتها على مواجهة الوباء… متجاهلاً أن جيشه وحلفاءه دمروا البلد ومؤسساته الصحية والإنسانية والخدمية!.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل