ياسر محمد- حرية برس:
يتواصل الصراع “الإسرائيلي- الإيراني” على الأراضي السورية، ويزداد ضراوة مع إصرار إيران على امتلاك خط بري يصل طهران بدمشق وبيروت، ومحاولات “إسرائيل” الدائمة والناجعة حتى الآن في تدمير وقطع هذا الطريق.
إلا أن هجمات “إسرائيل” على الأهداف الإيرانية في سوريا، لا تستهدف تقليم أظافر إيران أو تحجيم وجودها وحسب، بل “اقتلاع المزروعات الإيرانية من الحقل السوري”، وهو الهدف الذي حددته “إسرائيل” لعملياتها العسكرية ضد إيران، وفق ما قال خبير الشؤون العسكرية في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أليكس فيشمان، في مقال له نقلته “عربي21”.
وقال فيشمان إن “سلسلة الهجمات المنسوبة لإسرائيل في سوريا، في نيسان/أبريل الماضي، تظهر كسياسة مرتبة ومخطط لها”.
وأضاف: “هي ليست ردود فعل على خطوة إيرانية، بل أعمال مبادر إليها، غايتها اقتلاع مزروعات إيرانية نبتت في الحقل السوري، تشمل: نشر ميليشيات مؤيدة لإيران في الجولان، استئناف نشاط حزب الله في لبنان، قيادات، مخازن عتاد عسكري وغيرها”.
وبعد توقف أو هدنة مؤقتة بسبب انشغال الطرفين بوباء كورونا المستجد، أكد فيشمان أن “إيران تحاول العودة إلى الحياة الطبيعية ما قبل أيام كورونا في سوريا، وإذا كانت حتى نهاية آذار/مارس الماضي تنقل بطائرات الحرس الثوري عتاداً طبياً من الصين إلى طهران، فمنذ بداية نيسان/أبريل، عادت هذه الطائرات لتهبط في دمشق، وفي بطنها عتاد عسكري”.
وزاد: “من جديد وصلت معدات مختلفة من إيران، وطائرات النقل السورية عادت للطيران إلى إيران، كما عادت الآلة الإيرانية لتحريك دواليبها بسوريا، ولكن بتعثر، بعد أن تلقت 3 ضربات قاضية؛ أزمة كورونا، وتواصل العقوبات الأمريكية الشديدة، إضافة لأزمة أسعار النفط”.
ميليشيا إيرانية جديدة للسيطرة على دير الزور
حديث المحلل الإسرائيلي عن عودة نشاط إيران العسكري في سوريا، ظهرت تجلياته سريعاً، فغير العتاد الذي عاودت إرساله لميلشياتها، فإن نظام الملالي أرسل ميليشيا جديدة إلى دير الزور لتعزيز سيطرته على أجزاء منها، فقد نقل موقع تلفزيون سوريا عن موقع عين الفرات قوله إن معلومات مسربة أكدت دخول ميليشيا “لواء المنتظر” العراقية إلى مدينة البوكمال وبدأت بالانتشار في منطقة الفرات السورية، وذلك بعد تدريبها على قتال الشوارع في منطقة المشاريع ببادية القائم في العراق.
وأضاف الموقع أن أمر تشكيل هذه الميليشيا جاء من قائد ما يسمى “فيلق القدس”، إسماعيل قآني، وذلك بعد مقتل القائد السابق للفيلق الإرهابي قاسم سليماني، وتم تجميع عناصر الميليشيا الجديدة من سوريا والعراق وإيران بهدف الانتقام لمقتل سليماني.
وأشارت المعلومات المتوفرة إلى أن تعداد عناصر الميليشيا حوالي 400 مقاتل، منهم 35 من الساحل السوري، ومعظمهم كانوا مقاتلين ضمن قوات النظام وتم إرسالهم إلى لواء “المنتظر” بناء على تنسيق مع “الحرس الثوري” الإيراني في دمشق.
أما عناصر ميليشيا “لواء المنتظر” الأجانب فقد دخلوا إلى الأراضي السورية في 10 آذار الماضي، إذ دخل حوالي 300 مقاتل وانتشروا في مواقع بالبوكمال والميادين، وتمركزوا في مواقع الفوج 47 التابع للحرس الثوري الإيراني.
يذكر أن إيران تستميت للسيطرة على طريق بري يمر من البادية السورية وصولاً إلى دمشق، لذا ركز “فيلق القدس” نشاطه ونشاط ميليشياته في دير الزور وبادية حمص وريف دمشق.
عذراً التعليقات مغلقة