من هو مرشحك كرئيس جديد لسوريا؟

معاذ عبد الرحمن الدرويش2 مايو 2020آخر تحديث :
معاذ عبد الرحمن الدرويش

ما بين الجد والهزل يطل علينا عبر وسائل التواصل الإجتماعي شخصيات ترشح نفسها أو ترشحها أشخاص أو جهات ما لرئاسة سوريا، هذا الأمر بعيداً عن هزليته وجديته هو بحد ذاته انتصار كبير لثورة الشعب السوري، وقهر كبير للأسد ونظامه الذي اعتبر أن سوريا مجرد مزرعة ورثها عن أبيه وأن شعبها مجرد عبيد يخدمونه هو وعائلته وإلى الأبد.

لكن المشكلة تكمن في العقل الباطن لدينا جميعاً نحن كسوريين، ولمجرد ذكر سوريا بعد آل الأسد يتبادر لذهن كل واحد منا من هو الشخص الذي سيحكمنا ويحكم سوريا، وهذا بحد ذاته يعتبر عائقاً كبيراً أمام أي خطوة صحيحة تسير بنا إلى الأمام، في خط سوريا الجديدة سوريا الحرة، لكن هذا الفكر ربما يكون نتيجة طبيعية ونحن كشعب سوري معتقلون منذ خمسين عاماً في زنازين آل الاسد، وحيث كانت صور العائلة المجرمة من الأب الى الأبناء معلقة على جدران وأسقف كل زنزانة وكل بيت في سوريا، وعلى مدار الوقت لا نسمع إلا كلمة الأسد الأسد الأسد…

فأصبح لدى المواطن السوري انطباع فكري وبشكل لا إرادي بآل الأسد، وتأكيداً على ذلك وعلى سبيل الطرفة حدثت قصة حقيقية في زمن المقبور حافظ، عندما سأل المعلم أحد التلاميذ: اذكر لي إسم رئيس عربي رجعي، وبدون أي تفكير أو تردد أجاب الطالب حافظ الأسد، ضحك المعلم لكي يتجاوز الإحراج وقال: أريد اسم رئيس عميل أكد الطالب مرة ثانية أنه حافظ الأسد، فالطالب مجرد سمع كلمة رئيس، وبشكل بديهي ذهب فكره إلى صورة المقبور”حافظ”.

فإياكم أيها السوريون أن تفكروا بمن سيحكم سوريا -كشخص- من بعد آل الأسد أيا من يكون، حتى لو نزل ملاكاً من السماء.

الذي سيحكم سوريا من بعد آل الأسد القانون والمؤسسات، وعندما تحكم الدولة القوانين والمؤسسات فليأت من يأتي بعد ذلك كل من له هواية بالرئاسة، فلا ضير ولا خوف.

يجب علينا تحويل منصب الرئيس الى منصب فخري بدون أي صلاحيات سياسية أو غيرها، وتستلم الحكومة -كمؤسسة- دفة حكم و قيادة البلاد، ويجب علينا أن نثبت في الدستور بأن تكون الدورة الرئاسية لفترة واحدة فقط وبدون تمديد مهما كان.

ما المانع أن يكون رئيس سوريا الجديد بائع خضار أو صاحب محل فلافل أو مزارع كادح أو تاجر صغير؟ ليس انتقاصاً من مهنة معينة، وإنما هذه الحقيقة التي نبحث عنها، فالبلاد لا تحتاج إلى سياسي محنك بقدر ما تحتاج إلى مواطن يشعر بجوع الآخرين، يشعر بكد الآخرين، نحن بحاجة إلى رئيس أن يكون إنسان بدون أية إضافات أو رتوشات أخرى.

لكن اليوم صفقوا لكل من يريد أن يصبح رئيساً لسوريا، أوصلوا رسالة الى النظام المجرم وعلى رأسهم بشار القاتل، أننا نحن مع أي رئيس يأتي من بعدك، حتى لو كان الشيطان.

صدقوني أن هذه المناشير ترعب النظام وتقض مضجعه، متى كان يسمح للسوري أن يفكر مجرد تفكير بأن يصبح رئيساً لسوريا.

إياكم أن تعترضوا أو تسخروا من أحد أيا كان؛ صفقوا للجميع وليمت بشار الأسد وعائلته ونظامه بغيظهم.

هذه سوريا العظيمة، و ليست سوريا الفسد، سوريا لكل السوريين و ليست ملكاً لأحد.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل