سـامح سـلامة – القاهرة – حرية برس:
يشكو المصريون، الذين يعيش الملايين منهم تحت خط الفقر، من صعوبة العيش بعد قفزات متتالية في أسعار السلع والخدمات والدواء، وعدم قدرتهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية بجانب إعلان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن ارتفاع تضخم أسعار المستهلكين بالمدن المصرية الى 0.6 بالمئة خلال شهر آذار مارس مقابل صفر بالمئة في شباط فبراير، وتراجعه على أساس سنوي إلى 5.1 بالمئة من 5.3 بالمئة.
وتراجع متوسط الإنفاق الكلي للأسرة داخل مصر إلى 51 ألفا و400 جنيه في 2017-2018 وفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ويبلغ متوسط الدخل السنوي للأسرة 58 ألفا و900 جنيه بحسب أحدث البيانات المعلنة حتى الآن.
وبحسب بيان صادر عن “الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء” فإن أسعار اللحوم والدواجن ارتفعت بنسبة 2.4 بالمئة والفاكهة 3.7 بالمئة.
وقالت (هدي وجدي) وهي من سكان محافظة الجيزة لـ”حرية برس”: أصبحنا نعاني من ارتفاع الأسعار في مصر بجانب الشراء المكثف حتى أصبح الضعف ضعفين من جانب البائع بسبب حظر التجوال والخوف من فيروس كورونا الذي أصاب المصريين حتى أصبحنا في غير مأمن.
وأضافت (وجدي) في الحقيقة ظروفنا أصبحت في الحضيض لتدني لمستوي المعيشة خصوصاً بعد إغلاق المحل لدينا منذ الساعة 9 مساءً حتى 7 صباحاً، حتي قرر زوجي اغلاق محل “الكشري” لديه لعدم توفر يوميات كافية لمعاونيه ولا نعلم كيف يكون حالنا في شهر رمضان الكريم.
وخلال جولة تصويرية لمراسلنا في إحدى الأسواق المصرية قال ”مروان رجب لـ ” حرية برس” وهو من سكان القاهرة “إن أسعار الخضراوات أصبحت مرتفعة بشكل جنوني خلال تلك الأزمة المنتشرة لوباء كورونا حيث يستغل التاجر حظر التجوال بمصر ويقومون برفع الأسعار عن ما كان عليه قبل أزمة فيروس كورونا”.
يشار إلى أن مصر تشهد ارتفاعا في أسعار الخضراوات واللحوم وبعض السلع الغذائية خلال الأسابيع الأخيرة وسط تداعيات من مخاطر فيروس كورونا وحظر التجوال، ما دفع الجيش المصري وحكومة مصطفي مدبولي للتدخل لتوفير المنتجات الأساسية بأسعار أقل من السوق من خلال عربات في مختلفة داخل المدن والقرى للحد من ارتفاع الأسعار.
وكانت الحكومة المصرية برئاسة رئيس الوزراء المصري ”مصطفي مدبولي” قررت صرف منحة قدرها 500 جنيه للعمالة المؤقتة التي تضررت من تداعيات فيروس كورونا لمدة ثلاثة أشهر لكنها لم تعلن بعد عن أعداد المتقدمين للمنحة أو آلية صرفها، وهو ما يتساءل المواطن المصري عن كيفية الحصول عليها.
نقص في الأدوية والعقاقير الطبية
الدكتور أحمد راضي من سكان القاهرة قال لـ”حرية برس” أصبح لدينا نقص في الأدوية بجانب نقص العقاقير وأصبحنا نعاني من تقلبات الاسعار فيما وفي الوقت نفسه، يقوم بعض الموزعين بتخزين الادوية لديهم، كما كان من الصعب العثور على الادوية المحتوية على هيدروكسي كلوروكين منذ ان اقترحت وزارة الصحة كعلاج تجريبي لفيروس الكورونا، ولكن هيئة حكومية مختلفة – هيئة المخدرات المصرية، تحت رئاسة الوزراء – حذرت من استخدامه بالإضافة لنقص حاد بالأدوية وهو ما يعاني منه المريض ،حيث أصبحت أسعار الادوية مرتفعة بالنسبة للمواطن، وفي المقابل لا يستطيع المندوب توفيرها لنا بسبب شحها من الأسواق بجانب الالتزام بتعليمات عدم السير في حظر التجوال .
وأضاف (راضي) نشهد حالياً ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار المعقمات والكمامات واللوازم الطبية التي نقوم ببيعها ، وذلك عقب انتشار فيروس كورونا.
وكشف الطبيب أن سعر علبة الكمامات التي تحتوي على 50 قطعة تباع جملة بـ230 جنيه مصري، وتباع القطعة الواحدة بـ7 جنيهات أو أكثر، كما أن الأسعار تختلف بين يوم وآخر.
وأضاف (راضي) علينا اتباع الإرشادات التي أعلنتها وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية فيما يخص النصائح الطبية للحد من انتشار وباء فيروس كورونا الذي قد يكون وبالاً علينا في حال انتشاره.
ورغم توفير الجيش المصري أعداد كبيرة من السيارات التي تجوب جميع أنحاء البلاد وخاصة المناطق الشعبية والفقيرة لبيع اللحوم والدواجن والسلع الأساسية بأسعار مخفضة في محاولة لتخفيف العبء عن المواطنين، حيث يتراجع متوسط الإنفاق الكلي للأسرة المصرية إلى 51 ألفا و400 جنيه في 2017-2018 وفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ويبلغ متوسط الدخل السنوي للأسرة 58 ألفا و900 جنيه وفقا لأحدث بيانات معلنة.
رمضان مختلف
يستقبل المصريون شهر رمضان، بحال غير حال كل عام، حيث يحل الشهر الكريم هذا العام في ظل انتشار وباء فيروس كورونا المستجد، حيث يتم أغلقت المساجد في ظل حظر تجوال مفروض على البلاد، وتعذر إقامة صلاة التراويح بالمساجد، ووجب التباعد الاجتماعي للحد من انتشار الفيروس، والتقليل من العزائم والولائم العائلية.
وعن أجواء رمضان يخبرنا العم (شعبان منصور) وهو من مدينة بني سويف ويشتهر بصناعة القطائف والكنافة منذ أكثر من 35 عاماً، أن “الإقبال على شراء الكنافة والقطايف هذا العام من قبل الزبائن ضعيف جداً بسبب التباعد وتجنب العزومات لانتشار وباء كورونا بجانب قيام الحكومة بإجبارنا على اغلاق المحلات التزاماً بالحظر” ،وتعد القطائف والكنافة من الحلويات المشهورة التي تتناسب مع الجو الرمضاني داخل مصر و”تعد الكنافة من المأكولات الخاصة والمميزة في شهر رمضان المبارك، وتتصدر اهم أنواع الحلويات المباعة في الشهر الكريم،حيث تتكون من الطحين والملح والبيكنج باودر والخميرة والمياة الدافىء”.
ويعود تاريخ الكنافة إلى العصر الفاطمي، وقد عرفها المصريون قبل أهل بلاد الشام وذلك عندما تصادف دخول الخليفة “المعز لدين الله الفاطمي” القاهرة وكان ذلك في شهر رمضان فاستقبله الأهالي بعد الإفطار وهم يحملون الهدايا ومن بينها الكنافة بالمكسّرات كمظهر من مظاهر الكرم، ثم اكتسبت الكنافة مكانتها بين أنواع الحلوى التي ابتدعها الفاطميون ومن لا يأكلها في الأيام العادية، لابد أن يتناولها خلال شهر رمضان في المنزل.
وذكر (منصور أمين) لمراسل “حرية برس” وهو تاجر وصاحب أحد المحلات الشهيرة لبيع الفوانيس بالجيزة أن “اقتناء الفوانيس ظاهرة مقدسة لدى الأطفال، ولكن رمضان هذا العام يشهد انخفاضاً ملحوظاً في إقبال الزبائن على الشراء بسبب وباء فيروس كورونا ، بجانب ارتفاع الأسعار والوضع الاقتصادي السيء الذي تنعكس نتائجه على المواطن المصري”.
عذراً التعليقات مغلقة