ياسر محمد- حرية برس:
تتصاعد الضغوطات على محور “المقاومة والممانعة” المزعوم، (إيران، نظام الأسد، حزب الله، ميليشيا الحوثي..)، إذ أعلنت ألمانيا “حزب الله” اللبناني منظمة إرهابية وشرعت في ملاحقة أعضائه، تزامناً مع حملة أميركية “إسرائيلية” مكثفة على الوجود الإيراني في سوريا.
وفي التفاصيل، أعلنت وزارة الداخلية الألمانية، اليوم الخميس، عن حظر “حزب الله” اللبناني وتصنيفه “منظمة إرهابية”.
وقال متحدث باسم الداخلية الألمانية على “تويتر”: “حظر وزير الداخلية هورست زيهوفر حزب الله الإرهابي في ألمانيا”.
وبالتزامن مع ذلك، نفذت الشرطة الألمانية مداهمات صباح اليوم لاعتقال أشخاص يشتبه بكونهم أعضاء في الحزب، وفقاً لوكالة رويترز.
وقالت صحيفة “العربي الجديد” إن المخابرات الداخلية الألمانية تفيد بأنه يوجد في ألمانيا 1050 شخصاً من الجناح المتطرف التابع للتنظيم اللبناني، وهم يقومون بطريقة غير رسمية بجمع الأموال للحزب في البلاد، كما أن هناك على الأقل أربع جمعيات مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالحزب لدرجة أنها تعتبر منظمات فرعية، وهي مركز “الإمام المهدي” في مدينة مونستر، وجمعية ومسجد “الإرشاد” في برلين، وجمعية “المصطفى” في بريمن، وجمعية “المهاجرين اللبنانيين” في دورتموند.
وقد لقي قرار ألمانيا ترحيباً كبيراً من قبل السعودية ودول أوروبية عدة، وكذلك من السوريين الذين كان “حزب الله” شريكاً رئيساً في قتلهم واحتلال مدنهم وبلداتهم ورعاية تهجيرهم، خاصة في مناطق حمص (القصير)، وأرياف دمشق، وأرياف درعا.
ورأت الدكتورة سميرة مبيض في القرار أنه “ضرورة متأخرة”، وكتبت على تويتر: “قرار مناهضة إرهاب حزب الله في أوروبا ضرورة متأخرة، بعد أن حلت كوارثه على شعوب سوريا ولبنان طويلاً..
دعم نهوض هذه البلدان من أثر زعاف هذا الحزب ضرورة يتوجب أن لا تتأخر لعقود هي الأخرى”.
مصير إيران و”الأسد” على المحك
في شأن قريب، تتوالى أنباء عن تفاهمات “أميركية- روسية- إسرائيلية” تفضي إلى إخراج إيران من سوريا خلال العام الجاري، وهو ما بدأت إيران تستشعره ليس من الضربات “الإسرائيلية” التي تطالها في كل مكان بسوريا فحسب، بل من المواقف الروسية الجديدة التي تريد تحجيم الوجود الإيراني أكثر فأكثر.
وفي جديد المواقف من إيران، قال رئيس قسم العمليات في جيش الاحتلال الإسرائيلي، أهارون حليوة: إن “رئيس النظام السوري، بشار الأسد، يفهم بأن إيران باتت خطراً على حكمه وعلى إعادة الإعمار في سوريا”.
وأوضح الجنرال حليوة في مقابلة مع قناة “واللا” العبرية أمس الأربعاء، أن “الأسد يفهم أو بدأ يفهم، أن الإيرانيين الذين جاؤوا لمساعدته ضد تنظيم داعش بهدف إنقاذه، هم أنفسهم اليوم يشكلون خطراً على استمرار حكمه وقدرته على إعادة الإعمار”.
وأضاف حليوة أن إمكانية إيران للبقاء في سوريا انخفضت عن السابق، مشيراً إلى أن النشاط العسكري الإسرائيلي بشكل سري ضد الوجود الإيراني في سوريا زاد خلال الآونة الأخيرة.
ومؤخراً؛ بدأت “إسرائيل” مرحلة جديدة من التعامل مع الوجود الاحتلالي الإيراني في سوريا، تتمثل بإخراج القوات الإيرانية من هناك، بحسب ما صرح به وزير الدفاع، نفتالي بينيت.
وقال “بينيت” في مؤتمر صحفي، الإثنين الماضي، إن إسرائيل انتقلت من مرحلة إيقاف التموضع الإيراني في سوريا، إلى مرحلة إخراجها بشكل كامل.
وتوقع مراقبون ومحللون أن تقوم دولة الاحتلال الإسرائيلي بهجوم بري واسع يستهدف الوجود الإيراني في سوريا، بعد التنسيق مع الروس والأميركان، وفي هذا السياق رأى المحلل السياسي مضر حماد الأسعد أن “اجتياح دمشق قادم”، وأوضح في منشور على تويتر:
“إتفاق سيظهر على العلن بين روسيا وإسرائيل حصلت بموجبه تل أبيب على موافقة موسكو في اجتياح سوريا والسيطرة على دمشق من خلال المراسلات بينهما حيث أن روسيا ارسلت رسائل مهمة لإسرائيل بأنها غير قادرة على كبح جماح إيران وميليشياتها في سوريا وخاصة في جنوب دمشق”.
وبهذا القرار تكون ألمانيا قد حذت حذو هولندا وبريطانيا بوضع الحزب ضمن المنظمات الارهابية، وبالتالي هناك عقوبات ستفرض على من ينتمي إلى هذا التنظيم أو الترويج له.
عذراً التعليقات مغلقة