عاش مئات الآلاف من السوريين حصاراً مطبقاً، ورغم كل المناشدات للعالم إلا أن قرارات المؤسسة الدولية التي من المفترض أنها لإحقاق العدالة لم تكن تساوي ثمن الحبر الذي كتبت به هذا القرارات.
هذا ولم يقتصر الحصار على محاصرة المدنيين في منطقة جغرافية ضيقة، بل إن التجويع كان إحدى وسائل نظام الأسد لتركيع المناطق، وفي تلك الآونة كانت المنظمات المعنية بحقوق الإنسان تندد وتشجب بالكلام دون أن تحرك ساكناً، وعاش السوريون في حصار مطبق وجوع ووضع اقتصادي مزرٍ، لكن تلك الإجراءات لم تثن عزيمة الثوار لأنهم على يقين بأن إحقاق الحق بيد العادل وبأن الله هو من سينتقم لجراحاتهم وسيداويها، فمن نادى “ياالله مالنا غيرك يا الله” يعلم بالفعل بأنه لم يعتمد على أحد في هذا الكون.
يعتبر فيروس كورونا أكبر رسالة للعالم أجمع بأن ثورة السوريين هي مطلب حق في وجه ظالم، ومع ظهور فيروس كورونا بدأ سكان دول كبرى بحصار فرضته عدالة السماء على مجرمي الأرض، ولم يقتصر الأمر عند بقاء السكان في بيوتهم، بل وصلت الأمور لانهيارات اقتصادية في هذه البلدان وانتشار البطالة، وذلك ليس بجديد على السوريين الذين عاشوا ما يعيشه الناس على كوكب الأرض حالياً.
والأمثلة كثيرة على دروس ربانية لأمراء العالم بأن ما عاشه السوريون لم يكن بقليل، لأن الجرح لا يشعر به إلا صاحبه، ولا أحد يشعر بهذا الجرح إلا بعد أن يعيش نفس الظروف من حصار وجوع وتضييق.
ولعل من الرسائل التي أرسلت للعالم أجمع هي ما شعر به أطفال سوريا من حرمان للتعليم، والتعليم هو عماد تطور أي بلد، وتشهد بلدان متطورة طبياً كساداً في ملف التعليم على كافة الأصعدة، من إغلاق للمدارس إلى منع الخروج من المنزل.
والشرح يطول في حجم مأساة شعب عانى حصاراً شارك به العالم بصمته، ولم تكن هنالك أية ردة فعل في تخفيف هذه المعاناة، بالمقابل قد يكون هذا الوباء أو أياً كان نوعه هو لتذكير المتنفذين في العالم بأن ما تعيشونه اليوم من حصار وركود اقتصادي وإغلاق لكافة مؤسسات الدولة، إنما قد مر على السوريين منذ سنوات وبفعل النظام السوري وعن سابق الإصرار والتصميم ولو لم يكن قد أخذ الموافقة من هؤلاء المتنفذين لم تجرأ على قتل السوريين ومحاصرتهم.
Sorry Comments are closed