مسؤول كردي يطالب بإبادة إدلب.. هل تفسخ نسيج المجتمع السوري؟

فريق التحرير16 أبريل 2020آخر تحديث :

ياسر محمد- حرية برس:

في تصريح لاقى استهجاناً واحتجاجات كبيرة من عدة أطياف في المجتمع السوري، دعا المنسق الإعلامي لما يسمى “مجلس سوريا الديمقراطية”، إبراهيم إبراهيم، إلى قتل نصف سكان إدلب، وذلك في لقاء تلفزيوني على قناة تلفزيون سوريا (برنامج ما تبقّى)، أول من أمس الثلاثاء.

وكان إبراهيم إبراهيم، المنسق الإعلامي لـ”مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد) الذراع السياسي لـ”قسد”، دعا إلى قتل نصف سكان إدلب واصفاً إياهم بـ”الإرهابيين”.

وعلى ضوء تصريحاته أصدر “مسد”، أمس الأربعاء، قراراً بفصل إبراهيم، مؤكداً أن تلك التصريحات لا تمثل موقف “مسد”.

إلا أن هذا الموقف لم يكن كافياً للتغطية على كلام إبراهيم، الذي اعتذر بدوره وقال إن حديثه كان نتيجة استفزاز مقدم البرنامج، وأوضح: “لم أقصد المدنيين والمواطنين في إدلب، بل قصدت الكتائب الإرهابية”.

من جهته؛ أدان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، يوم أمس الأربعاء، في بيان له، تصريحات المنسق الإعلامي لـ”مسد”، وطالب السلطات الدنماركية بمحاسبته بجرم نشر الكراهية والتحريض على القتل.

وجاء في بيان الائتلاف الوطني، أن تصريحات المنسق الإعلامي لما يدعى “مجلس سورية الديمقراطية” (مسد) التابع لتنظيم بي كي كي الإرهابي، والمصنّف كذلك إرهابياً في أوروبا والولايات المتحدة وعدد من الدول، عبرت عن عقلية مريضة استئصالية، والتي دعا خلالها إلى إبادة وقتل المدنيين في إدلب، في سياق اعتراضه على تقديم مساعدات طبية لهم لمواجهة وباء كورونا من قبل منظمة الصحة العالمية.

وأضاف البيان إن الائتلاف الوطني يدين هذه التصريحات، ويطالب السلطات الرسمية في الدنمارك بالتحقيق بخصوصها، واعتبارها نشراً للكراهية وتحريضاً على القتل والإجرام والإرهاب.

ويواصل ناشطون وإعلاميون سوريون حملتهم على إبراهيم وتصريحاته التي يرون فيها تعبيراً عن وجهة نظر انفصاليي “قسد” و”مسد” وإن زعموا غير ذلك، وقالت الصحفية السورية صبا مدور في تغريدة على تويتر أرفقتها بالمقطع الذي يدعو فيه إبراهيم إلى قتل سكان إدلب: “تصريحات إبراهيم إبراهيم المنسق الإعلامي لما يسمى مجلس سورية الديمقراطي (مسد) في أوروبا ليست زلة لسان أو رأي شخصي فهو يعبر بكل وضوح عن رأي حزب الإتحاد الديمقراطي الكردي الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني الإرهابي”.

وقال الإعلامي قتيبة ياسين: “عطفاً على مطالبة المنسق الإعلامي لميليشيا قسد بالإبادة الجماعية لأهل إدلب..

إذا كان هذا ما يخرج علناً على لسان الواجهة الإعلامية لقسد الذي مهمته تبييضها فكيف تتصرف باقي الميليشيا التي تحمل السلاح على الأرض؟

هل تتخيلون معي الآن ما يعانيه أهلنا تحت الاحتلال القنديلي الأوجلاني؟”.

الأمر برمته يحيل إلى ما هو أبعد من تصريح عرضي لمسؤول، فالممارسات على الأرض تنبئ بتفسخ المجتمع السوري وابتعاد مكوناته عن بعضها البعض وتكريس نظرة عدائية في ثقافات المجموعات العرقية والطائفية التي تكوّن النسيج السوري، وهو ما يهدد مستقبل الوطن السوري الذي لا يمكن أن يقوم إلا بتلك المجاميع، إذ إن ترسيخ ثقافة العداء بينها سيؤدي بالضرورة إلى تشكيل دويلات كنتونات طائفية وعرقية، وهو ما تسعى بعض الأنظمة الداعمة للثورات المضادة إلى تكريسه. 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل