لجين مليحان- حرية برس:
ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﻭﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻣﻦ أبرز ما أنتجته ﺍﻟﺤﺮﺏ في سوريا، ويبقى الإنسان السوري هو الضحية على أرض سورية وخارجها على أراضي اللجوء، تتقاذف الدول اللاجئين السوريين كما تتقاذف أمواج بحر إيجه قواربهم المطاطية، لتتركهم عرضه للغرق تارة أو الأمساك بهم وإهانتهم بأشكال مختلفة تارة أخرى، والنفور منهم وكأنهم وباء أشبه بوباء كورونا في هذه الأيام.
يخبرنا أبو آدم بحديث خاص لـ”حرية برس” عن قصته في العبور إلى اليونان والإمساك به والعودة به للاحتجاز في تركيا، يقول” كنا نحاول الوصول من تركيا إلى اليونان في الليل في قارب يحمل على متنه31 لاجئا، بيننا 11 طفل، شاهدنا في هذه الليلة أكثر من قارب وطلبنا المساعدة منهم عبر الأصوات العالية والصفير ليطلبوا لنا خفر السواحل لينقلنا ولكنهم رفضوا ولم يكترثوا، وصل بنا القارب في ساعات الفجر الأولى من يوم 22 مارس الماضي، إلى منطقة صخرية في جزيرة تدعى (سيمي)، وبعد نزولنا منه بقينا نمشي لتمام الساعة 12 ظهرا.
يكمل أبو آدم الحديث “عند وصولنا طلبنا من المدنيين مياه لنشرب بعد ساعات طويلة من المشي والتعب، لا سيما أنه يوجد بيننا كبار بالسن وأطفال وشخص مصاب وأنا أعاني من مرض مزمن، فرفضوا مساعدتنا، وفجأة جاء البوليس اليوناني وأمسك بنا وكانوا يبتعدون عنا أمتار بسبب الخوف من فيروس كورونا المنتشر في العالم، نعم الحرص واجب تجاه الصحة ولكن ليس بهذا الأسلوب، لقد أشعرونا أننا نحن هذا الفيروس، فلقد أجبرونا على المشي لأكثر من 3 كم وهم يمشون بمحاذاتنا بسياراتهم، إلى حين وصولنا لمكان مسيج على طرف الميناء وهو مكان مهجور، ثم طلبنا منهم مرة أخرى المساعدة بتأمين ماء وطعام ولم يقدموا لنا شي، وبقينا في هذا المكان وعلى هذا الحال لمدة يومين”.
يشرح أبو آدم “بقينا على هذه الحالة يومين وظهر اليوم الثاني قالوا لنا نريد شخصين منكم لنقل أغراضكم إلى الباخرة عندما تأتي ونقلكم إلى أثينا، وبعد مرور أكثر من ساعة جاءت الباخرة وتم نقل حقائبنا إليها، وانتظرنا بعد نقلها لمدة ساعتين لحين سمحوا لنا بالصعود إلى الباخرة، لنتفاجئ بعدم وجود الحقائب التي نحمل بداخلها هواتف ونقود وأوراقنا الشخصية التي تم إنزالها من الباخرة، وعند المطالبة بهم جابهونا بالعنف الجسدي واللفظي، لتسير بعدها الباخرة مسافة وبعدها توقفت لمدة ساعة بعرض البحر، دون أن ندرك السبب”.
يتابع حديثه “بدأوا بأخذنا واحداًَ تلو الأخر عبر فترات قصيرة بيننا، وقبل وصول الدور لي كنت اسمع أصوات من سبقني إلى آخر الباخرة صراخهم لماذا لم أكن أعرف لحين جاء دوري وإذا بهم يرمون بنا من أعلى الباخرة بارتفاع 4 أمتار لنسقط على قارب صغير نحن نسميه ( بلم) وكان بدون محرك، ليتركونا بعدها بعرض البحر لمصير مجهول” مؤكداً أن موج البحر كان يصل لحدود 70 سم وقتها.
“كانت أمواج البحر تتلاطم من حولنا ونحن في حالة هلع كبيرة من تركنا هكذا، وإذ بخفر السواحل التركي جاؤوا بعد أكثر من ساعتين ونحن على هذا الوضع، تم أخذنا من المياه الإقليمية التركية، وبدأوا بسحبنا، كانت معاملة خفر السواحل التركي معنا جيدة، بعد وصولنا للشاطئ طلبنا ماء للشرب فقدموا لنا الماء والطعام والأغطية، ولكن بعد تسليمنا للبوليس التركي كانت معاملتهم بعكس خفر السواحل، حيث وضعنا بمكان غير نظيف وبدون أغطية، لقد أخذوا منا الأغطية التي أعطانا ياها خفر السواحل، وفي اليوم التالي جاءت سيارة لتنقلنا إلى منطقة قرب الحدود السورية التركية (مالاطيا) وكانت الرحلة إليها استغرقت 24 ساعة، لنحتجز في مكان قالوا لنا هذا حجر صحي”.
وشدد أبو آدم على أنه مضى على بقائهم في هذا المكان أكثر من15 يوماً وهم ولا يعرفون ما مصيرهم هل البقاء هناك أم الترحيل أم العودة بهم لمكان إقامتهم، الوضع الصحي للبعض سيء وخصوصا كبار السن والذين يعانون من أمراض وتحتاج دواء وليس لديهم أي أغراض تعينهم على البقاء والاستمرار في هذالحجز، منوهاً إلى أنهم قاموا بإضراب عن الطعام لكي تتم الاستجابة لهم.
عذراً التعليقات مغلقة