“مخيمٌ قرآني” يتحدى كورونا في غزة

فريق التحرير19 مايو 2020آخر تحديث :
مخيم قرآني في غزة -حرية برس

فارس أبو شيحة-غزة-حرية برس:

لم يوقف وباء كورونا المستجد “كوفيد 19” الذي أصاب العديد من الدول بالشلل التام وإعلان حالة الطوارئ القصوى لمنع تفشي هذا الوباء، من استمرار التعليم وممارسة الحياة في قطاع غزة.

فقد تم إنشاء مخيم لتعليم القرآن عن بعد من قبل أحد مراكز تحفيظ القرآن في غزة، وقال مدير المركز “معاذ رجب” لحرية برس بغزة، إن ” فكرة التعليم القرءاني عن بعد يقوم على أمرين، الأول أنه تم إنشاءه حديثاً لمواكبة الظروف والوضع الراهن بعد ظهور وباء فيروس (كوفيد 19) أو المعروف باسم كورونا حيث أغلقت المساجد والمراكز التعليمية كإجراء احترازي للوقاية ومنع تفشي الوباء، أما الأمر الثاني هو الحفاظ على سلامة القراء والمحفظين داخل المركز من أجل توفير الوقاية والسلامة لهم”.

التعليم عن بعد

وأوضح رجب أن المخيم يقوم بالتعليم عن بعد والتواصل بين الطلاب والمحفظين لهم، بحيث يكون هناك مجموعة مشتركة بين أولياء أمور الطلاب والمحفظين في إدارة المركز القرءاني بشكل يومي من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الثامنة مساءً، من أجل التسميع للقراء، مضيفاً أن المحفظين يقومون بتوجيه الطلاب والتواصل معهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأبرزها تطبيقي الفيسبوك والوتس أب، والبدء بالتسميع لهم عبر تلك التطبيقات، وإذا كانت هناك أخطاء يتم معالجتها للطلاب.

وأضاف ” نقوم باستغلال أوقات الطلاب خصوصاً في الأوضاع الراهنة وإغلاق المدراس، فهم الآن في عطلة وإجازة بسبب انتشار وباء وفيروس كورونا كإجراء احترازي من قبل الجهات الحكومية في قطاع غزة، من خلال التسميع والتثبيت للطلاب داخل المخيم القرءاني”.

المخيم القرءاني

ويعد مركز السيد علي المغربي الكائن في حي الشجاعية شرق مدينة غزة الأول من نوعه في قطاع غزة الذي اتخذ فكرة التعليم عن بعد في حفظ وتعلم القرآن الكريم للطلاب المركز والمسجلين الجدد، حيث يلتحق بالمخيم 50 طالب من طلاب المركز والمسجلين الجدد أيضاً الذي يقتصر على الذكور فقط، بينما عدد المحفظين داخل المخيم 10 والعدد مرشح للزيادة في حال توسع المخيم خلال الأيام والأشهر القادمة.

وبين مدير المركز أن المخيم من إدارة ومحفظين، سخر العديد من الإنجازات على درجة عالية من الاتقان المتعلق بقراءة القرأن الكريم وتعلمه، حيث أن أقلهم يتملك درجة تأهيل السند في تلاوة والتجويد، مردفاً أنهم على دراية كبيرة باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي من أجل متابعة أعمال الطلاب، بالإضافة إلى توصيل الحوافز الرمزية إلى الطلاب من باب التشجيع والمنافسة بين طلاب المركز للاستمرار على مداومة حفظ وتعلم القرأن الكريم وتدبر معانيه.

ثمار النجاح

وأكد رجب بوجود اهتمام كبير من الطلاب وأولياء أمورهم في دفع أبناءهم نحو التسجيل داخل المركز والتعلم عن بعد، موضحاً أن هناك عدد من الطلاب قد أنجزوا من الحفظ لأجزاء في وقت قصير مقارناً بالأيام العادية، أي ما قبل إغلاق المساجد ودور العبادة كإجراء احترازي من قبل جهات الاختصاص، وهذا الأمر يدلل على أولى ثمار نجاح المخيم القرءاني.

ويطمح رجب وزملائه في إدارة المركز القرءاني في الأيام القليلة القادمة، بعد الانتهاء للمخيم، على تطوير فكرة التعليم عن بعد، بحيث تشمل مواضيع أخرى كإجراء دورات الأحكام والتجويد في تعلم قراءة القرأن الكريم، من خلال برامج تعليمة أخرى كبرنامج الزوم وغيره بعد الشرح الكافي في التعامل معه، إلى جانب عقد العديد من الدورات في السنة النبوية الشريفة.

ولم يقتصر أمر التعليم الإلكتروني عن بعد على مراكز تعليم وحفظ القرآن الكريم المنتشرة في محافظات قطاع غزة فحسب، بل إن الجامعات الفلسطينية اتجهت نحو ذلك، من أجل تحدي وباء كورونا بعد إعلان الحكومة الفلسطينية إغلاق جميع مرافق التعليم من المدراس والجامعات ودور العبادة، كإجراء احترازي للوقاية من الفيروس الذي انتشر في أرجاء دول العالم.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل