في ظل عجز المجتمع الدولي عن تبيان مصير معتقلي الرأي في سورية فإن الدعوات الدولية والإنسانية ما زالت تتوالى إلى رئيس العصابة الحاكمة في دمشق من أجل العمل على إطلاق سراح المعتقلين والمغيبين قسرياً في مسالخه البشرية وخاصة بعد أن اجتاح فايروس كورونا عموم المعتقلات والسجون السرية في ظل انعدام الخدمات الطبية والإنسانية في تلك الأماكن وافتقادها لأدنى معايير السجون والمعتقلات في العالم الأمر الذي سيؤدي إلى مزيد من الموت في صفوف المعتقلين الذين تعرضوا وما يزالوا لأشد أنواع التعذيب على يد جلادي ومجرمي عصابات الأسد.
فها هو تقرير لجنة التفتيش الدولية المستقلة المعنية بسورية والمؤرخ بتاريخ 28/3/2020 حيث ذكر فيه أن وضع المعتقلين في أنحاء البلاد هو الأكثر خطورة الآن وقد سبق للجنة أن وثقت حالات وفاة أثناء الاعتقال بسبب التعذيب والضرب وظروف المعيشة اللاإنسانية والافتقار إلى الرعاية الطبية الكافية والإهمال المتعمد لحالة المعتقلين.
وقد شددت اللجنة الدولية على إعادة التأكيد على دعواتها السابقة للإفراج الفوري عن جميع المعتقلين بشكل تعسفي أو غير قانوني دون تأخير.
كما كررت اللجنة الدعوات التي وجهها الأمين العام غوتيرس ومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت من أجل إطلاق سراح المعتقلين وذلك لمنع تفشي فايروس كورونا القاتل في معتقلات النظام، وبتاريخ 29/3/2020 طالبت الخارجية الأمريكية كلا من إيران وسورية بإطلاق سراح المعتقلين خوفاً من تفشي فيرووس كورونا في ظل انعدام الرعاية الصحية لهم وظروف الاحتجاج الوحشية.ونفس المناشده كان قد وجهها الاتحاد الاوربي بذات التاريخ.
وبتاريخ 30/3/2020 حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي من النتائج المدمرة في حال عدم اتخاذ التدابير الإنسانية العاجلة حيال تهديد فايروس كورونا في مناطق الحروب مثل سورية وأشارت اللجنة الدولية إلى أن الفايروس يمثل تهديداً كبيراً للحياة في الدول ذات النظم الصحية القوية فكيف إذن سيكون هذا التهديد في الدول التي دمرت فيها النظم الصحية بسبب الحروب واعربت اللجنة الدولية عن خشيتها من أسوء السيناريوهات المتمثلة في انتشار الفايروس في السجون والمعتقلات السورية.
ورغم كل تلك التحذيرات والمناشدات فإن عصابة الأسد ما تزال تحتجز في مسالخها البشرية مئات الألوف من معتقلي الرأي في ظل انعدام الرعاية الإنسانية والطبية لهم غير مكترثة بكل تلك المناشدات والتحذيرات في الوقت الذي تتوارد فيه الأنباء من داخل بعض المعتقلات الرسمية بتفشي فايروس كورونا بين الكثير من المعتقلين مع غياب أي تدابير طبية أو صحية لحمايتهم.
إن غض المجتمع الدولي والعدالة الدولية الطرف عن جرائم عصابات الأسد المتكررة والمستمرة في سورية منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي وامتداد لجرائمه منذ اندلاع شرارة الثورة السورية ضده في سورية
فإن ذلك جعل تلك العصابات الأسدية أشد إجراماً وتنكيلاً بالشعب السوري فها هو العالم يقف متفرجاً على قصف المدنيين السوريين بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيمائية والقنابل العنقودية والصواريخ
كما ان جرائم هذه العصابة المارقة المجرمة بتصفية المعتقلين قد شوهدت من قبل المنظمات الدولية والإنسانية من خلال ملف قيصر وعشرات الآلاف من الصور الفوتوغرافية المرفقة فيه
لذلك فإن عصابة الأسد تعمل جاهدة الآن وبكل هدوء في ظل الخذلان الدولي للشعب السوري لتصفية ما تبقى من المعتقلين من خلال تركهم في تلك المسالخ البشرية لمواجهة كورونا الفايروس الوباء ليجهز على من تبقى منهم وسط عجز تام للأمم المتحدة ومجلس الأمن بإلزام عصابات الأسد بتطبيق القرارات الدولية وخاصة القرار 2139 لعام 2014 والقرار 2254 لعام 2015.
إن عصابات الأسد ما تزال تنكر العدد الحقيقي لمصابي فايروس كورونا في الوقت الذي نمتلك فيه معلومات تؤكد ألاف الإصابات ومئات الوفيات بهذه الجائحة حيث أن المليشيات الإيرانية والتي تعتبر بؤرة لهذا الفايروس بين عناصرها المتواجدين وبعشرات الآلاف في مختلف مفاصل الجغرافية السورية وإدارتها لا سيما في مناطق ريف دمشق وحمص وحماة وحلب والبوكمال ودير الزور.
وأخيراً إن العالم الآن يدق ناقوس الخطر لمواجهة جائحة كورونا ويسخر لذلك كل الإمكانيات والطاقات للانتصار عليها ولكن الشعب السوري ومنذ أكثر من تسع سنوات يواجه كورونا الأسد الذي قتل أكثر من مليون من الشعب السوري وهجر ملايين اخرين وجعل سورية أثراً بعد عين
وها هو الآن يواجه كورونا الوباء وكورنا الأسد المجرم وسط خذلان دولي مريب.
عذراً التعليقات مغلقة