الخيانة الزوجية.. وقائع وأسباب

فريق التحرير1 أبريل 2020آخر تحديث :

هدى بلال-حرية برس:

يمكن تعريف الخيانة الزوجية بأنها علاقة غير شرعية يقيمها أحد الزوجين مع طرف ثالث. لذلك فالخيانة في المفهوم الشامل لا تقتصر فقط على العلاقة الجنسية بل إن إقامة أي علاقة تتجاوز الحدود  يمكن أن تعتبر نوعاً من الخيانة وإن كان أشدها بين الزوجين العلاقة الجنسية.

يقول (م.ف) ٤٣ عاماً، لحرية برس “بعد إقامتنا في هولندا لمدة عام تغيرت معاملة زوجتي كثيراً لم يعد يعجبها شيء كنا نتخاصم لأتفه الأسباب، كانت أغلب الأوقات متوترة وغاضبة لقد بات التفاهم معها مستحيل شيئاً فشيئاً بدأت الابتعاد عنها في تلك الأثناء ساقتني الأقدار للتعرف على صديقة تدرس معي اللغة الهولندية، وجدت فيها الصديقة والحبيبة وشيئاً فشيئاً بدأت بالتعلق بها إلا أن الواقع صدمني، فأنا لا أستطيع الزواج بها لأن القوانين هنا لا تسمح بتعدد الزوجات وأنا لا أريد الابتعاد عن أسرتي، وفي الوقت ذاته لا أستطيع الابتعاد عن حبيبتي”.

بينما يقول (ع.م) البالغ ٣٤عاماً لحرية برس: لم يكن يعكر حياتي الزوجية أي شيء إلا بعد إنجاب زوجتي طفلنا الأول لقد تغير كل شيء بدأت زوجتي تهملني كثيرا” وترفض أن أقيم معها علاقة حميمية، لقد تبدل مزاجها كثيراً وباتت تعاني من برود جنسي مما دفعني للبحث عن طرق أرضي من خلالها رغباتي عبر إقامة العلاقات الجنسية العابرة ومع بعض الصديقات، لم يؤنبني ضميري كثيرا”…فلقد يئست من برود زوجتي.

(أ .ل) البالغة 38 عاماً فتقول: لم أستطع أن أحب زوجي طيلة خمسة عشر عاماً من زواجنا على الرغم من أنه إنسان رائع فهو لم يقصر معي في شيء، ورغم ذلك لم أستطع أن أحبه.

وتضيف قائلة: عندما تعرفت على حبيبي للوهلة الأولى شعرت بشعور غريب كان الضياع سيد الموقف كنت حائرة بين واجبي القدسي اتجاه احترام زوجي وعائلتي وفي الوقت ذاته كان قلبي ينفطر من الشوق لمن أحببت، وشيئاً فشيئاً استسلمت لنداء قلبي واعترفت له بحبي، كنت أستغل غياب زوجي وأتواصل معه عبر الواتس آب، وأنا لا أريد الابتعاد عن أسرتي وأولادي، ولكنني لا أريد الابتعاد عمن أحب لذلك بقيت على تواصل معه لأنه المتنفس الوحيد لي من عالم الزوجية الكئيب الحزين الذي فرض علي بحكم الزواج التقليدي.

أما (أ.م) ٤٤ عاماً يقول: لم يكن ينقص زوجتي أي شيء فهي سيدة رائعة ولكنها تقليدية جداً وأحاديثها رتيبة جداً، مما دفعني للبحث عن امرأة مختلفة بكافة المقاييس، امرأة تبحث عن التجديد في كل شيء على الصعيد العاطفي والاجتماعي وحتى على صعيد العلاقة الحميمية.

تضيف سيدة أخرى تدعى (س.ر) :أبصرت الحياة وأنا بعمر الثامنة عشر وقد أصبحت فيها أماً لطفلين جميلين لم أعرف من الزواج سوى أنني كنت سعيدة بثوب الزفاف عندما كان عمري خمسة عشر عاماً، وتسارعت الأيام وكبرت وأنا أرى زواجي عبارة عن رجل يتمدد على سطح الأريكة ليل نهار ويطلق الأوامر وأنا أدفن نفسي في العمل وأعود في آخر النهار وقد أنهكني التعب والهم، لأجد زوجي على وضعه فلقد اعتاد حياة الكسل منذ أن بدأت العمل، ولم يكتف زوجي فقط باطلاق الأوامر بل باتت معاملته تسوء بالكاد كنت أسمع منه جملة واحدة فقط “اعملي شاي …هاتي نفاضة للسيجارة .. لك ليش تأخرتي”.

وتتابع: ساقتني الأقدار للتعرف على أحد العملاء للشركة وشيئاً فشيئاً بت أتعلق به لقد كان مختلفاً في كل شيء في احترامه ولطفه ومعاملته الراقية، مادفعني للطلاق والزواج به.

يتحدث (أ.ع) لحرية برس :تفاجئت بعد تخرجي أن والدتي خطبت لي ابنة عمي دون علم مني، لقد شعرت بحرج شديد فأنا لا أستطيع الرفض كي لا أغضب عمي ووالدتي ولا أستطيع القبول لأنني لا أحبها فما كان مني إلا أنا قبلت ومضت سنوات العمر وأنا أحيا معها حياة أشبه بالدوام في مؤسسة حكومية لاقيمة للأشياء لاقيمة لشيء ولا روح فيها سوى أننا تزوجنا بحكم العادات والتقاليد، وكل ما أفعله اتجاهها واتجاه زواجنا بدافع الواجب إلا أن تعرفت على صديقة نمت صداقتنا وتحولت لحب كبير واتفقنا على الزواج سراً.

وعن أسباب الخيانات الزوجية يقول الكاتب والصحفي السوري “حسام الزير” لحرية برس:
في المجتمع السوري مثلاً يمكن النظر إلى أسباب ما قبل الخيانة، كتزويج الفتيات ممن لا يرغبن به، حينها سيكون هنالك احتمال كبير لحصول خيانة، فكيف يمكن لسيدة العيش مع رجل لا تستطيع تقبّله في حياتها، وهنا يمكن القول أن قلّة الوعي سبب في الخيانة، حيث لا تستطيع الفتاة تحديد ما هو الصحيح وما هو الخطأ.. أيضاً بالنسبة للذكور ترتفع نسبة الخيانة عن الإناث في سوريا، ويعود السبب إلى كون مجتمعاتنا تعطي أحقية للذكور في الخوض بعلاقات ما قبل الزواج دون محاسبة، لينسحب الموضوع إلى ما بعد الزواج، ويرى الذكر نفسه قادراً على الخوض في علاقات خارج إطار الزواج، دون وجود محاسبة مجتمعية، على عكس المرأة التي يتم جلدها إذا خانت زوجها. عموماً وكجزء من حالة الفوضى الحالية التي تشهدها سوريا والسوريين عموماً، فقد الكثيرون قيمهم، وبالتالي أصبحت السرقة أو الاحتيال أو القتل ثم الخيانة مواضيع بسيطة.

ويتابع: البعض ممن خسر قيمه يقول مثلاً “خربانة وخربانة” أو “ما وقفت عليي” ويبرر بالتالي خيانته.. في حين أن الخيانة لا يمكن تبريرها مهما اختلفت الظروف.

من جانبه، قال الكاتب ومعد البرامج الساخرة رجا قنطار: قد يكون من أسباب الخيانة الزوجية حالات الغضب الشديد التي تجعل الشريك يسعى للانتقام من خيانة الشريك، وكذلك الشعور بعدم الرضا عن العلاقة الجنسية والرغبة في التجديد أو غياب الحب، والسبب فقدان العاطفة أو الاهتمام

ويتابع قنطار :وقد يكون الإهمال أو عدم تلقي ما يكفي من الحب والاحترام والاهتمام أو قلة الالتزام، وفي بعض الأحيان تكون الحالة المعيشية سبباً في الخيانة الزوجية أو عدم تقدير الشريك وكذلك الروتين الممل أو الإحساس بعدم الثقة أو عدم الرضا بالعلاقة الزوجية.

بدورها، قالت الدكتورة غزلان بن علي تخسيت المدربة الدولية في التنمية البشرية لحرية برس: تعد منطقة الشرق الأوسط التي ترتفع فيها الخيانة الزوجية ويعد الزواج المبكر والزواج التقليدي من أكثر المسببات للخيانات الزوجية، حيث نرى أن الشباب منذ سنوات شبابهم المبكر يبدأون بجمع المهور والتي تكون غالية بصفة عامة فيكون تركيزهم الكبير على جمع المال ومستلزمات الزواج واضعاً نصب عينيه فكرة الزواج ونتيجة انشغالهم وتركيزهم في السعي وراء الأمور المادية يتجاهلون التعرف بشكل أكبر على من ستكون شريكة حياتهم، وفي المقابل بعض العائلات لايهمها سوى تزويج بناتها من شبان أثرياء أو أصحاب صنعة دون الالتفات إلى سلوك الشباب أو أسلوب معاملته فأغلب الأحيان يكون الاختيار غير موفق من كلا الطرفين فيبدأ أحد الزوجين أو كليهما بالبحث عن شريك إما بالتفكير بالزواج الثاني أو بالخيانة لزوجية أوالطلاق وغالباً مايختار الخيانة لأنها أقل تكلفة مادية ومسؤولية.

ونوهت (تخسيت) إلى أن فكرة الطلاق تكون مستبعدة لأن بعض الزيجات تكون من ضمن الأسرة الواحدة فيحرص الشباب ألا يحدث الطلاق حرصاًعلى تماسك الأسرة وعدم زج الاقارب كأبناء العمومة في خصومة وقطيعة كبيرة، مضيفة أن الخيانة الزوجية باتت تطال العنصر النسوي في العائلة بفضل تواجد وسائل التواصل الاجتماعية فنجد بعض النساء لا تميز بين الرفيق أو الصديق بسبب ماتقاسيه من ضغوطات نفسية وتعنيف أسري والضغط هنا يولد الانفجار لتفريغ الشحنة السالبة، وقد تكون المرأة في تلك الحالة كالفريسة وعندما نتكلم عن الخيانة الزوجية فإننا لانتحدث عن خيانة جسدية فحسب بل عن نتائج الخيانة النفسية فقد ينتج عنها تحطم وانهيار نفسي لدى بعض الرجال والنساء وفقدان الثقة بالنفس، ومن المستغرب في مجتمعاتنا أن بعض العائلات لاتعيب خيانة الرجل وتعطيه الحق بذلك، وتتفاخر بعض العائلات أن ابنهم بنظرهم شاطر يعرف فلانة وفلانة أو كما يقال عليه العين، لذلك نجد أن المجتمع الشرقي يتميز بالخيانة الزوجية لأنه يفتقد الوعي أثناء اختيار الزوجة أو الزوج.

وتشرح تخسيت الأساليب المقترحة للحد من الخيانات الزوجية: علينا نشر ثقافة الوعي وبناء الأسرة على أسس منطقية توافقية وعلى كل الطرفين الجلوس لطاولة الحوار لتلافي الاسباب التي تؤدي لنفور أحدهما من الآخر ، رغم أن الخيانة أمر سيء وقد يعتبر البعض أن الطلاق أسهل بكثير من الخيانة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل