كيف يقضي أخي الحبيب ليلته الأولى داخل زنازين السيسي، في ظل تفشي “كورونا” داخل السجون؟
علمت من أبناء قريتي الحبيبة، بقيام قوات الأمن المصرية باعتقال شقيقي الأصغر “عز الدين سلامة سليمان” من داخل منزله في محافظة “الفيوم”، وهو طالب في المرحلة الثانوية في عمر الثامنة عشرة.
لا أستطيع في الحقيقة أن أتخيل كيف يقضي أخي “عز الدين” ليلته الأولى داخل الزنازين أكاد أن أفقد عقلي، لا أستوعب لماذا هذا التعمد والظلم الذي يقع على عاتقنا منذ بداية ثورتنا المباركة ثورة الخامس والعشرين من يناير.
أتحدث معك الآن يا أخي وأعلم أنك تسمعني جيداً هل تآلفت روحك الطيبة مع جدران الزنازين، وكيف حالك الآن وحيداً وأنت الذي لا ينفض الأصحاب من حولك من أبناء قريتك، سامحني يا أخي الحبيب فقد عجزت على تأمين أمنك الشخصي وصار أخيك مطارداً وأصبحت عاجزاً عن إطلاق سراحك.
أتذكر حينما أنقذتني للمرة الأولى من الموت والآن تقضي ليلتك الأولى داخل الزنزانة وحيداً لا أحداً بجوارك اعي أنك لا تفهم شيئاً مما يدور حولك الآن، ولماذا انت في هذا المكان في ظل تفشي الفيروس القاتل، اقولها لك بكل صراحة لأنك ” أخي” الوحيد.
حينما كنت صغيراً كنت أداعبك فتبتسم لي كنت مرحاً أتذكر مشاهد رجولية عجزت أنا على حلها فكنت تقوم بحلها لي بكل سهولة، لازلت اتذكر خوفك الشديد وحرصك كي لا يصيبني أي مكروه، كنت تعاني معي أثناء اعتقالي داخل سجن “الوادي الجديد” مروراً بسجن “دمو العمومي” بالفيوم لذلك نأمل ان تكون في ميزان حسناتك يا أخي، كنت تخشى ذلك اليوم كنت تتعمد عدم التحدث في أمور السياسة في مصر تجنباً من الاعتقال التعسفي.
أعي الآن ما يدور بخاطرك كيف انا وكيف حالي وكيف أصبح وضع امي بغيابك وهل هي في مأمن أم ماذا قبل أن تسأل سأجيبك فقد أصبح قلبي في خسوف كامل لحظة علمي باقتيادك داخل المدرعة في غيابي، ولا أستطيع حمايتك!
وكيف صار وضع أمي الآن وهم يقومون باقتحام المنزل واخذ أخي امام عينيها كيف سيكون حالها الآن وكيف أصبحت صحتها بعد ذلك.
أتحدث بشكل جاد الآن للقارئ، أصبح الآن الأب داخل المعتقل بسجن الفيوم العمومي منذ حوالي 6 سنوات والآن أخي مختفٍ قسرياً داخل مقرات الأمن الوطني في الفيوم، لإجباره على الإدلاء بمعلومات عن وجودي وأين مكان تواجدي وذلك بسب حكم القضاء في مصر لحصولي على حكم المؤبد.
نعم أيها القارئ لم يستح الأمن في مصر من اعتقال الأب وسجنه لـ 6 سنوات والحكم عليّ بالمؤبد فقد قام أيضاً باعتقال شقيقي “عز الدين”، ندعوكم لنقاش عادل لماذا تفعل الداخلية في مصر هذه الإجراءات التعسفية بحقنا.
هل صرنا بلا حقوق؟
هل صرنا بلا قيمة؟
هل صرنا بلا هوية ولا وطن؟
هل صرنا بلا كرامة ولا مكانة؟
لماذ تحرمون أمي من ابنها وكيف صار وضع البيت الآن بدونه وبدون رجل داخله أخبروني بالله عليكم!
وأخبريني يا مصر هل أصبح الانتقام هكذا من أبنائك، في حقيقة الأمر شكراً يا مصر، أليس هناك رجل رشيد، يستطيع أن يعطي الأمور حق قدرها؟
سامحني يا “عز” لأنك سجينٌ بلا ذنب.
Sorry Comments are closed