ما بين مبادرة معاذ الخطيب و مبادرة ابن النظام في اللاذقية

معاذ عبد الرحمن الدرويش23 مارس 2020آخر تحديث :
ما بين مبادرة معاذ الخطيب و مبادرة ابن النظام في اللاذقية


خرج الشيخ معاذ الخطيب علينا بإطلالة جديدة عبر رسالة مصورة يقترح من خلالها مبادرة للحل في سوريا و دعوة للم شمل السوريين حسب رؤيته، يقترح أن يتم تشكيل مجلس حكم انتقالي و أن يكون الديكتاتور بشار الأسد عضو في هذه المجلس و لمدة عام، قبل أن يغادر من تلقاء نفسه كرسي السلطة.

و في الوقت نفسه نشر مواطن من طائفة النظام، و من داخل مدينة اللاذقية مبادرة عبر فيديو، يطلب فيها أن يتكاتف جميع المواطنين السوريين و بكل طوائفهم، و على رأسهم المسلمين السنة مع من تبقى من طائفة النظام لكي يتحدوا في وجه هذا النظام و الذي سماه “بالنجس” لكي ينقذوا ما يمكن إنقاذه من سوريا، بعد أن سلم هذا النظام موارد سوريا الإقتصادية للمحتل الروسي ، و سلم المجتمع السوري للمحتل الإيراني وقتل شباب طائفته و كل هذا حسب تعبير ابن النظام.

بمقارنة سريعة نجد أن ابن طائفة النظام فقد ثقته بهذا النظام بشكل كلي، و أصبح موقناً أن لا حل في سوريا إلا باقتلاع هذا النظام الفاجر من جذوره، في حين أن الشيخ معاذ الخطيب لا يزال يحلم أحلام رومانسية في زمن الأسد و الكورونا.

لا شك أن الذي لديه أي قناعة أن بشار الأسد و كامل أركان نظام الأسد يمكن أن يتقبل أن يسلمك السلطة بإرادته هو إنسان منفصل عن الواقع انفصالا كلياً، أعتقد يا شيخ معاذ أن بشار الأسد سيقبل مبادرتك و سوف يدعوك و يدعو كل أطراف هذه الحكومة المقترحة من قبلك لاجتماع، لكنه سيتاخر قليلاً عن الحضور و ستنفجر طاولة الاجتماع بمن حولها، و سوف ينعيكم نظام الأسد و يمنحكم وسام شهداء الوطن و يلصق التهمة بالإرهابيين ليستمر في حربه ضد الإرهاب إلى الأبد .

الشيخ معاذ الخطيب وجه معظم رسالته إلى النظام، في حين أن ابن طائفة النظام وجه رسالته إلى عامة الشعب السوري، و رغم الشق العميق الذي أحدثه النظام ما بين طائفته و ما بين الشعب السوري، إلا أن رسالة ابن النظام تبدو أكثر واقعية من رسالة الشيخ معاذ الخطيب و الذي وجه برسالته لرأس النظام، فرأب الشق ما بين طائفة النظام و بقية الشعب السوري أكثر قابلية و أكثر واقعية، من رأب الشق ما بين النظام و بقية الشعب السوري.

النظام يا شيخ معاذ لا يعترف بك و لا يعترف بأي مواطن سوري، و لا حتى بكامل الشعب السوري، سوى مجرد كائنات تصفق و ترقص حتى فوق جثث أبنائها من أجل أن يعيش هو وحده فقط.

و من ناحية ثانية إن جلوس المجرم بشار مع مجلس إنتقالي لا يتم إلا بقرار دولي جاد يخيره ما بين الموت و المحاكمة و ما بين ذلك، أما مقترح ابن طائفة النظام لو حدث سيقلب الطاولة على النظام و كل الدول الداعمة و المثبتة له، و هي قابلة عمليا أكثر من مقترح الشيخ معاذ.

الغريب في الأمر أن هذه المبادرة ليست الأولى للشيخ معاذ، و التي لاقت كلها إعتراضاً و غضباً في الشارع السوري و لعل أشهرها حين قال أن (الشمس تشرق من موسكو) و موسكو التي أشرقت منها الصواريخ و الطائرات و التي لم تبق و لم تذر لا بشراً و لا شجراً و لا حجراً إلا و أحرقته.
مخطئ الشيخ معاذ إذا كان يخاف على الشعب السوري من كورونا أكثر من نظام الأسد و حلفائه من الروس و الإيرانيين و غيرهم.

فعلى الأقل فيروس كورونا لم يفرق بين أحد من الشعوب و قد أصاب الكبير قبل الصغير و الغني قبل الفقير و المتقدم قبل المتخلف ، بينما بقي الشعب السوري يتجرع مرارة الموت و الخوف و الجوع و التشرد على مدى تسع سنوات لوحده.

و ما يدريك لعل كورونا يغير موازين القوى في العالم و يطيح بنظام الأسد بين ليلة و ضحاها؟!

و إخيراً أقول أن الشعب السوري سيمد يده لكل من لديه الجدية في خلع هذا النظام المجرم، بعيداً عن أي تفاصيل أخرى، و أن تصل متأخراً خيراً من أن لا تصل أبداً ، فهل سيفعلها عقلاء طائفة النظام أخيرا؟.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل